أشار العقيد السوري رياض الأسعد في مقابلة إلى صحيفة quot;لوس أنجلوس تايمزquot; أن الوحشية التي يمارسها نظام الأسد في سوريا دفعت المعارضة إلى الإنقلاب.

العقيد السوري رياض الأسعد

قال العقيد السوري المنشق رياض الأسعد إنه يرأس حركة معارضة مسلحة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أن وحشية النظام السوري لم تترك لهم خياراً سوى الإنقلاب على النظام واللجوء إلى المقاومة المسلحة.

وأكد الأسعد من مقر إقامته في تركيا، المحاط بعدد كبير من الحراس لحمايته، إن هذه المجموعة هي quot;الجيش السوري الحرquot; التي تقوم بمهاجمة كتائب الأسد في عدة أماكن وتحمي المدنيين من الاعتداءات.

وفي مقابلة مع صحيفة quot;لوس أنجلوس تايمزquot;، قدر الأسعد عدد المنشقين عن الجيش حتى الآن بعشرة آلاف عنصر، مضيفاً: quot;نحن مستقبل الجيش السوري الجديدquot;.

واعتبرت الصحيفة أن الحماية التي يحظى بها المنشقون من قبل تركيا هي مؤشر للتحول الدراميتيكي في السياسة التركية تجاه سوريا، وذكرت تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لصحيفة الزمان التركية، حين قال quot;الشعب السوري سينتصر في مقاومته المجيدةquot;.

وتخطط تركيا لفرض عقوبات اقتصادية ضد سوريا وستنضم مع أميركا والاتحاد الأوربي في استضافة المظلة السياسية للمعارضة السورية، ممثلة بالمجلس الوطني السوري الذي تأسس مؤخراً في اسطنبول.

وعلى الرغم من العلاقة الوطيدة التي كانت تجمع تركيا وسوريا، وخصوصاً التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية وغيرها، إلا أن الرد العنيف الذي اعتمدته حكومة الأسد في قمع المظاهرات والاحتجاجات الشعبية أدى إلى حدوث شرخ في هذا التقارب بسبب رفض تركيا لهذه الممارسات ودعوات أردوغان المتكررة لوقف العنف التي لم تلق تجاوباً من الأسد.

وقال الأسعد في مقابلته حيث كان محاطا بحراسه الأتراك إن قواته تقوم بعمليات نوعية ضد قوات الأمن في عدة مدن سورية، لكنه اعترف بأن المنشقين يفتقرون إلى الدعم العسكري والسلاح الضروري ليصبحوا اقوياء بما فيه الكفاية ليشكلوا تهديداً على الجيش السوري .

ويقول نشطاء ان المتمردين المسلحين يشكلون أقلية ضئيلة من معارضي النظام، لكن المراقبين يخشون من تحول النزاع إلى صراع مسلح يؤدي إلى انزلاق سوريا نحو حرب أهلية.

واعتبرت الـ quot;لوس انجلوس تايمزquot; أن السيناريو في سوريا يتناقض بشكل حاد مع ما حدث في ليبيا، حيث أدت حملة النظام العسكرية ضد المحتجين إلى تطور الثورة بسرعة لتتحول إلى تمرد مسلح ضد حكومة معمر القذافي.

في أيلول/ سبتمبر، بث التلفزيون السوري مقابلة مع مسؤول رفيع المستوى انشق عن الجيش السوري، الكولونيل حسين هرموش، الذي تراجع عن تصريحاته التي تقول بأن الجيش اضطر إلى اطلاق النار على المدنيين.

ومن غير الواضح حتى الآن، كيف انتهى هرموش، الذي انشق عن الجيش وفر إلى تركيا، على التلفزيون السوري، في ظل نفي الحكومة التركية ادعاءات الناشطين السوريين بأن تركيا سلمت هرموش الى سوريا.

وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى الجهد الذي تبذله الحكومة التركية لحماية السوريين اللاجئين إلى أراضيها، وخصوصاً العقيد الاسعد، حيث أحيط مقر إقامته بالحراس ولا يسمح للصحافيين بالدخول إلا عن طريق وزارة الخارجية التركية.

ورفض الأسعد الإجابة عما إذا كانت قواته تنفذ عمليات عبر الحدود ضد نظام الأسد، وناشد المجتمع الدولي لفرض quot;حظر الطيرانquot; في سوريا ودعا أيضاً إلى quot;منطقة عازلةquot; من شأنها توفير الحماية للمدنيين الفارين، وللجيش السوري الحر. وأضاف quot;اننا لا نملك القدرة على شراء الأسلحة، لكننا بحاجة لحماية المدنيين داخل سورياquot;.