المالكي ورحيمي خلال اللقاء |
قال النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي إن كل ما يعشقه الإيرانيون موجود على أرض العراق مؤكداً دعم بلاده لهذا البلد في تحقيق أمنه وبنائه... فيما أشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى أن البلدين قد أنهيا عقوداً من التوتر والتشنج وأعلن عن إنشاء مجلس لرجال الأعمال العراقيين والإيرانيين.. فيما وقع وزراء من البلدين ست مذكرات تفاهم حول: تجنب الازدواج الضريبي بين حكومتي البلدين والتعاون الثقافي والعلمي والتكنولوجي والعلاجي والدوائي وفي ميادين البريد والاتصالات والنقل.
خلال مؤتمر صحافي مشترك مع النائب الاول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي عقب ترؤسهما اجتماع اللجنة العراقية الإيرانيّة العليا المشتركة في بغداد اليوم، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن زيارة المسؤول الإيراني هذه تؤكد رغبة البلدين في تطوير علاقاتهما لمصلحة المنطقة وأمنها واستقرارها ولصالح شعوبها بعد عقود من التشنج والتوتر والمشاكل بسبب حروب النظام العراقي السابق.
وأوضح أنه بحث مع رحيمي جميع المشكلات العالقة بين البلدين وعدم السماح لها بأن تؤثر سلبافي العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وقال quot;إننا نمضي خطوة خطوة لحل جميع المشاكل لتستقر العلاقات الثنائية على أفضل حالquot;.
وتتناول مباحثات رحيمي في بغداد ايضا مسألة تثبيت العلامات الحدودية بين البلدين وحل مشاكلهما وكذلك التجاوزات في شط العرب والبزل ومشاكل المياه. وكان مصدر أمني في محافظة البصرة الجنوبية قد كشف الاربعاء الماضي عن تحركات إيرانية لحفر بئر نفطية على بعد نحو 600 متر عن الأراضي العراقية من جهة المحافظة مؤكدا أنه تم إبلاغ المؤسسات الحكومية المختصة بهذا النشاط.
وأضاف المالكي ان زيارة رحيمي لبغداد تشكل انطلاقة جديدة للعلاقات بين البلدين في جميع المجالات داعيا الشركات الإيرانية الى الإسهام في إعمار العراق وبنائه وأشار إلى أنه تم اليوم تشكيل مجلس لرجال الاعمال في البلدين واصفا ذلك بالخطوة المتقدمة على طريق تعزيز التعاون الثنائي.
ودعا الشركات الإيرانية الى العمل في العراق مشيرا إلى أن بلاده تسعى إلى إعادة إعمار بناها التحتية التي حطمتها الحروب وإيران لها خبرة في هذا المجال ويمكن ان تساهم في إعمار العراق. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على مواصلة تبادل الوفود بين إيران والعراق لمتابعة تنفيذ الاتفاقات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين.
وحول إجراءات الحكومة العراقية لتحسين ظروف زيارات الإيرانيين الى المراقد المقدسة في العراق قال المالكي انه يجري العمل على بناء مطار دولي بين مدينتي كربلاء والنجف لتسهيل وصول الزائرين اليهما إضافة الى حملة لبناء الفنادق والاسواق وتسهيل منح سمات دخول الزائرين الى البلاد.
وفي ما يخص تزايد العواصف الترابية التي تهب على المنطقة أكد المالكي ضرورة تشكيل مجموعة إقليمية تضم خبراء من دول المنطقة تبحث معالجة هذه المشكلة نظرا لأنها تسبب أضرارا لجميع هذه الدول وليس للعراق وحده.
رحيمي: نساعد العراق على تحقيق أمنه وإعماره
ومن جهته أكد رحيمي ان كل ما يعشقه الإيرانيون موجود في العراق وقال إن البلدين استطاعا إنهاء جميع المشاكل بينهما بعد عقود من النار. وأضاف quot;لقد نسينا في إيران كل آلام الماضي التي سادت علاقات البلدين في السابق والآن نتذوق حلو طعم هذه العلاقات الجديدة... وقلوب الإيرانيين كلها مع العراق.. وكل ما يعشقه الإيرانيون موجود على ارض العراقquot;.
وأضاف إن quot;هذا المكان (مقر الحكومة العراقية) الذي كان غرفة حرب فتحت لهيبها على الجمهورية الإسلامية هو لنا عبرة ولابد أن نعتبرquot; مؤكدا ضرورة quot;بذل قصارى الجهود للتفاعل بين البلدينquot;.
