تونس: أكد الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع اليوم أن هيئة تحقيق أهداف الثورة نجحت في هذا الظرف التاريخي بمهامها على الصعيد القانوني والتشريعي والسياسي.

جاء ذلك في كلمة لرئيس الجمهورية المؤقت خلال لقاء رسمي بمناسبة اختتام اعمال الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي بحضور رئيس الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي وعدد من الامناء العامين للاحزاب السياسية الممثلة في الهيئة وأعضاء مجلس الهيئة الى وسائل الاعلام التونسية والاجنبية.

وقال المبزع ان الهيئة كانت حاضرة ببياناتها في الاوقات العصيبة التي مرت بها البلاد سواء تلك التي تعلقت بصعوبة الوضع الاجتماعي أو ببروز ظواهر انفصام الوحدة الوطنية في بعض الجهات.

وأكد أن مؤسسات الدولة لن تشهد أي فراغ قائلا ان quot;الواجب الوطني يحملنا مسؤولية صون أمانة قيادة البلاد وتسليم الامانة الى من سيختاره المجلس الوطني التأسيسي رئيسا للجمهوريةquot;.

واوضح ان هذا التسليم quot;سيتم بأسلوب حضاري يليق بتونس الجديدة المتطلعة للديمقراطية وللتداول السلمي على السلطةquot;.

واضاف ان انشاء الهيئة كان استجابة مؤسساتية لضرورة تشكيل اطار يلتقي فيه التونسيون على اختلاف مشاربهم ورؤاهم الفكرية والسياسية ليؤمنوا لتونس الانتقال من الاستبداد الى الحرية والديمقراطية موضحا ان هذه الهيئة شكلت البيت الذي يأوي مختلف الفعاليات والقطاعات ويتسع لكل الفئات والاعمار وذلك في اطار توافقي لاستحالة الاحتكام لانتخابات في ذلك الظرف.

وقال انه رغم اعتراف الجميع بصعوبة الاختيار ومحدودية التمثيل داخل الهيئة quot;فاننا نتفهم الا تحظى تركيبتها باستحسان الجميعquot; مبينا أنه على الرغم من توسيع هذه التركيبة quot;الا انها بقيت موضوعيا قابلة لرؤى وتقديرات متفاوتة واحيانا متضاربةquot;.

واضاف أن ذلك لا يمكن البتة ان يقلل من شان الهيئة ولا من اهمية الدور الفاعل الذى اضطلعت به في هذه المرحلة التاريخية.

واكد رئيس الجمهورية المؤقت أن الهيئة نجحت في مهامها على أكثر من صعيد قانونيا وتشريعيا وسياسيا.

من جانبه قال رئيس الهيئة عياض بن عاشور ان الهدف الاساسي الان هو بناء الديمقراطية والمواطنة والقطع مع رواسب المنوال السياسي والثقافي الذي تم اعتماده طيلة حقب من تاريخ تونس الحديث.
واضاف في كلمته أن عملية التأسيس التي تعيشها البلاد تستوجب اختيار الاطار الاوضح والانجع.

واشار الى أن احداث الهيئة شكل حلقة من حلقات مسار الانتقال الديمقراطي في تونس وأول منبر لممارسة حرية التعبير فى البلاد وفضاء يضم مختلف الاطروحات السياسية والايديولوجية في كنف احترام حق الاختلاف والراى الحر.

كما عدد بن عاشور انجازات الهيئة متوقفا على ما أصدرته من مشاريع مراسيم لتنظيم الحياتين العامة والسياسية علاوة على مساهمتها في اعداد أرضية ملائمة لاجراء الانتخابات المقررة في 23 من الشهر الجاري.

من جهتها قالت نائبة رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة لطيفة لخضر ان الهيئة اسهمت في العملية التأسيسية لمشروع تونس الديمقراطي مؤكدة أن أعضاءها عملوا طوال الاشهر الثمانية الماضية في كنف الشفافية المطلقة.

واضافت في كلمة باسم الهيئة أن ما تسعى اليه الهيئة هو ان تصبح الحرية حقا مقدسا عاما للجميع وأن تمثل الثورة قطيعة مع الاستبداد مهما تعددت مرجعياته وانصافا لكل من تم تهميشهم واقصاؤهم أفرادا كانوا أو جماعات أو جهات.

وأعربت عن الامل في أن يكون منطق الوفاق سيد المسار الذي تسلكه البلاد موضحة أن هدف الهيئة الاساسي تلخص في ايجاد أدوات قانونية تشريعية ومعالجة جراح الثورة ومستجداتها مع التحلي باليقظة تجاه جيوب الردة.