أبو زيد عمر دوردة، رئيس جهاز الأمن الخارجي في نظام القذافي

آثارت إصابة أبو زيد عمر دوردة، رئيس جهاز الأمن الخارجي في نظام القذافي، حالة واسعة من الجدل، وأتت إصابته بعد أيام من مقتل الزعيم الليبي بعد اعتقاله.



جاءت التصريحات التي كشف من خلالها مسؤولون يوم أمس عن إصابة أبو زيد عمر دوردة، رئيس جهاز الأمن الخارجي في نظام القذافي، بجروح خطيرة أثناء احتجازه من قبل الثوار الليبيين لتشكل الحلقة الأحدث في سلسلة الحوادث الغامضة التي أثارت تساؤلات بشأن الهجمات الانتقامية التي يتم تنفيذها ضد أعضاء النظام السابق.

ولفتت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في هذا الصدد إلى حالة الجدال التي أثيرت بخصوص السبب وراء تعرض دوردة لتلك الإصابات. فأوضح أحد أقربائه أنه أُلقِي من نافذة في بناية بالطابق الثاني من جانب محتجزيه. بينما قال مسلحون ليبيون إن هذا السقوط كان محاولة من جانبه للانتحار أو ربما كانت محاولة للهروب.

وأكدت الصحيفة أن تلك الواقعة جاءت لتؤكد على الطبيعة العشوائية للعدالة في ليبيا ما بعد الثورة، حيث يتم احتجاز ما يقرب من 7000 سجين حرب في مراكز احتجاز مؤقتة. وقال الأطباء المعالجون لدوردة، الذي كان يخضع للتحقيق في مكاتب تابعة لمصنع معكرونة نهيمن عليه إحدى ألوية الثورة، إنه تعرض لكسر في أحد أوراكه.

وقد وقعت تلك الحادثة يوم الثلاثاء الماضي، بعد مرور 5 أيام على مقتل القذافي ونجله المعتصم. وفي ظل الضغوطات الدولية المكثفة التي يواجهها منذ الإعلان عن خبر مقتل القذافي مصحوباً بمقاطع تبين أنه كان حياً وهو ينزف بين أيدي الثوار، أكد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أنه سيحقق في تلك الواقعة لمعرفة ملابساتها.

وفي وقت لا تزال تهيمن فيه حالة من الذهول على كثير من الليبيين بشأن المصير الذي لاقته أسرة القذافي، تبنى يوم أمس مجلس الأمن قراراً يعلن فيه عن نهاية منطقة حظر الطيران التي سبق وأن تم فرضها لحماية الشعب الليبي في الوقت الذي استمر فيه نضال الثوار على مدار 8 أشهر من أجل القضاء على القذافي وأنصاره.
من جانبه، توجه زوج ابنة دوردة، عادل خليفة دوردة، بنداء للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن، للتوسط لدى السلطات الليبية بغية حماية المسؤول السابق. ونقلت عنه في هذا الشأن واشنطن بوست قوله quot; لقد نجا دوردة من محاولة اغتيال .. على أيدي حراسهquot;. وهو ما جعل إيان مارتن، المندوب الخاص للأمم المتحدة في ليبيا، يكلف معاونيه بأن ينظروا في حقيقة هذا الادعاء.

فيما قال الأطباء المشرفون على علاج المسؤول الأمني السابق إنه أصيب بكسر في وركه الأيسر وتعرض كذلك لنزيف داخلي حول موضع الإصابة، وتم نقله إلى وحدة العناية المركزة. وقال جراح يدعى فرج الفرجاني quot; حالته العامة مستقرة الآنquot;. ثم نوهت الصحيفة في الختام إلى التصريحات المناقضة التي أدلى بها محتجزوه، والتي انقسمت بين من قال إنه كان يسعى للهروب وبين من قال إنه كان يحاول أن ينتحر.