هاجم عشرات من المتظاهرين المتشددين الثلاثاء وخربوا المقر السابق لسفير بريطانيا في شمال طهران واقدموا على احتلال السفارة البريطانية في طهران مطالبين باقفالها، ما اثار استياء دوليا وزاد من حدة التوتر القائم مع العواصم الغربية بشان الملف النووي الايراني.

متظاهرون يحرقون علم بريطانيا

طهران: اجتاح المتظاهرون الذين قالت وسائل الاعلام الايرانية انهم من quot;الطلبة الباسيجquot; مقار السفارة في وسط طهران واحتلوا لساعات عدة مقر الاقامة السابق للسفير البريطاني في شمال العاصمة الايرانية.

وتم اخلاء المتظاهرين من موقعين مساء اليوم من قبل قوات الامن الذين اوقفوا عددا منهم، بحسب وسائل الاعلام الايرانية.

وقالت وكالة الانباء الايرانية ان الطلاب quot;صادروا وثائق سرية وتجسسيةquot; في مكاتب هذا المقر الدبلوماسي السابق.

ونزع المتظاهرون علم بريطانيا ووضعوا في مكانه علم ايران كما فعلوا في حرم السفارة البريطانية في طهران الذي هوجم في الوقت نفسه واحتل من قبل quot;طلاب اسلاميينquot; آخرين.

وخلال الهجوم الاول تسلق المتظاهرون الذين كانوا يحتجون على العقوبات التي اقرتها لندن ضد ايران بسبب برنامجها النووي، سور حديقة هذه السفارة وحطموا نوافذ المبنى قبل ان يدخلوه ويلقوا اشياء من داخله.

ولم تتدخل قوات مكافحة الشغب التي تحمي السفارة لمنع هذا الهجوم الذي وقع بينما كان مئات المتظاهرين الذين قال التلفزيون انهم quot;طلابquot;، متجمعين امام البعثة للمطالبة باغلاقها وطرد السفير quot;فوراquot;.

وأعرب مجلس الأمن الدولي الثلاثاء عن تنديده quot;بأشد العباراتquot; بالهجوم على السفارة البريطانية في طهران، التي احتلها متظاهرون وخربوا مقار تابعة لها.

وجاء في بيان للأعضاء الـ 15 في مجلس الأمن quot;أن أعضاء مجلس الأمن ذكروا بـ(مبدأ) عدم التعدي على المقار الدبلوماسية والقنصلية وواجب الحكومات المضيفة (...) في اتخاذ كل الاجراءات الملائمة لحمايتهاquot;.

واضاف البيان quot;في هذا السياق، يعرب اعضاء مجلس الامن عن قلقهم الشديد حيال هذه الهجمات، ويطلبون من السلطات الإيرانية حماية المقار الدبلوماسية والقنصلية وطواقهما واحترام التزاماتها الدولية على هذا الصعيد في شكل كاملquot;.

وعبرت وزارة الخارجية البريطانية الثلاثاء عن quot;استهجانهاquot; عملية quot;الاقتحام غير المقبولةquot; من قبل متظاهرين لسفارتها في طهران في اجواء من التوتر الدبلوماسي الشديد بين البلدين.

وطلبت لندن من جميع رعاياها في ايران quot;ملازمة منازلهمquot; وquot;الابتعاد عن مسرح الاحداثquot; بعد الهجوم على السفارة البريطانية من قبل متظاهرين في طهران. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان ان كبار المسؤولين البريطانيين quot;تحدثوا مع القائم بالأعمال الايراني في لندن ليطلبوا بإلحاح من السلطات الإيرانية الإسراع بالتحرك لاستعادة السيطرة على الوضع، كما يتعين عليهم القيام بذلك بموجب الاتفاقات الدوليةquot;.

وسارعت دول عدة، بينها الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا وروسيا، الى ادانة الهجوم.

من جهتها، اسفت وزارة الخارجية الايرانية للهجوم واكدت انها quot;طلبت من السلطات ان تتخذ على الفور التدابير الضروريةquot; لانهاء احتلال السفارة.

متظاهران يتسلقان السياج

واثار الهجوم الذي تعرضت له السفارة البريطانية تنديدا دوليا عارما، ودان مجلس الامن الدولي quot;باشد العباراتquot; هذا الهجوم فيما ابدت طهران quot;اسفهاquot; له.

واعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ان الهجوم على السفارة البريطانية في ايران هو سلوك quot;غير مسؤولquot;، مؤكدا ان طهران تتحمل quot;مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسيةquot;.

واكد اوباما ان quot;تمكن مثيري الشغب من السيطرة على السفارة واضرام النار فيها يظهر ان الحكومة الايرانية لا تتعامل بجدية مع التزاماتها الدوليةquot;.

وصرح دبلوماسي بريطاني لوكالة فرانس برس ان كل الرعايا البريطانيين داخل المقر السابق للسفير البريطاني quot;في امانquot;.

من جانبها، اعربت وزارة الخارجية الايرانية عن quot;اسفهاquot; الثلاثاء للهجوم على السفارة البريطانية. وقالت في بيان انها تعرب quot;عن اسفها للسلوك غير المقبول الذي قام به عدد صغير من المتظاهرين على رغم جهود الشرطةquot;، واكدت انها quot;طلبت من السلطات ان تتخذ على الفور التدابير الضروريةquot; لانهاء احتلال السفارة.

من جانبه، اكد قائد الشرطة في طهران الجنرال حسين ساجدينيا مساء الثلاثاء انه بوشر التحقيق في هذه الحوادث وان quot;الاشخاص الذين دخلوا السفارة سيتم تسليمهم الى القضاءquot;.

