الطائرة التي تم ضبطها في ميناء جبل علي

أحبطت إدارة ميناء جبل علي، الواقع في إمارة دبي، محاولة تهريب طائرة هليوكوبتر داخل شحنة، قيل إنها شحنة مفروشات. وشكّ عناصر من إدارة الجمارك في محتويات الشحنة، ما دفعهم إلى تفتيشها، ليكتشفوا وجود مروحية في أحد الصناديق الضخمة.


علمت quot;إيلافquot; من مصادر موثوقة أن إدارة ميناء جبل علي الواقع في إمارة دبي تمكنت من كشف وإحباط محاولة تهريب طائرة هليوكوبتر داخل شحنة، قيل إنها شحنة مفروشات.

وقال المهرّبون لرجال الجمارك إنها شحنة مفروشات، ولكن تم إحباط محاولة التهريب تلك بعدما شكّ أفراد إدارة الجمارك في محتويات تلك الشحنة، وقاموا بتفتيشها بدقة، ليجدوا أن هناك طائرة هليوكوبتر، تقبع في أحد الصناديق الضخمة والمتعددة لتلك الشحنة.

إحباط محاولة التهريت يعد نجاحاً كبيراً لإدارة ميناء جبل علي، التي استطاعت إحباط تلك العملية، التي قد يكون وراء كشفها الكثير. حيث إن هذه العملية تعدّ أول محاولة لتهريب طائرات داخل دولة الإمارات، كما إنها تعدّ أخطر عملية على الإطلاق، فتهريب الطائرات يعدّ أمراً جديداً غير مألوف في الدولة.

وتشير المصادر المطلعة إلى أن تلك الطائرة التي عثر عليها في دبي، يمكنها أن تتسع لشخصين على الأقل، ويمكن استخدامها لأغراض عديدة وخطرة، إذا وقعت في أيدي عصابات دولية أو أشخاص خطرين ومخربين، كالإرهابيين وتجار المخدرات والأسلحة وغيرهم، كما تقوم الشرطة الأميركية أيضًا باستخدام تلك الطائرة كثيرًا نتيجة تمتعها بدرجة أمان عالية. وتستخدم الطائرة أيضًا في الأفلام السينمائية الكبرى.

هذا وقد تحفظت شرطة دبي على المكان، الذي قدمت منه الشحنة، ولم يتم الإعلان عنه حتى الآن. ومازالت التحقيقات وتحريات الشرطة والجهات المختصة جارية حول عملية التهريب تلك. وقد يتم الكشف عن المزيد من تفاصيلها في الأيام القليلة المقبلة. وتعدّ هذه الطائرة نوعًا من فئة الطائرات، التي يطلق عليها quot;ak1-3quot;.

الأسلحة والمخدرات وإيران

ويستخدم هذا النوع من الطائرات بكثافة في تهريب المخدرات بين الحدود، حيث يكثر استخدامها كثيرًا على الحدود بين الولايات المتحدة الأميركية وكندا. وهذه الطائرات يصل سعرها في العادة إلى176ألف دولار، ويقوم تجار المخدرات بشرائها بهذا المبلغ، لاستخدامها في عملياتهم. حيث إن تلك الهليوكوبتر يمكن أن يتم توجيهها عن بعد عبر استخدام quot;ريموت كنترولquot; لتهريب المخدرات أو استخدامها لأغراض إرهابية وتخريبية.

وفي كندا، قامت السلطات هناك بمراقبة هذا النوع من الطائرات لمدة عامين لمعرفة لماذا يكثر استخدامها، ومن ثم قاموا بتضييق الخناق عليها، بعد اكتشاف تورطها بكثافة في تهريب المخدرات.

وحقق شخصان بلجيكيان مهرّبان مكاسب تقدر بملايين الدولارات، جراء بيع قطع غيار هذه الطائرات إلى إيران بطريقة غير مشروعة. وأيضًا يتم بيع هذه الطائرة في السوق السوداء في تايلاند، حيث يكثر استخدام شبيه تلك الطائرات هناك عبر استخدام الريموت كنترول.

وتشير تقارير إلى أن شركة بلاك ووتر الأميركية كانت قد سرقت 39 طائرة عراقية من هذا النوع، بعد دخول القوات الأميركية للعراق في عام 2003. وكانت هذه الطائرات غير مستخدمة، وفي صناديقها، عندما تم الاستيلاء عليها، وقد تم بيعها بأقل من سعرها بــ50 %. وهناك أنواع أخرى من هذه الطائرات هي طائرات عسكرية وعمودية ومقاتلة.

عمليات تهريب

جدير بالذكر أن تلك العملية، التي كشفت عنها إدارة ميناء جبل علي بمهارة ودقة وخبرة كبيرة، لم تكن العملية الأولى الكبيرة، التي يتم الكشف عنها في موانئ ومنافذ دبي المختلفة، حيث أحبطت الإدارة العامة لأمن الدولة في شرطة دبي في شهر مارس الماضي عملية تهريب شحنة ضخمة من الأسلحة، تقدر بنحو 16 ألف قطعة سلاح مقلدة، كانت في طريقها من تركيا إلى اليمن، وقبضت على ستة متهمين تورطوا في العملية التي أطلق عليها quot;المصباحquot;.

وكانت تلك الشحنة المضبوطة أكبر محاولة شهدتها المنطقة لتهريب السلاح، وهي عبارة عن مسدسات ذات عيارات مختلفة، حاول الضالعون في الجريمة تهريبها إلى دبي داخل حاويةآتية بحراً من تركيا، باعتبارها شحنة أثاث.