وأشار رحيمي إلى أنه من هذا المنطلق quot;فقد جئنا الى العراق اليوم ونحن بكامل استعدادنا لخوض مفاوضات حميمة ملؤها الوفاق والتعاون لنؤكد استعدادنا الكامل للوقوف معه من اجل تحقيق امنه واستقراره وبنائهquot;. وقال ان العلاقات الإيرانية العراقية حققت تقدما ملحوظا quot;لكننا الان نعمل على ان نرتقي بها الى الذروة والقمةquot;. وأضاف رحيمي قائلا quot; اننا وانطلاقا من هذه الرغبة نمد ايدينا الى جميع الدول الاسلامية معبرين عن رغبتنا في التعاونquot;... مؤكدا ان عهود الحروب والنزاعات في المنطقة لن تعود الى سابق عهدها.
النجيفي يدعو رحيمي لوقف قصف بلاده لمناطق كردستان
هذاوأكد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي خلال اجتماع مع رحيمي ضرورة استقرار علاقات حسن الجوار بين البلدين على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين. وشدد النجيفي ايضا على ضرورة استقرارعلاقات حسن الجوار بين العراق وايران على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين.
واشار الى التاريخ المشترك والروابط الجغرافية التي تجمع البلدين. وطالب باسم الشعب العراقي ايقاف الجانب الايراني قصفهم للقرى والاراضي العراقية في اقليم كردستان مؤكدا ان القصف يثير نوعا من الضبابية والشك في العلاقات لافتا في الوقت نفسه ان العراق لايسمح باستخدام اراضيه للاعتداء على دول الجوار. واشار النجيفي الى ضرورة التعاون المشترك والتنسيق بين الطرفين لضبط الحدود ومنع التسلل والاعتداء للحيلولة دون تصعيد التوترات في المواقف.
وقد ابلغ نائب الرئيس الايراني النجيفي ودعوة من لاريجاني رئيس البرلمان الايراني لزيارة بلاده حيث وعد بتلبيتها في الوقت المناسب. ويعود اخر قصف تعرضت له المناطق الحدودية لاقليم كردستان الى الخميس الماضي واستهدف المناطق الحدودية في منطقة حاج عمران بشمال مدينة اربيل (320 كلم شمال بغداد).
وتهاجم القوات الايرانية بالمدفعية من حين لاخر عناصر حزب الحياة الحرة (بيجاك) المنضوي تحت لواء حزب العمال الكردستاني التركي ويمثله اكراد ايرانيون يتخذون من المناطق الجبلية الوعرة في اقليم كردستان معقلا لهم.
بغداد وطهران وقعتا 6 مذكرات تفاهم
وقبل ذلك وقع وزراء عراقيون وإيرانيون ست مذكرات تفاهم لتوسيع التعاون بين البلدين حول: تجنب الازدواج الضريبي بين حكومتي البلدين والتعاون الثقافي والعلمي والتكنولوجي وفي ميادين البريد والاتصالات والتعاون في مجالي العلاج والدواء.
وفي وقت سابق اليوم وصل رحيمي الى بغداد على رأس وفد يضم 200 شخصية سياسية واقتصادية لترؤس وفد بلاده في اجتماع للجنة الاقتصادية العليا بين إيران والعراق الذي يترأس وفده رئيس الوزراء نوري المالكي.
ووصف رحيمي زيارته هذه بأنها من أهم الزيارات التي قام بها خلال السنوات الاخيرة. وأبدى رغبته في التوقيع على اتفاقات ومذكرات تفاهم بنّاءة بين البلدين لرفع حجم التبادل التجاري بين طهران وبغداد الى الضعفين. وسبق أن استولت قوة إيرانية في كانون الأول (ديسمبر) عام 2009 على حقل الفكة النفطي شرق مدينة العمارة (305 كم جنوب بغداد) ولم تنسحب حتى نهاية كانون الثاني (يناير) 2010.
ويتهم سياسيون عراقيون إيران بالوقوف وراء العديد من أعمال العنف التي تنفذ داخل العراق من خلال دعمها بعض الجماعات المسلحة وتجهيزها بالأسلحة والمتفجرات. كما تتعرض مناطق حدودية في محافظات إقليم كردستان إلى قصف إيراني يتسبب بخسائر بشرية ومادية.
وتنص اتفاقية الجزائر التي وقعها عام 1975 نائب رئيس الجمهورية العراقية آنذاك صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوي على إعادة رسم حدود بلديهما حيث أعطي النصف الشرقي لقضاء شط العرب لإيران مقابل وقف الدعم الإيراني للأحزاب الكردية لكن صدام ألغى الاتفاقية في 17 أيلول (سبتمبر) عام 1980 ودخل البلدان حرباً في الثاني والعشرين من الشهر نفسه انتهت في الثامن من آب (أغسطس) عام 1988.
التعليقات