جثة القذافي إلى جانب جثة ابنه المعتصم

آخر تحديث: الأحد 23 أكتوبر الساعة 11:32 غرينتش

أعلن المجلس الإنتقالي الليبي اليوم الأحد أنه سيسلم جثة معمّر القذافي لأقربائه. هذا وجاء في وصية منسوبة للزعيم الليبي السابق معمر القذافي أنه quot;أوصىquot; بدفنه في سرت وحسن معاملة أهله واستمرار quot;المقاومةquot;.


طرابلس: اعلن المتحدث باسم المجلس العسكري في مصراتة فتحي بشاقة ان جثة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي قتل الخميس في سرت في ظروف غامضة شرحت صباح الاحد.

وصرح المتحدث لفرانس برس quot;اجري التشريح صباحا. لم نكن ننوي تشريح الجثة لكن طرابلس طلبت منا ذلك ونريد ان تجري الامور بشكل صحيحquot;.

وقال عبد السلام بعيو القاضي المكلف الاشراف على عملية التشريح quot;انتهى التشريح صباحا في الساعة 10,00 (8,00 تغ). ولم يكتب بعد تقرير التشريح بالتالي لم ابلغ باسباب وفاةquot; القذافي.

وكان القذافي (69 عاما) الفار منذ سقوط مقره العام في طرابلس في 23 اب/اغسطس، اسر الخميس في سرت ثم قتل بالرصاص. ولم يعرف بعد ما اذا اعدم او قتل في تبادل لاطلاق النار.

ونقلت جثة القذافي مساء الخميس الى مصراتة شمال غرب سرت حيث وضعت في براد. ومنذ الجمعة يتوافد الاف الليبيين لرؤية جثة الزعيم السابق.

وكانت السلطات الليبية الجديدة التي قالت سابقا ان القذافي سيدفن على الارجح في مكان سري تفاديا لزيارة انصاره للقبر، اعلنت الاحد انها ستسلم جثته الى اقاربه.

ونقلت جثة القذافي مساء الخميس الى مصراتة شمال غرب سرت حيث وضعت في براد. ومنذ الجمعة يتوافد الاف الليبيين لرؤية جثة الزعيم السابق.

وكانت السلطات الليبية الجديدة التي قالت سابقا ان القذافي سيدفن على الارجح في مكان سري تفاديا لزيارة انصاره للقبر، اعلنت الاحد انها ستسلم جثته الى اقاربه.

واعلن المسؤول في المجلس الوطني الانتقالي احمد جبريل الاحد ان السلطات الليبية الجديدة ستسلم جثة معمر القذافي الى اقربائه. وقال جبريل لوكالة الأنباء الفرنسية quot;ان القرار اتخذ لتسليمه الى عائلته الكبيرة، لانه لا يوجد اي فرد من عائلته المباشرة في الوقت الحاضرquot;.

هذا وفي وصية منسوبة للزعيم الليبي السابق، quot;أوصىquot; معمّر القذافي بـ quot;دفن جثته في مقبرة سرت إلى جانب أهله كما حث على حسن معاملة أسرته وخاصة النساء بالإضافة إلى استمرار المقاومة ضد حلف شمال الأطلسي والثوار المناوئين لهquot;.

وقالت وكالة quot;سيفين دايزquot; الموالية للقذافي في صفحتها على فايسبوك إن وصية القذافي التي كتبها في 17 من الشهر الحالي في سرت قبل مقتله بأيام معدودة فقط قد وصلتها عن طريق واحد من ثلاثة سلمهم القذافي نص الوصية احتياطا لمقلته، مشيرة إلى أن أحد هؤلاء توفي ووقع الثاني في الأسر، بينما نجا الثالث.

ووفقا للوكالة استهل القذافي وصيته بآية قرآنية قبل أن يقول quot;هذه وصيتي أنا معمر بن محمد بن عبد السلام بن حُميد بن أبومنيار بن حُميد بن نايل القُحصي القذافي، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام وأموت على عقيدة أهل السنة والجماعةquot;.

وأوصى القذافي بأن لا يغسّل، وأن يدفن وفق تعاليم الشريعة الإسلامية وفي ثيابه التي مات فيها، كما أوصى بدفنه في مقبرة سرت إلى جوار قومه وأهله. وأضاف في وصيته: quot;أن تُعامل عائلتي وخاصة نساءها وأطفالها معاملة حسنة، وأن يحافظ الشعب الليبي على هويته وعلى منجزاته وتاريخه وصورة أجداده وأبطاله المشرفة وأن لا يسلّم في تضحيات أحراره وأخيارهquot;.

وحث القذافي وفقا للوصية المنشورة على استمرار المقاومة من بعده، وقال quot;أوصي أن تستمر مقاومة أي عدوان أجنبي تتعرض له الجماهيرية الآن أو غدا وعلى الدوامquot;.

