بيروت: كثرت الآراء المتعلقة بمسألة إبطال قانون منع تعدد الزوجات في ليبيا، وأدى طرح هذه المسألة إلى انقسام الرأي العام بين مؤيد ومعارض.

وكان رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل أول من طرح هذا الموضوع، عندما قال في خطابه إن ليبيا ستبطل قانون منع تعدد الزوجات، الذي اقره الديكتاتور الراحل العقيد معمر القذافي.

أعلن عبدالجليل عن تحرير ليبيا، مبشراً بعهد جديد بعد مقتل معمر القذافي الذي حكم ليبيا لأكثر من 42 عاماً, معلناً تعطيل كل القوانين المخالفة للشريعة الإسلامية, من ضمنها قانون الزواج والطلاق الذي حد من عدد الزوجات، مؤكداً أنه مخالف للشريعة الإسلامية وموقوف.

وأوضح quot;نحن كدولة إسلامية اتخذنا الشريعة الإسلامية المصدر الأساس للتشريع، ومن ثم فإن أي قانون يعارض المبادىء الإسلامية للشريعة الإسلامية فهو معطل قانوناًquot;، مشيراً إلى أن قانون الزواج والطلاق الذي حد من عدد الزوجات مخالف للشريعة الإسلامية، بالتالي فإنه باطل قانوناً.

في هذا السياق، رأت صحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية أن إبطال هذا القانون بمثابة quot;خطوة للوراءquot;، خاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة في ليبيا، مشيرة إلى أن بعض النساء الليبيات تتخوفن من خطاب رئيس المجلس الوطني الانتقالي باعتباره إشارة تهدد بأن ليبيا الجديدة ستعني عصراً جديداً من القمع، لا سيما بالنسبة لطالبات جامعة طرابلس اللاتي نظرن بطريقة سلبية تجاه خطاب عبدالجليل.

وأجرت الصحيفة استطلاعاً حول رأي النساء الليبيات في جدوى إبطال هذا القانون، فنقلت عن عواطف الحجاجي (24 عاماً)، وهي طالبة علم الأحياء في جامعة طرابلس قولها: quot;إن اتباع القواعد الإسلامية شيء جيد، ولكن تعدد الزوجات ليس كذلك، إنني قلقة من أن الرجال الذين كانوا لديهم زوجة واحدة فقط سوف يتزوجون الآن من أربعة، والكثير منهم سيفعل ذلك على الأرجحquot;.

كما قالت بشرى بن عمران (20 عاما) طالبة بقسم اللغة الانكليزية إن: quot;كل الفتيات شعرن بالغضب عندما سمعن خطاب عبدالجليل، وأنا لا أريد أن أتزوج من شخص متزوج بالفعلquot;. وأضافت: quot;كان عليه (عبد الجليل) ألا يقول ما ذكره في خطابه عن تعدد الزوجات، فهو ركز على هذه المسألة، أكثر مما تكلم عن الناس الجرحى والذين يحتاجون إلى مساعدات طبية. لم أتوقع هذا على الإطلاقquot;.

وذكرت الصحيفة أن خبراء ليبيا بالخارج يعتبرون خطاب عبدالجليل بأنه جهد سياسي يهدف إلى استرضاء الإسلاميين الذين أصبحوا يتمتعون بنفوذ سياسي حديثاً.

وقال ديرك فانديفال خبير الشئون الليبية وأستاذ في جامعة دارتموث بالولايات المتحدة: quot;إن عبدالجليل وغيره من القادة ليسوا متأكدين تماماً من الطريق الذين يتجهون نحوه، والشيء المزعج هو أنه ذكر في خطابه مثل هذه الأشياء من تعديل القانون بالسماح بتعدد الزوجات والتي تأخذه خارج التيار الرئيسيquot;.

كما أن ردود الفعل الخارجية لحلفاء ليبيا عكست نوعاً من التخوف تجاه خطاب رئيس المجلس الانتقالي، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه: quot;هذه مشكلة بالنسبة لنا، لا سيما فيما يتعلق باحترام كرامة المرأةquot;.

وقالت المحامية عزة كامل الماغور، أنه خلال حكم العقيد القذافي، كانت فكرة تعدد الزوجات أمراً استثنائياً، وكانت تتطلب اسباباً منطقية وموافقة الزوجة أمام القاضي، حتى تتم الموافقة عليها. واضافت: quot;خلافاً للدول المسلمة المجاورة في جنوب افريقيا، حيث يعتبر تعدد الزوجات مظهراً من مظاهر الحياة الطبيعية، من المستحيل اعتبار هذه المسألة جزء من النسيج الأساسي للحياة اليومية في ليبياquot;.

واعتبرت الـ quot;نيويورك تايمزquot; أن الناشطات الليبيات يشعرن بالقلق من الاتجاه الذي يسلكه عبد الجليل، مشيرة إلى أن تطرقه إلى هذه المسألة في خطابة كانت quot;مخيبة للآمال بالنسبة اليهن، وكن يفضلن لو أعطى عبد الجليل الأولوية لموضوع الانتخابات بدلاً من ذلكquot;.

ختاماً، نقلت الصحيفة عن نجاح التابب، مدرسة علم نفس (37 عاماً) قولها إنها تسمع عدداً من الرجال الذين يتباهون بأنه بات بإمكانهم الزواج من أربع نساة، مشيرة إلى أن quot;هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، فالرجال لا يمكنهم معاملة زوجاتهم الأربع بطريقة عادلة، وأنا لن أقبل أن اتزوج من رجل تزوج قبليquot;.