رفح: يتابع فلسطينيو غزة باهتمام تداعيات الاحداث الجارية في مصر ومدى انعكاسها على الوضع في القطاع الذي يعتمد يشكل كبير على مصر للحصول عى الامدادات، سواء بشكل رسمي عبر معبر رفح او بالتهريب عبر الانفاق الحدودية.

وفيما يدقق افراد من شرطة الحكومة المقالة في هويات الاشخاص الذين يسلكون الطرق المؤدية الى منطقة الانفاق، بدا ان العمل يسير ببطء وحذر في عدد قليل منها. وقال سامح (30 عاما) وهو يخرج الطين من داخل نفق بعدما طمرت مياه الامطار مدخله quot;كثير من الانفاق لا تعمل ..الوضع خطيرquot;.

واضاف وهو يستمع الى اذاعة محلية quot;الراديو لا يفارقني نريد ان نعرف ماذا يجري في مصر فحياتنا مرتبطة بها ..حركة البضائع الى الانفاق مرتبطة بالاستقرار في الجانب المصريquot;. وقال زميله سمير (19 عاما) quot;الحياة في غزة تتأثر اذا توقفت الانفاق خاصة الوقود والاسمنت لان ما يدخل من اسرائيل قليل جدا ولا يكفي لحاجة غزةquot;.

وفي الجوار كان اربعة صبية يحاولون جمع بقايا حصمة قرب نفق متوقف عن العمل. وبينما كان عمال يرفعون اكياسا من الاسمنت المصري المهرب على شاحنة صغيرة متوقفة قرب نفق، كان اربعة جنود مصريين يقفون فوق بناية في الجهة المصرية تطل على الحدود.

وتبدي الحكومة المقالة حرصا شديدا على ابقاء الوضع على الحدود تحت السيطرة، وسارعت لطمأنة الناس ان الاوضاع في القطاع quot;مستقرة وهادئة وعاديةquot;. واصطف قرابة عشرين شخصا بحوزتهم غالونات امام محطة صغيرة للوقود قرب بوابة صلاح الدين الحدودية للتزود بالبنزين خشية نفاده.

وكانت محطات وقود في القطاع شهدت مساء السبت ازدحاما للتزود خصوصا بالبنزين والسولار لسياراتهم او مولدات الكهرباء مع استمرار انقطاع الكهرباء المتكرر في القطاع. وقال الشاب جابر (27 عاما) وهو سائق سيارة اجرة في مدينة غزة انه تزود بالسولار وقام بتعبئة غالونين اضافيين quot;خوفا من نفاد الوقود اذا اغلقت الانفاقquot;.

لكن وزارة الاقتصاد الوطني في الحكومة المقالة حاولت تبديد المخاوف واكدت في بيان ان quot;الوقود بجميع انواعه والمواد الغذائية بكافة انواعها متوفرة بكميات كافية ولا داعي للقلقquot;. ويتم تهريب غالبية الوقود الذي يحتاج اليه القطاع بشكل مستمر من مصر بواسطة الانفاق، اضافة الى كميات محدودة تصل من اسرائيل.

واكد العديد من المواطنين واعضاء في الفصائل الفلسطينية انهم يتابعون الاخبار الواردة من مصر اولا باول عبر القنوات التلفزيون والاذاعية والمواقع الالكترونية. وقال عضو في حركة حماس طلب عدم ذكر اسمه ان حركته quot;تتمنى الاستقرار والخير لمصرquot;.

واغلق الاحد معبر رفح، المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة البالغ عددهم مليون ونصف مليون نسمة. واعلن غازي حمد مدير عام المعابر والحدود في الحكومة المقالة لفرانس برس ان معبر رفح quot;لن يفتحquot; اليوم متوقعا ان يمتد اغلاقه لquot;ايام عدةquot;.

وذكر مصدر مسؤول في المعبر ان الاخير quot;مغلق بسبب عدم تواجد ادارة المعبر في الجانب المصريquot; واضاف quot;من جهتنا نحن جاهزون وننتظر ان يكون الجانب المصري جاهزا لاعادة فتح المعبر امام المسافرين والقادمينquot;.

واضطر عشرات الفلسطينيين لالغاء سفرهم بسبب اغلاق المعبر، فيما ينتظر مئات من الموجودين في مصر خصوصا للعلاج، العودة لاسرهم في القطاع. وتقوم مصر عادة باغلاق المعبر في العطلة الاسبوعية الجمعة والسبت فيما يتمكن مئات الفلسطينيين يوميا وخصوصا ذوي الحاجات الانسانية والطلبة من السفر الى مصر.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك قرر مطلع حزيران/يونيو الماضي فتح معبر رفح امام فلسطينيي القطاع الراغبين في السفر للعلاج والطلاب الذين يدرسون في الخارج. واغلقت مصر معبر رفح بعد سيطرة حركة حماس على القطاع في حزيران/يونيو 2007.

وفجر الاحد، وصل الى غزة فلسطينيان من بين ثمانية كانوا معتقلين في سجن quot;ابو زعبلquot; بمصر بعد ان هربوا منه السبت. وذكر شهود ان حسان وشاح وهو من سكان مخيم البريج وسط القطاع وصل الى منزله فجرا بعدما امضى نحو ثلاث سنوات في سجن ابو زعبل علما ان محكوميته عشر سنوات.

وقال وشاح للصحافيين ان quot;جميع المعتقلين الفلسطينيين في سجن ابو زعبل خرجوا منهquot;. كما وصل ليل السبت محمد رمضان الشاعر (37 عاما) الى منزله في رفح بعدما كان امضى 6 اشهر في السجن نفسه من دون ان تتم محاكمته. والشاعر من الناشطين البارزين في التهريب عبر الانفاق المنتشرة على الحدود مع مصر وفقا لمصدر محلي.