القاهرة: تهديدات إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، للتصدي لما وصفته بـquot;الأخطار الإيرانيةquot;، دفعت الشيخ علاء ماضي ابو العزائم، شيخ الطريقة العزمية وأحد أبرز أئمة الطرق الصوفية في مصر، إلى أن يُعلن استعداده لحشد الدعم في مواجهة هذه التهديدات.

وأكد الباحث المصري في شؤون التيارات الدينية والطرق الصوفية، مصطفى زهران، لـ quot;أنباء موسكوquot; أن الشيخ الصوفي على الثقة باستحالة ضرب طهران من قبل ما أسماه بـ quot;قوى الغطرسة الأمريكيةquot; وquot;التحالف الصهيو أمريكيquot; وأن قوة طهران العسكرية لا يمكن بأي حال من الأحوال الإستهانة بها، على حد وصفه.

وشدد الباحث المصري على أن ابو العزائم قال quot;إنه في حال تحقق ذلك فستكون الطريقة العزمية وأبنائها من المريدين والمنتسبين إليها على أهبة الإستعداد للقتال جنباً الى جنب بجوار ايران، داعياً إلى فتح باب الجهاد للتصدي للهجوم الإسرائيلي والدفاع عن دولة إسلاميةquot;.

وأشار زهران إلى أن ابو العزائم دعا القوى الإسلامية والتيارات السياسية المختلفة داخل مصر أن تكون مدركة لمثل هذه المخططات التي تستهدف وحدة وأمن الدول العربية والإسلامية، وأن تقف بجوار الجمهورية الإيرانية لمجابهة ما وصفه بـ quot;الخطر الصهيو امريكيquot; .

وفي ختام تصريحه أكد ابو العزائم على أن طهران عاصمة إسلامية والمساس بها أمر لا يمكن السكوت عنه من قبل بقية الدول الإسلامية، مشدداً على ضرورة الوقوف أمام الدعوات الراغبة في تقسيم الأمة إلى قطبين شيعي وسنى، حسب قوله.

ويرى الباحث في شؤون التيارات الدينية والطرق الصوفية أن تصدرهكذا تصريحات من شخصية في حجم أبو العزائم إنما يعكس المناخ العام السائد في مصر بأن التيار الديني الإسلامي لن يقبل المساس بأرض إسلامية او عربية أخرى وتكرار تجربة أفغانستان والعراق... خاصة وان المنطقة وفي ظل الثورات القائمة لا تتحمل الدخول في صراعات ومعارك جديدة تقضى على الأخضر واليابس.

وعبر زهران عن أنه وفي هذه الحالة لن يُنظر الى الإختلاف المذهبي بين العرب والجمهورية الإيرانية ولن تقدم الدول العربية والإسلامية أى دعم يذكر ومن المتوقع ان نشهد كما قال شيخ العزمية المصري نداءات بفتح باب الجهاد من بقية التيارات الإسلامية الأخرى وليس من بعض الطرق القريبة من ايران فحسب.

وتابع أن الحالة الاسلامية والصعود المتنامي للإسلام السياسي سيفرضان على المنطقة حدودا جغرافية وسياسية تختلف عن سابقاتها وتبعا لذلك فان قناعات ومبادئ وأهداف ومضمون الخطاب الجديد ستتواكب مع هذه اللحظة الآنية. وسيكون فى مجمل هذا الخطاب رفضاً لما وصفه بـ quot;قوى الأمبريالية والأنظمة العربية المستبدةquot; ، مشددا على أنه في حال تنفيذ التهديدات بضرب طهران سيكون الخطاب الصادر من التيارات الإسلامية وعلى رأسهم التيار الصوفي شديد اللهجة.

وأضاف الباحث ان التصريحات تعكس أيضا قدرة التيار الدينى الإسلامى على التعبئة والتجييش والعلاقة الوثيقة بين التيار العزمي والجمهورية الإيرانية وحجم التأثير من المرجعية الأولى للشيعة في العالم على بعض الطرق الصوفية المصرية والذي يعطي ملمحاً جديداً في العلاقة بين الصوفية والتشيع في مصر.