وكان المهرّبون يعتزمون تهريب تلك الشحنة إلى إحدى الدول الخليجية أولاً، ومن ثم إعادة شحنها إلى اليمن، لكن عراقيل اعترضت خطتهم، وأجبرتهم على تغيير سير الشحنة، ومحاولة إدخالها إلى دبي، لإعادة شحنها مجددًا. كما إن الشحنة كانت متجهة إلى صعدة، الكامنة في شمال اليمن، والتي تعدّ من أهم مراكز تجارة السلاح في اليمن، وكان يمكن استخدام هذه الأسلحة في عمليات اغتيال أو في اضطرابات أو خلال تظاهرات.

بدأت تلك القضية حين وردت معلومات إلى الإدارة العامة لأمن الدولة في دبي، تفيد بدخول شحنة من الأسلحة النارية إلى دبي، وأسفرت التحريات عن التأكد من صحة المعلومات الواردة، واستطاع فريق التحريات التوصل إلى المكان الذي أخفيت فيه في أحد المستودعات الموجودة في الإمارة، وتمت مداهمة المكان وضبط البضاعة والقبض على عناصر الشبكة المتورطين في تهريبها.

وعثر على شحنة الأسلحة داخل الحاوية في صناديق مغلفة بأكياس بيضاء، وتعمد المهرّبون إخفاء الشحنة بين كمية من الأثاث للتمويه وتضليل الأجهزة الأمنية والرقابية عند منافذ العبور.

وبفرز الشحنة المهرّبة، تبين أنها تحتوي على كمية ضخمة من الأسلحة النارية، بلغ عددها نحو 16 ألف مسدس متنوعة الأشكال والأحجام وذات عيارات مختلفة، إضافة إلى مخازن طلقات إضافية للأسلحة المهربة ومعداتها.

واتضح من خلال مراجعة بيانات الشحنة وخط سيرها أن الأسلحة المهربة أتت إلى دبي من تركيا عن طريق البحر بوساطة شركة شحن، مروراً بميناء بورسعيد في جمهورية مصر العربية ومنها إلى أحد المنافذ البحرية في دبي، قبل نقلها داخل حاوية إلى مستودع في الإمارة.

واستطاعت أجهزة الأمن في دبي تحديد هوية مجموعة من الأشخاص يقيمون ويعملون في الدولة، دلت التحريات على تورطهم في العملية، وجمعيهم من جنسيات عربية. وبعد القبض عليهم ومواجهتهم بالمعلومات، التي أسفرت عنها التحريات، تبين أنهم تسلموا الشحنة، وأتموا إجراءاتها الجمركية وخزنوها في المستودع الذي ضبطت فيه الحاوية. وبمواصلة البحث والتحري، تمكن الفريق الأمني من تحديد بقية العناصر المتورطة في القضية، وقبض على الشخص الذي هرّب الشحنة إلى دبي.

هذا وقد أحبطت شرطة دبي أيضًا في عملية أخرىكانت تحاولتهريب مخدرات على شكل حبوب عددها 184 حبة (وصل إجمالي وزنها إلى 2.44 كيلوغرام، من مادة الكوكايين المخدرة)، وذلك داخل أحشاء ثلاث سيدات، ينتمين إلى الجنسية نفسها، آتيات إلى الدولة بتأشيرات سياحية، وتحت مسمّى سيدات أعمال. وشكّ رجال شرطة دبي بسلوك السيدات المريب، حيث كانت علامات الخوف والارتباك بادية عليهن، فأخضعن للتفتيش، وجاءت نتائج الفحوصات الأولية إيجابية، وتدل على وجود أجسام غريبة في أحشائهن.

وفي شهر حزيران/ يونيو الماضي أحبطت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي عملية تهريب شحنة من الهيروين، تزن 58 كيلوغراماً، مخبأة داخل صناديق برتقال، كانت آتية من أفغانستان وفي طريقها إلى نيجيريا، ومنها إلى دول أفريقية وآسيوية، تمهيداً لنقلها وتسويقها في أوروبا.

وقد أخفيت المخدرات داخل أغلفة الصناديق، إلى درجة تصعب ملاحظتها بالعين المجردة، وحرصت العصابة على وضعها في صناديق معينة، وليس تفريغ الكمية كلها في مكان واحد، تحسبًا لتفتيشها من جانب مفتشي الجمارك.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2010 أحبطت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، ترويج كمية كبيرة من المخدرات، تزن نحو 60 كيلوغراماً، هرّبتها عصابة دولية، وخططت لترويجها داخل الدولة، في عملية أطلقت عليها الإدارة اسم quot;لهفة شاعرquot;.

وفي الشهر نفسه، ألقت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي القبض على تاجر مخدرات من دولة آسيوية، حاول ترويج 40 كيلوغرام حشيش، دخلت إلى الدولة عن طريق عصابة، يتوزع أفرادها في أكثر من دولة آسيوية وعربية.

وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2010 شاركت شرطة دبي في عملية quot;صيد الثعالبquot;، التي نفذتها وزارة الداخلية، وفازت بالمركز الأول عن فئة فريق العمل المتميّز في برنامج الشيخ خليفة للتميّز الحكومي، حيث تم إحباط عملية تهريب نحو 11 مليون قرص مخدر، كانت في طريقها إلى دول عدة، منها الإمارات والسعودية، وتبلغ قيمتها أكثر من نصف مليار درهم.

وفي تموز/ يوليو عام 2010 أحبطت الإدارة العامة للمخدرات في شرطة دبي عملية تهريب 457 كيلوغرام من مخدر الحشيش، أطلق عليها مروجوها ماركة quot;جميلةquot;، فيما سمّتها شرطة دبي عملية quot;شاحنة الموتquot;، التي حاول تنفيذها سائق شاحنة وثلاثة أشخاص آخرين من جنسية عربية.