مقديشو: وضع quot;فريق الإمارات لإغاثة ضحايا الجفاف في القرن الأفريقيquot; خطة لتحسين أوضاع عدد من مخيمات النازحين في الصومال بناء على المسح الميداني الذي أجراه في هذا الشأن. وقام الفريق بجولات ميدانية شملت عددا من المخيمات حول العاصمة الصومالية مقديشو كشفت أن بعضها يحتاج للإحلال العاجل لأنها أقيمت على أطلال دور قديمة ومتهالكة تمثل خطرا على حياة النازحين وتفتقر لأبسط مقومات الحياة.

وبحث الفريق الإماراتي الذي يضم ممثلين عن هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية مع محمد أحمد نور ترسن محافظ مقديشو خلال الاجتماع الذي عقد اليوم في مقر المحافظة في منطقة حمروين quot; مقديشو الكبرى quot;.. احتياجات النازحين في المرحلة القادمة والجهود المبذولة للحد من معاناتهم.

وأطلع الفريق الإماراتي محافظ مقديشو على نتائج جولاته التفقدية في عدد من المخيمات حول العاصمة والخطط الموضوعة من جانب الإمارات لدرء شبح المجاعة في الصومال ومساندة النازحين على تجاوز ظروف محنتهم الراهنة.

ونقل الفريق رغبة دولة الإمارات بتحسين أوضاع بعض المخيمات التي تبين أنها أقيمت على عجل لإيواء عشرات الآلاف من النازحين الذين وصلوا العاصمة في ظروف إنسانية ونفسية صعبة جراء المآسي التي واجهوها خلال رحلتهم من مناطقهم الأصلية التي ضربها الجفاف واجتاحتها المجاعة في أسوأ كارثة إنسانية يشهدها الصومال منذ عشرات السنين.

وأعلن الفريق استعداده لنقل مخيم quot; حمر جب جب quot; وسط العاصمة القديمة على وجه السرعة باعتباره من أفقر المخيمات وأكثرها خطرا على حياة ساكنيه لأنه أقيم على آثار مبان قديمة كانت في الماضي عبارة عن وحدة صحية لعلاج مرضى السل ويؤوي المخيم حوالي 800 أسرة في مساحة صغيرة لا تتعدى بضع مئات الأمتار المربعة ما يهدد حياة أكثر من خمسة آلاف نازح معظمهم من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد وتنتشر بينهم بعض الأمراض.

من جانبه رحب المحافظ بمبادرة الإمارات واعتبرها خطوة هامة في مجال رعاية النازحين ونقلة نوعية في مستوى الخدمات التي تستهدف ضحايا الأزمة الإنسانية الحالية في الصومال.

وأعرب عن استعداد السلطات المحلية لتقديم كل التسهيلات التي تمكن من إنجاز عملية الإحلال في أسرع وقت بدءا من تحديد مساحة الأرض التي ينقل إليها المخيم وتسويتها وتوفير البنية التحتية الأساسية من مياه وخدمات صرف صحي وخدمات ضرورية أخرى.

وأكد محافظ مقديشو أن جهود الإمارات في هذا الصدد تعزز قدرة المحافظة على القيام بواجبها تجاه مئات الآلاف من النازحين الذين وصلوا العاصمة في الآونة الأخيرة خاصة بعد موجة الجفاف التي ضربت معظم الأقاليم..

مشيرا إلى أن محافظته تواجه الكثير من التحديات المتمثلة في نقص خدمات الصحة و التعليم و البنيات الأساسية.

وأضاف ان عدد سكان مقديشو يبلغ حاليا مليونين و500 ألف نسمة ولا يوجد بها سيارة إطفاء واحدة إلى جانب الشح الشديد في سيارات الإسعاف لإنقاذ المرضى والمصابين إضافة إلى النقص الحاد في المواد الطبية والأدوية والأجهزة الصحية.

من ناحيته أعلن حميد راشد الشامسي رئيس فريق الإمارات لإغاثة ضحايا المجاعة في الصومال استعداد الفريق وجاهزيته لنقل النازحين إلى مقر المخيم الجديد بعد تجهيزه إلى جانب إمدادهم بالمواد الغذائية والمستلزمات الضرورية خاصة احتياجات الأطفال إضافة إلى توفير أغطية ومشمعات بلاستيكية لحمايتهم من الأمطار التي بدأت في الهطول على العاصمة مقديشو.

وقال إن المرحلة القادمة ستشهد تنفيذ العديد من البرامج التي يتم إعدادها الآن وفقا للاحتياجات الفعلية للساحة الصومالية التي تواجه تحديات إنسانية جمة.. لافتا إلى ما شاهده الفريق داخل مخيم quot; حمر جب جب quot; من مآس يؤسف لها وأوضاع متردية خاصة معاناة الأطفال الذين ترتفع نسبة الوفيات بينهم يوميا بسبب نقص التغذية وانعدام الرعاية الصحية الأولية فضلا عن الأمراض المزمنة.

من ناحية آخرى واصل فريق الإمارات الإغاثي الذي يضم في عضويته فهد عبد الرحمن بن سلطان وأحمد مراد البلوشي من هيئة الهلال الأحمر وعبد العزيز احمد محمد آل على من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية لقاءاته التنسيقية مع الجهات الإنسانية ذات الصلة في مقديشو لتعزيز وسائل الاستجابة الإنسانية بما يتناسب مع حجم الكارثة في الصومال والتقى اليوم في مقر إقامته وفدا من جمعية الهلال الأحمر الصومالية برئاسة محمد أحمد حسن عدلن منسق الجمعية الوطنية الصومالية في الجنوب والوسط.

وتم خلال اللقاء بحث مجالات تعزيز الشراكة الإنسانية وتنسيق البرامج بين الجانبين لتقديم خدمات إغاثية وإنسانية تلبي حاجة المتأثرين في عدد من المجالات الحيوية كالصحة العامة والرعاية الأولية وتطعيم الأطفال داخل المخيمات ضد الأمراض المعدية إلى جانب تفعيل دور المتطوعين في الجمعية الصومالية من خلال إشراكهم في برامج وعمليات الإغاثة التي ينفذها الفريق الإماراتي.

وناقش الاجتماع.. السبل الكفيلة بدعم قدرات جمعية الهلال الأحمر الصومالية للقيام بواجبها على ساحتها المحلية على الوجه الأفضل.

وأعرب ممثل الهلال الأحمر الصومالي عن شكر وتقدير جمعيته لدولة الإمارات على جهودها في تخفيف وطأة الكارثة الإنسانية التي تحيق بالشعب الصومالي حاليا.

وقال إن مبادرات الإمارات لم تنقطع عن الساحة الصومالية منذ عشرات السنين.. مؤكدا أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية تعتبر من الجمعيات الوطنية المساندة لجمعيته على الدوام ومن أوائل الجمعيات الوطنية التي لبت نداءات الاستغاثة التي وجهتها الصومال ووصلت إلى الساحة الصومالية مبكرا لتقديم الدعم والمساندة.

جدير بالذكر أن فريق الإمارات لإغاثة ضحايا المجاعة في الصومال يقود عمليات الدولة لدرء شبح المجاعة في القرن الأفريقي من خلال تحالف عدد من المنظمات الإنسانية الإماراتية التي تعمل معا وتتحرك لتعزيز دور الدولة في هذه المحنة الإنسانية وتضم هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية و الإنسانية.