في مثل هذا الوقت من كل عام يشهد بعض ميادين منطقة مكة تجمع عدد من المخالفين لنظام الإقامة في السعودية، وذلك بعد انقضاء موسم الحج السنوي، ويبحثون عبر تجمعاتهم السفر المجاني إلى بلادهم، وسط محاولات من السلطات الأمنية للقضاء على تلك الظاهرة غير القانونية.
متخلفو الستين في المملكة |
أمل إسماعيل من مكة: في مثل هذا الوقت من كل عام تزداد تجمعات المئات من المخالفين لنظام الإقامة والزيارة، بعد انقضاء المواسم الدينية في السعودية، ومع تزايدهم يزداد القلق الأمني من انتشار الجرائم والسرقات، خاصة في مدينتي مكة وجدة.
quot;ناناquot; من نيجيريا، قضت أربع سنوات في السعودية، تعمل في تنظيف المنازل، فيما يعمل زوجها وأبناؤها في إطار غسيل السيارات، قبل أن تقوم بتحويل كل ما جنته خلال تلك السنوات إلى بلدها، وافتراش الأرض في انتظار قدوم الجوازات، لتقوم بترحيلهم إلى بلدهم quot;بالمجانquot;، موفرة بذلك سعر التذكرة الباهظة الثمن.
نانا واحدة من المئات من مختلف الجنسيات، التي تفترش الطرقات والميادين في انتظار قدوم الجوازات، لتتولى أمر ترحيلهم إلى بلدهم بـquot;المجانquot;، مثيرين أثناء ذلك العديد من الشغب، من أجل لفت الانتباه إليهم، وتعجيل رحيلهم، إلى جانب منظرهم غير الحضاري والمضرّ بالبيئة.
يتكرر هذا المشهد كل عام، خاصة بعد انتهاء موسم الحج، الذي يعتبر موسم الربح الأكبر بالنسبة إليهم؛ إلا أن المشكلة تزداد، ولا تحلّ، وسط إلقاء البعض اللوم على مكاتب الاستقدام، وآخرون على المواطنين الداعمين لتلك الفئة من المخالفين للأنظمة.
نوه عضو لجنة الحج سعد القرشي بأن آخر مهلة لمخالفي نظام الإقامة من الحج والعمرة هي العاشر من ديسمبر، موضحًا لـquot;إيلافquot; أن مسؤوليتهم تقع على عاتق المسؤولين عن حجاج الخارج، لا الداخل، فيما يضع البعض اللوم على مكاتب الاستقدام في استمرار هذه الظاهرة كل عام، خاصة بعد انتهاء موسم الحج.
ونفى عضو لجنة مكاتب الاستقدام عوض الزهراني خلال حديثة لـquot;إيلافquot; أن يكون لمكتب الاستقدام أي دور في استمرار انتشار هده الظاهرة، قائلاً: quot;ما هو إلا وسيط فقط بين الكفيل والعامل، وتنتهي مهمتنا بمجرد استلام الكفيل لعاملة أو خادمته، ولسنا مسؤولين عن هروب العامل أو الخادمة منهم، وتسربهم إلى الشارع، ومخالفتهم للنظام، ومن يلقي اللوم علينا جاهل، ولا يدرك دورناquot;.
وأوضح أنه في حال هروب أحد العاملين ولجوئه إلينا، نتيجة حصول مشكلة مع كفيله، نقوم بالإصلاح بينهم، إن كانت عاملة... تسلّم إلى سفارة بلدها، ويتم محاولة الصلح أو إرسالها إلى بلدها، بعد أن يتم إصدار تأشيرة خروجها وقطع تذكرة السفر لها.
حدد الزهراني أسباب هروب العمّال من كفيلهم قائلاً quot;قد تكون بسبب سوء المعاملةquot;، واعتبر أن من الأسباب هو الحصول على مبلغ أكبر، فالخادمة تحصل على (800) ريال سعودي شهريًا، وفي حالة هروبها تعمل بـ (1500) ريال سعودي، وارتفاع الأجر جاء بمساعدة المواطنين، الذين جعلوهم يزيدون أسعارهم، ويتقبلونهم بينهم.
وأضاف quot;نحتاج توعية المواطن، فكيف لربة المنزل أن تدخل خادمة على بيتها، وهي لا تعلم عن حالتها الصحية شيئًا، إذ قد تكون مصابة بمرض خطرquot;، رغم توعية وزارة الداخلية للمواطنين بعدم إيواء المخالفين لنظام الإقامة في المملكة وتشغيلهمquot;.
وكانت إدارة الجوازات في منطقة مكة المكرمة وضعت خططًا إستراتيجية قبل الموسم، بدأت بعد انتهاء الحج للقضاء على الظواهر السلبية تدريجيًا، وسحب العمالة المخالفة من مواقعهم، وتسليمهم إلى إدارة الترحيل، لتسفيرهم إلى بلادهم.
وقال المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكة المكرمة محمد الحسين في تصريح له: quot;إنه يتم التنسيق مع الجهات المختصة للقيام بحملات أمنية مشتركة، تستهدف أماكن المخالفين لنظام الإقامة، إضافة إلى تنفيذ الجوازات حملات منفردة حسب خططتها الإستراتيجية الموضوعة على أهبة الاستعداد في أي زمنquot;.
التعليقات