قال وزير الخارجية السعودي إن على إيران مراعاة مصالح المنطقة إذا كانت تريد دورا حياديا، داعيا اللبنانيين إلى التعامل مع المحكمة الدولية بعقلانية.

يبحث هيغ في السعودية التطورات في اليمن وسوريا والبحرين


جدة: قال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في مؤتمر صحافي عقده في جدة اليوم الثلاثاء مع نظيره البريطاني وليام هيغ إذا كانت إيران تريد دورا قياديا في المنطقة فعليها مراعاة مصالح دول المنطقة وليس مصالحها.
وأضح الأمير الفيصل أن على رغم ثقة السعوديةفي جدية الجهود الدولية وأهدافها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، إلا أنها تظل قاصرة إذا لم تتعامل بحزم وجدية مع سياسة الرفض والتعنت الإسرائيلية المتواصلة مع كل مبادرة أو جهد دولي وصفه بـquot;المخلصquot;.

ودعا الأمير الفيصل جميع الفرقاء اللبنانيين إلى التعامل مع قرار المحكمة الدولية quot;بكل هدوء وعقلانية بعيداً عن لغة التشنجquot;.

ورحب الأمير سعود الفيصل بإطلاق الحوار الوطني الشامل في مملكة البحرين وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للأحداث التي شهدتها.

وعن التصريحات الإيرانية المتناقضة تجاه المملكة قال الأمير سعود الفيصل: quot;في السياسة لا بأس من التناقض، ولكن ما أود الإشارة إليه أنه كانت هناك سلسلة من المباحثات مع إيران في السابق وكان هناك برنامج لزيارة وزير الخارجية الإيراني للمملكة لوضع النقاط التي يجب أن نحلها حتى تعود العلاقات إلى مستواها الطبيعي، وللأسف لم تحل ولم يتم الاجتماع لشروط وضعتها إيران. والحقيقة أن وزير الخارجية الإيراني الجديد اتصل بي عندما كان في باكستان وأبدى رغبته في استمرار الحوار وأنا أبلغته عندكم دعوة ومتى رغبتم فإننا سعداء. وهو عرض أن يكون اجتماعاً ثلاثيا في الكويت، فقلت له لما نحمل الكويت الخلافات السعودية الإيرانيةquot;. مضيفاً: quot;إيران دولة جارة وإذا كانت تريد دوراً قيادياً فعليها مراعاة مصالح دول المنطقة وليس مصالحهاquot;.
وأوضح
في المؤتمر أنه تم التطرق في المباحثات إلى الأوضاع على الساحة اللبنانية وتطوراتها مؤكداً أن المملكة من جانبها تدعو جميع الفرقاء اللبنانيين إلى التعامل مع قرار المحكمة الدولية بكل هدوء وعقلانية، بعيدا عن لغة التشنج، وتجنب أي تصعيد أو مواجهة مع المجتمع الدولي.
وجددالأمير الفيصلالتأكيد بأنه لا لوم على عائلة بن لادن التي تعيش في هذه البلاد كمواطنين مكرمين، وقال:quot;الفاسد فاسد ويحصل هذا في أحسن العائلاتquot;.

في المقابل، أكد وزير الخارجية البريطاني، أن هناك 20 مشروعاً مشتركاً بين المملكة وبلاده بقيمة 70 بليون دولار، ويوجد 20 ألف بريطاني في السعودية وكذلك هناك 16 ألف طالب سعودي في بريطانيا.
وفي إجابة على سؤال حول التباين في الموقف الدولي تجاه ما يحدث في بعض الدول العربية قال هيغ: quot;هناك اختلاف كبير فالتدخل في ليبيا كان بطلب من الجامعة العربية لعمل حظر جوي أما بالنسبة لسوريا فلا يوجد طلب لذلك ولكن سنستمر في مجلس الأمن بالمطالبة بحماية المدنين وعدم استخدام القوة وحرية التعبيرquot;.
وكانوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أكد عزم بلاده اقامة quot;شراكة استراتيجية كاملةquot; مع السعودية في حلول نهاية العام الجاري.

واوضح بيان للوزارة البريطانيةان هيغ quot;سيشدد على الاهمية التي توليها المملكة المتحدة لعلاقاتها الثنائيةquot; مع السعودية، منوها إلى أنها عازمة على تطويرها الى quot;شراكة استراتيجية كاملةquot; تكون على مستوى الشراكة بين بريطانيا والقوى الكبرى الحليفة لها.

وبحثهيغ الذي وصل الى جدة عصر اليومالثلاثاء مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل quot;فرص وتحدياتquot; الربيع العربي.
واشار البيان الى ان المحادثات quot;ستركز على القضايا الاقليمية بما في ذلك فرص وتحديات الربيع العربيquot; اضافة الى التطورات الاقليمية الرئيسية في اليمن والبحرين وسوريا ومصر وايران وعملية السلام في الشرق الاوسط.
ونقل بيان عن هيغ قوله قبل مغادرته لندن ان quot;السعودية حليف مهم ولاعب رئيسي في منطقة الشرق الاوسط وغيرهاquot; وانه يتطلع quot;الى مناقشة كيفية تطوير الحوار القائم الى شراكة استراتيجية كاملة قبل نهاية العام الحاليquot;.
واضاف هيغ quot;في لحظة التغيير التي لا سابق لها وهي مهمة جدا، هناك حاجة ماسة لتبادل الافكار حول التطورات الاقليمية الراهنة، بما في ذلك كيفية العمل معا في هذه المنطقة المهمة استراتيجياquot;.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني ان quot;الاحداث اثبتت ان الحكومات بحاجة للاستجابة للدعوات المشروعة لمزيد من الحرية عبر الاصلاحات وليس القمعquot; حيث سيتم تبادل الآراء حول الفرص والتحديات التي يمثلها الربيع العربي، فضلا عن مجموعة من القضايا الثنائية الاخرى.