بدأ أنصار حركة النهضة الإسلامية التونسية الاحتفال بالحصول على أغلبية الأصوات في انتخابات المجلس التأسيسي رغم عدم الإعلان رسميا عن النتائج الأولية من طرف الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات لصعوبة عملية الفرز حسب ما أكده أحد أعضائها.


ملف: التونسيون يقطفون ثمار ثورتهم

تونس: بدت مظاهر النشوة بالحصول على أغلبية مقاعد المجلس التأسيسي واضحة على أنصار حركة النهضة بعد انتهاء التصويت ببضع ساعات وتسريب نتائج الفرز في عدد من مكاتب الاقتراع والتي تؤكد تواجد النهضة على رأس اختيارات التونسيين.

وقال شاكر الشرفي أحد أعضاء حركة النهضة لـ(إيلاف):quot; إلى حد الآن واستنادا إلى محاضر الفرز فإن نصيبنا سيكون في حدود 50 بالمائة وهذا لن يمنعنا من الالتزام بمشاركة بقية التيارات السياسية في قيادة تونس خلال المرحلة المقبلةquot;.

من جانبه يقول عربي السوسي من الحركة لـ(إيلاف)quot; حصولنا على الأغلبية كان متوقعا حسب استطلاعات الرأي التي تلت 14يناير / كانون الثاني والتي كانت نتائجها تثبت أن حركة النهضة تقع على رأس اختيارات التونسيينquot;.

عبد الرحمن خير الدين احد أعضاء المكتب الشبابي للحزب الذي سيمثل الأغلبية خلال المرحلة التأسيسية أكد (لايلاف) أن الحملة الانتخابية لحزبه ونجاعة برامجه ساهمت بقدر كبير في كسب ود التونسيين وتجاوز الصورة السلبية التي تروجها بعض وسائل الإعلام عنه.

ويشير الحقوقي في منظمة هيومن رايتس فرست عدنان الحسناوي خلال لقاء مع (إيلاف) إلى أن حصول حركة النهضة على الأغلبية كما هو متداول يعود إلى فشل اليساريين الذريع في التعبئة واعتمادهم على خطاب نخبوي متعال على عامة الشعب، على حدّ تعبيره.

في سياق متصل علمت (ايلاف) بتوجه مسيرة احتجاجية تضم قرابة 100 شخص من أمام مقر الهيئة المستقلة للانتخابات إلى المركز الإعلامي الخاص بنتائج الانتخابات في قصر المؤتمرات في العاصمة تونس للتنديد بما وصفوه بتجاوزات حركة النهضة خلال الاقتراع.

وحالت قوات الأمن دون دخولهم إلى المركز الإعلامي حيث ينتظر أن يعلن عن النتائج الرسمية للانتخابات، وذلك لمطالبة الهيئة بتوضيحات متعلقة بتجاوزات وخروقات حركة النهضة يوم الانتخابات في عدد من مكاتب الاقتراع.

إلى ذلك حملت النتائج التي وقع تسريبها بعض المفاجآت الانتخابية أهمها هزيمة الحزب الديمقراطي التقدمي بزعامة أحمد نجيب الشابي، وتحصل العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية على نتائج تفوق التوقعات خاصة في محافظات جنوب البلاد، إضافة إلى احتلال quot;حزب المبادرةquot; الذي يترأسه كمال مرجان (وزير خارجية في عهد بن علي) المركز الثاني في دائرة محافظة سوسة في الساحل التونسي (مسقط رأسه).

وأعلن الحزب الديمقراطي التقدمي خلال ندوة صحافية حضرتها (ايلاف) أن النتائج التي يحصل عليها الحزب دون المتوقع مقارنة بالعمل الضخم الذي قام به الحزب بعد 14يناير خاصة أن استطلاعات الرأي تشير دائما إلى وجوده في المرتبة الثانية.

وإجابة على سؤال (إيلاف) المتعلق باحتمالات التحالف مع حركة النهضة التي ستمثل الأغلبية في المجلس التأسيسي قالت مية الجريبي الأمين العام للديمقراطي التقدمي quot;انطلاقا من موقعنا وبرنامجنا الحداثي وتصورنا للمجتمع فإننا سنرضى بوجودنا كأقلية، على التحالف مع أغلبية لا تجمعنا الأرضية نفسها ومع حكومة بدأت تتضح معالمها منذ الآنquot;.

وأضافت الجريبي أن حزبها سيكون في موقع المعارضة خلال الفترة التأسيسة ولن يصدر منه أي تعطيل خارج إطار اللعبة الديمقراطية.

وقالت الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات إن التأخير في الإعلان عن النتائج الأولية لانتخابات المجلس التأسيسي يعود إلى صعوبة عملية الفرز التي تستغرق وقتا طويلا باعتبار أنها تتم بصفة يدوية.

وأشار احد أعضاء الهيئة إلى أن ما يتم تداوله من نتائج في مختلف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي غير مخل بالقانون نظرا لأن محاضر احتساب الأصوات يقع تعليقها في مكتب الاقتراع فور الانتهاء من الفرز.

وبلغت نسبة المشاركة في أول انتخابات لا تعرف نتائجها سلفا أكثر من 90 بالمائة بالنسبة إلى المسجلين إراديا حسب الهيئة المستقلة لانتخابات.

وتتمثل مهمة ال217 عضوا في المجلس التأسيسي أساسا في صياغة quot;دستور جديدquot; للبلاد بعد تعليق العمل بالأول بعد 14يناير / كانون الثاني الماضي، تاريخ هروب زين العابدين بن علي إلى السعودية بعد ثورة شعبية أطاحت بنظام حكمه المستبدّ.