رئيس الحكومة الليبية الانتقالية محمود جبريل خلال مؤتمره الصحافي الأحد 30 أكتوبر 2011

كشف المجلس الوطني الانتقالي عن العثور على بعض الأسلحة الكيمائية في موقعين داخل الأراضي الليبية خلال الفترة الماضية، نافياً أي رغبة في الاحتفاظ بها. ومن المقرر أن ينهي حلف شمال الأطلسي مهماته العسكرية في ليبيا ليل الإثنين، بعد تصويت مجلس الأمن بالإجماع لمصلحة إنهائها.


طرابلس: من المقرر أن تنتهي رسميًا منتصف ليلة الاثنين مهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا، وذلك بعدما صوّت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي بالإجماع لمصلحة إنهاء كل العمليات العسكرية الدولية في البلاد بعد انطلاقها بسبعة شهور.

وكان مجلس الأمن قد خوّل في مارس/آذار المنصرم الدول الغربية استخدام quot;كل الوسائل الضروريةquot; لحماية المدنيين الليبيين، وذلك عقب استخدام نظام العقيد معمّر القذافي القوة المفرطة لقمع المحتجين ضد نظام حكمه.

وقال آندرز فوغ راسموسن الأمين العام للحلف إن عملية حماية المدنيين الليبيين - التي أطلق عليها عملية quot;الحامي الموحد Unified Protector - تعتبر واحدة من أنجح العمليات في تاريخ الحلف.

وقد انطلقت العملية مساء التاسع عشر من مارس، عندما كانت القوات الموالية للقذافي تقترب من مدينة بنغازي، التي كانت في قبضة المتمردين.

وما كان للحلف أن ينجح في مهمته لولا الدعم القوي الذي توافر له من جانب الآلة العسكرية الأميركية.

وقد نفذ طيران الحلف أكثر من 26 ألف طلعة جوية فوق ليبيا، 10 آلاف منها طلعات قتالية دمّرت خلالها أكثر من ألف دبابة وآلية وقطعة مدفعية، إضافة إلى منظومة السيطرة والقيادة التابعة لنظام القذافي.

وقال راسموسن إن قوات الحلف حالت دون وقوع مجزرة، وأنقذت حياة العديد من الليبيين، مضيفًا quot;لقد خلقنا الظروف التي أتاحت للشعب الليبي تقرير مصيره بنفسهquot;.

إلا أن مراسل بي بي سي جوناثان بيل يقول إن القوى الغربية ستبقى في ليبيا لفترة طويلة، رغم الإعلان الرسمي عن انتهاء مهمة الحلف.

وكان مجلس الأمن قد قرر إنهاء المهمّة، رغم دعوة المجلس الوطني الانتقالي الليبي الحلف إلى مواصلتها.

وكان مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة قد قال إن المجلس الوطني الانتقالي يحتاج المزيد من الوقت لتقويم احتياجات البلاد الأمنية، ولكن الدبلوماسيين أصرّوا وقتها أن مهمّة حماية المدنيين قد نفذت بنجاح، وأن أي تعاون أمني مستقبلي يجب التفاوض بشأنه بشكل منفصل.

أسلحة كيمائية في ليبيا

في سياق آخر، كشف المجلس الوطني الانتقالي الليبي أنه تم العثور على بعض الأسلحة الكيمائية في موقعين داخل الأراضي الليبية خلال الفترة الماضية.

وقد أكد رئيس الحكومة الليبية الانتقالية محمود جبريل وجود خزين من الأسلحة الكيمائية في بلاده. وقال إنه تم إبلاغ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فى لاهاي بموقعي هذه الأسلحة، وتم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الموقعين، كما إن مفتشين دوليين سيصلون إلى ليبيا قي وقت لاحق من هذا الأسبوع للتحقق من الموضوع.

وأكد جبريل أن ليبيا لا تريد الاحتفاظ بهذه الأسلحة. وألمح إلى أنه تم إبلاغ الولايات المتحدة، باعتبارها تملك التقنية اللازمة للتعامل مع هذا الموضوع، على أن تقوم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالإعلان رسميًا عن هذا الأمر في الأيام القليلة المقبلة.

وقال للصحافيين في العاصمة طرابلس يوم الأحد: quot;نود أن نؤكد لكم أن ليبيا الجديدة ستكون بلدًا مسالمًا، وأنه من مصلحتنا أن لا يكون لهذه الأسلحة وجود في ليبياquot;.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا أيان مارتن قد أحاط مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة علمًا في الأسبوع الماضي بوجود مواقع للأسلحة الكيمائية غير معلن عنها في ليبيا.

ولم يدل جبريل، الذي أعلن عن استقالته قبيل تشكيل حكومة مؤقتة جديدة، بأي تفاصيل عن مواقع الأسلحة التي تحدث عنها.

إلا أنه قال إن quot;المنظمات الدولية هي التي ستتعامل مع هذا الموضوعquot;، مؤكدًا أن ممثلين عن هذه المنظمات سيصلون إلى ليبيا في وقت لاحق من الأسبوع الجاري لهذا الغرض.

يذكر أن مجلس الأمن سيصوّت هذا الأسبوع على مشروع قرار تقدمت به روسيا، يطالب السلطات الليبية بتدمير ما لديها من أسلحة كيمائية بالتنسيق مع الجهات الدولية.

وكان الثوار قد صادروا في الشهر الماضي مستودعًا لغاز الخردل السام تابعًا لنظام القذافي، كانوا قد عثروا عليه في معمل كيميائي في مدينة الجفرة الواقعة على بعد 600 إلى الشرق من طرابلس.

وتشير التقارير أن القذافي كان يمتلك أكثر من 10 أطنان من غاز الخردل، إلا أنه قام بالتخلص من أجزاء كبيرة منه، بعد توقيعه على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية في عام 2004، في إطار تقارب مع الغرب، لكن منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيمائية أكدت أن ليبيا أبقت على 9.5 طن من غاز الخردل في موقع سرّي في الصحراء.

من جانبه، أكد خبير ليبي في الأسلحة الكيميائية أن ليبيا تمتلك طنًا من غاز الخردل السام، في إحدى المناطق الصحراوية في جنوب مدينة الجفرة التي تبعد 600 كيلو متر عن العاصمة طرابلس.

وقال العميد سعد القماطي في تصريحات نقلتها عنه صحيفة quot;قورينا الجديدةquot;quot;إن هذا الغاز تم تصنيعه أثناء فترة حكم العقيد معمّر القذافي، الذي قتل عقب القبض عليه بعد سقوط آخر معاقله في مدينة سرت خلال الأسبوع الماضيquot;.

ودعا القماطي إلى ضرورة التخلص من هذه المواد السامة، عن طريق محارق تخلط فيها المواد السامة مع الكيميائية، وأرجع سبب عدم استخدام القذافي لهذا السلاح ضد الثوار، إلى أنه سلم وسائل إطلاق هذا السلاح إلى الولايات المتحدة عام 2009.