مع إعلان المجلس الانتقالي الليبي تحرير البلاد بشكل كامل، برزت أسئلة كثيرة تتعلق بانتشار السلاح في يد المليشيات، وخاصة الصواريخ متعددة الاستعمالات، وهو ما يثير مخاوف الكثير من دول العالم، لا سيما دول شمال أفريقيا والساحل.
أسلحة ليبية يعرضها الثوار في إحدى الأسواق |
انتهت الثورة الليبية المسلحة مع مقتل معمّر القذافي، لكن ذلك فجّر أسئلة جديدة تتعلق بمصير الأسلحة التي كان يمتلكها النظام المنحل، إضافة إلى السلاح، الذي وصل إلى الثوار خلال الشهور الماضية، وإن كان مصير الكثير من الصواريخ والقنابل مجهولاً فإن المخاوف من وقعها في يد جماعات إرهابية، مثل تنظيم القاعدة، تثير مخاوف دول العالم، وتداولت في الآونة الأخيرة تقارير إسرائيلية تتحدث عن وصول جزء من هذه الأسلحة إلى إيران وحماس عبر السودان. وهي تقارير لم تثبت صدقيتها، لكنها تبقي السجال قائماً.
وعثر الثوارأخيرًا على أسلحة ألمانية الصنع في مخازن الأسلحة التابعة للنظام السابق، إضافة إلى بنادق كاتمة للصوت في السفارة الليبية في القاهرة، وهو ما أثار الكثير من الأسئلة حول الكيفية التي وصلت بها هذه الأسلحة إلى طرابلس. علماً أن الشركة الألمانية المصنعة تؤكد أنها لم توقّع أي صفقات سلاح مع نظام القذافي. وترجّح أن يكون السلاح وصلها عبر مصر.
انتشر السلاح في ليبيا خلال الثورة على نحو مخيف، بحيث بات الأطفال يحملون رشاشات وصواريخ، ويساعدون الثوار في بعض المهام. وأكد مسؤول أفريقي رفيع الأحد أن هناك مخاوف من الأسلحة التي تتسرب من ليبيا، إذ سيكون لها تأثير مباشر على أمن واستقرار منطقة شمال أفريقيا والساحل والصحراء.
وقال مفوّض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي رمضان لعمامرة في تصريح صحافي على هامش أعمال الاجتماع الخامس للمركز الأفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب إن quot;الأسلحة الليبية باتت هاجسًا يقلق منطقة الساحل، وتلك الأسلحة قد تصل إلى مناطق في نيجيريا، وحتى إلى الشرق الأوسطquot;.
وأوضح لعمامرة أن موضوع تسرّب السلاح الليبي سيحتل الصدارة في جدول أعمال هذا الاجتماع، الذي يدوم يومين، في ظل الظروف التي تميز المنطقة، وخاصة الوضع الليبي، والتخوفات من انتشار الأسلحة وتداولها من قبل الجماعات الإرهابية.
وأكد أن quot;الاتحاد الأفريقي دعا إلى عقد ندوة، تشارك فيها كل الدول المتأثرة من ظاهرة انتشار السلاح الليبي، بما فيها الدول المغاربية، ودول شمال أفريقيا، كمصر ودول الساحل والصحراءquot;.
وأضاف أن quot;هناك تنسيقًا بين هذه الدول لمعالجة الموضوع، وسيتم تحديد تاريخ ومكان انعقاد الندوة، واستكمال المشاورات بعد اجتماع الجزائر في بداية سبتمبر الماضي.
وسيبحث الاجتماع الخامس للمركز الأفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب، الذي بدأ في الجزائر اليوم، في التقدم الحاصل في تطبيق مخطط النشاطات الاستراتيجية التي أقرّها المركز الأفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب للفترة الممتدة بين عامي 2010 و2013 وتقرير رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي حول وضعية التعاون في مكافحة الإرهاب في أفريقيا.
كما سيدرس المشاركون في الاجتماع النشاطات المستقبلية للمركز الأفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب بخصوص ما يجب القيام به لدعم الجهود التي يبذلها الاتحاد الأفريقي في مجال مكافحة الإرهاب، فضلاً عن الأحداث الأخيرة ونتائجها على الأمن في أفريقيا.
التعليقات