واشنطن: تناولت صحيفة الـ quot;لوس انجلوس تايمزquot; التهديدات التي يتلقاها عدد من السوريين المقيمين في أميركا، والذين يخشون أن تؤدي معارضتهم لنظام الرئيس بشار الاسد إلى أذية أقاربهم وأصدقائهم في سوريا.
تبدد شعور آلاء بساتة (19 عاماً) بالأمان عندما تلقت رسالة عبر فايسبوك في شهر آب/أغسطس، فتقول الرسالة: quot;هذه الكلمات موجهة لك أيتها العميلة الخائنة. لقد قرأنا رسائلك، فليس بإمكانك أن تخفي شيئاً عنا يا فتاة شيكاغوquot;. ووصلت الرسالة إلى آلاء من الحساب الشخصي لأحد أصدقائها الذي اعتقل مؤخراً في سوريا.
حافظت آلاء، معارضة للنظام السوري في شيكاغو،على سرية الرسالة لمدة اسبوع، معتقدة بأن القانون الأميركي لا يمكن أن يطبق على عميل الاستخبارات السورية الذي أرسل رسالة من على بعد آلاف الأميال.
وكانت حقيقة أنها أصبحت على قائمة المراقبة للحكومة السورية بمثابة صدمة مخيفة بالنسبة لها، لكن ماذا بإمكانهم أن يفعلوا وهي في الولايات المتحدة؟
لكن اتهام أحد الأميركيين من أصول سورية بالعمل لصالح الاستخبارات السورية في واشنطن، اشار إلى أن السوريين المعارضين للاسد في اميركا، مثل بساتنة، لديهم كل الأسباب ليشعروا بالخوف، حتى في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن أحداً لم يتعرض للأذى الجسدي من قبل عميل الاستخبارات السوري في الولايات المتحدة، يقول بعض السوريين المقيمين في الولايات المتحدة إن أقاربهم وأصدقائهم في سوريا تعرضوا للأذى عقاباً على معارضة ذويهم في أميركا.
هذا ما حصل لمالك جندلي، عازف بيانو (38 عاما)، الذي قال أنه بعد مرور أربعة ايام على خروجه من منزله في اتلانتا للمشاركة في حفل موسيقي بعنوان الحرية،وهو مؤتمر مناهض للأسد أمام البيت الأبيض، زار ثلاثة عملاء منزل والديه في سوريا وتعرضوا لهما بالضرب المبرح.
وقال جندلي: quot;بينما كانوا يضربون والدتي، كانت تسألهم لماذا تضربوني؟ فاستمروا بضربها وهو يقولوا أنك لم تربي ابنك لأنه يغني ضد النظام السوريquot;.
لا أحد يعرف على وجه اليقين من الذي كان يستهدف جندلي من خلال والديه، لكن المحتجين في واشنطن مثل محمد عبد الله، كان على دراية بأن محمد سويد يقوم بتصوير الاحتجاجات المتكررة أمام البيت الأبيض.
في وقت سابق من هذا العام، اتهم سويد في دعوى قضائية بالمشاركة في التهديدات التي تم إرسالها إلى الناشط المناهض لنظام الاسد بولاية فرجينيا، الذي اختطفت اسرته وقتلت بعد تلقيه الرسالة.
لكن عبد الله قال أن سويد مجرد واحد من العديد من الجواسيس الذين ترسلهم سوريا لرصد ومكافحة الاحتجاجات التي تعارض الأسد في جميع أنحاء العالم. وصدر مؤخراً تقرير عن منظمة العفو الدولية تؤيد حجته، فأشار التقرير إلى أن اكثر من 30 من النشطاء تعرضوا للتهديد في سبعة بلدان، من بينها كندا وتشيلي وبريطانيا وفرنسا واسبانيا والمانيا والسويد.
وأضاف عبد الله: quot;لا أعتقد أن عملاء المخابرات اعتقدوا أننا سنكشفهم. انهم يقومون بممارسات مشابهة في الأردن ومصر ولبنان من دون الخوف من أن يتم القبض عليهمquot;، مشيراً إلى أنه سجن مرتين في سوريا بسبب انتقاده لنظام الأسدقبل أن تمنحه الولايات المتحدة حق اللجوء في عام 2009.
من جهتها، اعتبرت البساتنة أن خبر اعتقال سويد كان مصدر ارتياح كبير بالنسبة لها ولصديقاتها لأنه أظهرت أن الحكومة الأمريكية تهتم بحماية المتظاهرين.
وقالت بساتنة أن إدراكها لاحتمال وجود المزيد من الجواسيس لصالح الأسد في اميركا لم يمنعها من التعليق والمشاركة في يوم الغضب السوري عبر صفحات الفايسبوك، مضيفة: quot;أنا عنيدة، وحياتي ليست أكثر قيمة من حياة جميع أصدقائي الذين يحتجون تحت الرصاص المنهمر في شوارع سورياquot;.
التعليقات