وكان مجلس الامن اعرب عن تنديده quot;باشد العباراتquot; بالهجوم. وجاء في بيان للاعضاء ال 15 في مجلس الامن quot;ان اعضاء مجلس الامن ذكروا ب(مبدأ) عدم التعدي على المقار الدبلوماسية والقنصلية وواجب الحكومات المضيفة (...) في اتخاذ كافة الاجراءات الملائمة لحمايتهاquot;.

وعبرت وزارة الخارجية البريطانية الثلاثاء عن quot;استهجانهاquot; عملية quot;الاقتحام غير المقبولةquot; من قبل متظاهرين لسفارتها في طهران في اجواء من التوتر الدبلوماسي الشديد بين البلدين، وطلبت من مواطنيها في العاصمة الايرانية quot;ملازمة منازلهمquot; وquot;الابتعاد عن مسرح الاحداثquot;.

وطلبت لندن من جميع رعاياها في ايران quot;ملازمة منازلهمquot; وquot;الابتعاد عن مسرح الاحداثquot; بعد الهجوم على السفارة البريطانية.

وكان البيت الابيض دان quot;بأشد العباراتquot; الهجوم على السفارة البريطانية، مذكرا بأن quot;ايران تتحمل مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسيةquot; على اراضيها.

وقال جاي كارني، المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما، quot;ندعو ايران الى احترام واجباتها الدولية احتراما تاما، وادانة الحادث وملاحقة المسؤولين عنه والقيام بما من شأنه الحؤول دون تكرار هذه الحوادث، سواء في السفارة البريطانية او في بعثات دبلوماسية اخرى في ايرانquot;.

ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع ايران منذ العام 1979 عندما هاجم طلاب اسلاميون مقر السفارة الاميركية في طهران واحتجزوا 52 شخصا من العاملين فيها بعد بضعة اشهر على الثورة الاسلامية في ايران. وتواصل احتجاز الرهائن 444 يوما.

واعلن المتحدث كارني ان quot;وزارة الخارجية على اتصال بالحكومة البريطانية وهي مستعدة لتقديم المساعدة الى حلفائنا في هذه الظروف الصعبةquot;.

بدورها، دانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون الثلاثاء quot;الاقتحام غير المقبول على الاطلاقquot; لمتظاهرين ايرانيين لمقرين تابعين للسفارة البريطانية في طهران.

وقالت في بيان quot;اعرب عن القلق الشديد ازاء قيام متظاهرين باقتحام مقرات تابعة للسفارة البريطانية في طهران. ادين بشدة هذا الاقتحام غير المقبول على الاطلاقquot;.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان فرنسا quot;تدين بحزم شديدquot; اقتحام حشد السفارة البريطانية في طهران quot;والتجاوزات غير المقبولة التي ارتكبتquot;.

وقال جوبيه في بيان ان quot;فرنسا تحمل السلطات الايرانية مسؤولية امن وسلامة كل البعثات الدبلوماسية في طهرانquot;، مؤكدا انه quot;في هذه الظروف غير المقبولة تعبر فرنسا عن تضامنها مع بريطانياquot;.

وخلص جوبيه الى القول quot;مرة اخرى، قدم النظام الايراني الدليل على انه لا يقيم وزنا كبيرا للشرعية الدولية. وتندد فرنسا بهذا الانتهاك الفاضح والمعيب لاتفاقية فييناquot;..

وقال وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي ان quot;ما حدث في حرم السفارة البريطانية في طهران غير مقبول اطلاقاquot;. واضاف ان quot;ايطاليا تنتظر ان تستعيد السلطات الايرانية السيطرة على الوضع في اسرع ما يمكنquot;. وخلص الوزير الايطالي الى القول quot;انه حدث بالغ الخطورة ندينه بشدة ونعبر عن تضامننا التام مع الحكومة البريطانيةquot;.

ودانت وزارة الخارجية الروسية الهجوم ووصفته بأنه quot;غير مقبولquot;.

واكدت الخارجية الروسية في بيان ان quot;الاعمال التي ارتكبها جمع من المحتجين الذين انتهكوا معايير القانون الدولي المطبقة عالميا، غير مقبولة وتستحق الادانةquot;.

واضاف البيان ان quot;موسكو اخذت علما بالمعلومات المتعلقة بأحداث 29 تشرين الثاني/نوفمبر والاقتحام غير الشرعي لاراضي السفارة البريطانية في طهران من قبل متظاهرينquot;.

ومع ذلك اعلنت روسيا انها لن تؤيد فرض عقوبات جديدة على ايران يطالب بها عدد من البلدان الغربية بعد نشر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يعزز الشكوك بوجود quot;بعد عسكريquot; للبرنامج النووي الايراني.

واعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي للصحافيين بعد محادثات اجراها مع نظيره اليوناني ستافروس ديماس في برلين quot;امرت باستدعاء السفير الايراني الى وزارة الخارجيةquot;.

واضاف quot;ندين الهجوم على السفارة البريطانية في ايران حيث تعرضت ايضا مدرسة المانية لخسائر كبيرة. ان هذا الهجوم يشكل انتهاكا للقوانين الدولية وهو غير مقبول على الاطلاقquot;.

واكد فسترفيلي quot;تضامنquot; بلاده مع لندن مذكرا بان حماية البعثات الاجنبية امر تكفله القوانين الدولية.

وتصاعد التوتر اخيرا على خلفية البرنامج النووي الايراني بعدما نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا عزز شكوك الدول الغربية التي تتهم ايران بالسعي الى امتلاك سلاح نووي رغم نفي طهران هذا الامر تكرارا.