وتابع: quot;أن يثق الأحرار في الجماهيرية والعالم أننا كنا نستطيع المتاجرة بقضيتنا والحصول على حياة شخصية آمنة ومستقرة وجاءتنا عروش كثيرة، ولكننا اخترنا أن نكون في المواجهة واجبا وشرفا، وحتى إذا لم ننتصر عاجلا فإننا سنعطي درسا تنتصر به الأجيال التي ستأتي، لأن اختيار الوطن هو البطولة وبيع الوطن هو الخيانة التي لن يستطيع التاريخ أن يكتب غيرها مهما حاولوا تزويرهquot;.

واختتم القذافي وصيته بطلب إبلاغ سلامه إلى عائلته فردا فردا وإلى أوفياء الجماهيرية (ليبيا) وإلى كل أوفياء العالم الذين ساندوه ولو بقلوبهم.

إلى ذلك، سجي جثمان القذافي في وحدة تبريد بسوق مصراتة للحوم، وتم عرضه على الملأ، يوم السبت بينما تصطف طوابير الليبيين لمشاهدة الجثة، والتي ظهر فيها ثقب رصاصة في الصدغ الأيسر.

وبخلاف الصور الأولى التي ظهرت للقذافي، تمت تغطيت جثته بالكامل، مع إبقاء رأسه مكشوفا، بينما يرقد إلى جانب جثمانه، جثة ابنه المعتصم القذافي، الذي قتل معه في نفس المعركة.

ويثبت عرض الجثتين أنهما لم يدفنا بعد، في وقت دعت فيه منظمات حقوقية إلى التحقيق في مقتل الزعيم الليبي، الذي أظهرته لقطات فيديو حيا بعد أسره، ثم أعلن مقتله، ما أثار مخاوف من كونه quot;أعدم ميدانيا.quot;

وطالبت الأمم المتحدة والمفوضية السامية الدولية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية بإجراء تحقيق حول مقتل القذافي، وسط تساؤلات حول اللحظات الأخيرة لحياته.

وقالت المفوضية: quot;نحتاج للمزيد من الأدلة من أجل معرفة ما إذا كان القذافي قد قتل خلال المعركة أم بعد اعتقاله،quot; وأضافت: quot;هناك تسجيلات فيديو للقذافي يظهر في بعضها على قيد الحياة، ولكنه يعود فيظهر ميتاً في أخرى، وهذا أمر مثير للارتباك.quot;

ونبهت المفوضية إلى وجود عدة سيناريوهات حول الطريقة التي قتل فيها القذافي، ودعت إلى quot;تحقيق العدالةquot; في هذا القضية، مضيفة أن حقوق الإنسان يجب أن تشكل حجر الأساس لجميع السياسات المطبقة في quot;ليبيا الجديدة.quot;

ويوم الجمعة، أصدرت قبيلة القذافي، بياناً دعت فيه الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية إلى الضغط على قادة ليبيا الجدد لتسليم جثث quot;الشهداءquot; إلى قبيلتهم من أجل دفنهم وفقاً للشعائر الإسلامية، وفقاً لبيان بثته الجمعة قناة الرأي العراقية المؤيدة للقذافي التي تبث من سوريا.

وكانت الحكومة الليبية المؤقتة، المتمثلة بالمجلس الوطني الانتقالي، قد قالت إن دفن القذافي سيتأخر بضعة أيام للسماح لمسؤولي المحكمة الجنائية الدولية التحقق من الجثة الموجودة حالياً في مدينة مصراتة، إذا ما طلبت المحكمة ذلك.

وكان رئيس الوزراء الليبي، محمود جبريل، ووزير الدفاع في المجلس الانتقالي، قد قال إن الزعيم الليبي المخلوع، معمر القذافي، قتل الخميس في المعارك في آخر معقل موال له، بمدينة سرت، بينما أكد المتحدث باسم قائد قوات الثوار في طرابلس أن ابن القذافي معتصم، ورئيس جهاز استخباراته، عبدالله السنوسي، قتلا أيضاً في تلك المعارك.

ونفى جبريل أن يكون القذافي قد قتل في غارة لقوات حلف شمال الأطلسي، مضيفاً أن قوات المجلس الانتقالي قبضت عليه حياً، ولكنها تعرضت لإطلاق نار من قبل عناصر مؤيدة لها، فوقعت معركة تلقى خلالها القذافي رصاصة في ذراعه.

وخلال محاولة نقله على متن سيارة، تعرض الموكب للمزيد من الطلقات النارية، فأصيب القذافي في رأسه، ومات قبل دقائق من وصوله إلى أحد المستشفيات في مدينة مصراتة.