رغم أن مؤسس laquo;أبلraquo; المشارك، ستيف جوبز، عاش طفولته وصباه في كنف والدين بالتبنّي، إلا أنّه لم يقطع الرابط بينه وبين والدته الحقيقية. لكن هذه الأخيرة في الوقت الحالي هي نزيلة دار للعجزة، وفي حالة عقلية منعت طاقمهما من إطلاعها على نبأ وفاته.



والدا ستيف جوبز الحقيقيان جون وجوان

صلاح أحمد: سُلّطت على وفاة عبقري التكنولوجيا الحديثة ستيف جوبز أضواء إعلامية لم تتوافر إلا للنذر اليسير من هذا النوع من الأخبار في الأزمنة المعاصرة. ولذا صار من العسير أن يفوت الخبر على أي شخص أينما كان، في الغرب على الأقل. على أن أقرب الأقربين إلى مبتدع laquo;آي فونraquo; وlaquo;آي بادraquo;، والدته الحقيقية، هي آخر من يعلم... بل إنها مازالت تجهل الحقيقة حتى الآن.

هذه هي جوان كارول (سيمبسون) شيبله، التي أنجبت ستيف، خارج إطار الزواج، لأب سوري من حمص، هو عبد الفتاح جون الجندلي، الذي كان في دراساته العليا، وصار في ما بعد بروفيسورًا في العلوم السياسية.

وبعد أسبوع من ولادته قررت جوان، التي كانت طالبة جامعية التخلّي عنه أولاً لافتقارها وشريكها المال اللازم لتنشئته، وثانيًا بسبب نظرة المجتمع لأبناء السفاح. فتبنّاه بول جوبز وزوجته كلارا، من ماونتين فيو، كاليفورنيا، وسمّياه ستيفن بول جوبز.

تقول صحيفة التابلويد الشعبية البريطانية laquo;ديلي ميلraquo; إن جوان تعاني هجمة مزدوجة من المرض والخرف في مسكن للعجزة في لوس انجيلوس، كاليفورنيا. ويذكر أن والدَي ستيف بالتبنّي قد تمكنا من الاتصال بها في وقت سابق وعرفّاها بابنها، لكنهما عجزا عن العثور على أبيه السوري. وعلى كلّ، فلم يتردد ستيف في الإعلان عن أنه يعتبر بول وكلارا في مقام والديه الحقيقيين.

المصح العقلي الذي تولى علاج والدة جوبز

يُذكر أن ستيف جوبز تناول في خطابه الشهير في حفل تخريج دفعة 2005 من جامعة برينستون قصة تبنيه من قبل بول وكلارا، قائلاً إن والدته الحقيقية ndash; جوان ndash; وقّعت على الأوراق الرسمية بقدر هائل من التردد، لأنها كانت تأمل أن يكون الوالدان المتبنيان حاصلين على شهادات أكاديمية عليا.

وكان بول قد هجر المدرسة الثانوية للعمل ميكانيكي سيارات. ورغم أن كلارا التحقت بالجامعة غير أنها لم تكمل دراستها فيها مطلقًا. وبعبارة أخرى لم تكن جوان سعيدة بتبينهما ابنها، ومن هنا كان مصدر التردد.

لاحقًا تزوج والداه الحقيقيان وأنجبا ndash; شرعًا هذا المرة ndash; شقيقته منى (سيمبسون)، التي صارت روائية في ما بعد. ولم يقطع ستيف صلته بوالدته وشقيقته، ولكن باعتبارهما صديقتين أكثر من أي شيء آخر. على أن حالة والدته العقلية تدهورت، وأدخلت إلى مصحّ عقلي، بعدما لاحظ الجيران أنها تخرج إلى الطرقات، وتسير عليها بغير هدي، وهي نصف عارية. ولاحقًا نقلت إلى دار العجزة، التي تعيش فيها حتى الآن. ولأن الطاقم لا يعلم نوع الأثر الذي يمكن أن يحدثه خبر وفاة ستيف عليها، فقد قرر عدم إخبارها به.

يقال إن ستيف، الذي كان يحيط علمًا بحالة والدته العقلية، دعمها ماليًا، وساهم إلى حد كبير في تسديد نفقات علاجها. ويقول مقرّبون منه إن أحد أكبر جراحه النفسية تمثل في علمه أن ثروته المديدة لا تشتري العافية العقلية لوالدته أو علاجه من السرطان الذي أودى أخيرًا بحياته.