صنعاء: اكد مسؤول يمني وسفير الاتحاد الاوروبي لدى صنعاء التشكيل الوشيك لحكومة الوفاق الوطني وللجنة العسكرية التي ستعمل على رفع المظاهر المسلحة، فيما يسود الهدوء الاحد في تعز بعد ايام من القصف والمواجهات.

وقال نائب وزير الاعلام عبدو الجندي في مؤتمر صحافي في صنعاء quot;حسب معلوماتي، الحكومة ستعلن اليومquot; مؤكدا ان اعلان الحكومة هو quot;بداية وقف الدماءquot;.

وكانت المعارضة اتفقت مع الحزب الحاكم الخميس على تقاسم الحقائب في الحكومة التي سيرئسها القيادي المعارض محمد سالم باسندوة.

الا ان التصعيد الدامي في تعز دفع بالمعارضة الى اشتراط تشكيل اللجنة العسكرية اولا، اذ تاخر في تشكيلها نائب الرئيس اليمني بحسب الجدول الزمني لاتفاقية المبادرة الخليجية لانتقال السلطة.

وقال الجندي quot;لا اعتقد ان المؤتمر الشعبي العام سيقصر في تقديم اسماء مرشحيه للحكومة اليومquot; الاحد، مع العلم ان الحكومة تشكل بالمناصفة بين الطرفين.

وحول شرط المعارضة تشكيل اللجنة اولا، قال الجندي ان quot;بنود المبادرة متشابكة ومترابطة واي انجاز في مجال هو انجاز في المجال الاخر، واللجنة العسكرية ستشكل، لكن لندع نائب الرئيس يقوم بعملهquot;.

من جانبه، قال سفير الاتحاد الاوروبي في اليمن ميكيلي تشريفوني دورسو لوكالة فرانس برس ان quot;حكومة الوفاق ستشكل خلال اليومين المقبلين، واذا ما تمكنوا من اعلانها اليوم فهذا افضلquot;.

كما اعتبر السفير الاوروبي الذي يعد من ابرز الوسطاء في الازمة اليمنية ان quot;الحكومة واللجنة العسكرية اولوية، وكلتاهما ستشكلان في غضون اليومين المقبلينquot;.

الحوثيون يعلنون انتهاء الازمة مع السلفيين في شمال اليمن

في هذه الاثناء، اكد المتمردون الحوثيون الاحد انتهاء الصراع المسلح بينهم وبين السلفيين الذين كانوا يحاصرونهم في منطقة دماج بمحافظة صعدة الشمالية، على ان تقوم قوات حكومية او قبلية محايدة باستلام مواقع مسلحة للسلفيين في المنطقة.

وقال محمد عبد السلام الناطق باسم مكتب زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي لوكالة فرانس برس quot;نعلن حل المشكلة في دماج بموجب مبادرة الوساطة التي يقودها محافظ صعدةquot; فارس مناع.

واكد عبد السلام انه quot;لم يعد هناك اشتباكات، وستفتح الطرقاتquot; المؤدية الى بلدة دماج التي فيها الاف السلفيين المنتسبين الى quot;معهد دار الحديثquot;.

ويفرض الحوثيون حصارا منذ اسابيع على المنطقة. وقد اسفرت اعمال العنف في المنطقة عن مقتل 26 شخصا من السلفيين بحسب مصادر من التيار السلفي بينهم اميركيان وفرنسي وروسي وعدد من الاندونيسيين والماليزيين. كما اكد الحوثيون سقوط ضحايا في صفوفهم.

وقال عبد السلام quot;قبلنا مبادرة المحافظ وبالتالي قبلنا تطبيع الاوضاع بما يضمن تعايشا سلميا بين الفئات، وفوضنا المحافظ بالنظر في المواقع العسكرية المختلف عليها بما يضمن حلولا عادلةquot;.

واوضح في هذا السياق ان المواقع المعنية هي مواقع استولى عليها السلفيون في الفترة الاخيرة quot;وحولوها الى متاريسquot; بحسب عبد السلام الذي جدد التاكيد بان السلفيين في دماج مسلحون ومدربون على القتال، بما في ذلك الاجانب الذين يقولون انهم طلاب في المعهد.

وبحسب المبادرة، سيتم تسليم هذه المواقع الى قوات حكومية او الى مسلحين قبليين محايدين.

واكد المتحدث الحوثي ان quot;هذا الموقف ياتي حرصا منا على تجنيب البلاد الفتنة الطائفيةquot;.

وكان التيار السلفي في اليمن تحرك للدعوة الى quot;نصرة المحاصرين في دماجquot;، وقدرت اوساط التيار عدد المحاصرين في هذه المنطقة من قبل الحوثيين بسبعة الاف شخص بينهم نساء واطفال.

كما اتهم السلفيون الحوثيين بمنع دخول الغذاء والادوية وحليب الاطفال الى دماج، الامر الذي نفاه المتمردون.

واحتدم منذ اسابيع الصراع في شمال اليمن بين الحوثيين والتيار السلفي بما يتجاوز دماج.

الا ان دماج هي رمز هذا الصراع، اذ انها تحتضن منذ عقود مقر معهد quot;دار الحديثquot; الذي يتزعمه حاليا الشيخ السلفي يحيى بن علي الحجوري والذي يعيش فيه quot;الطلابquot; مع عائلاتهم، بما في ذلك اميركيون وفرنسيون وروس واندونيسيون وماليزيون بحسب مصادر التيار السلفي.

ودعا الشيخ الحجوري اتباع التيار في اليمن الى quot;الجهادquot; ضد الحوثيين معتبرا في فتوى خاصة ان quot;قتال الرافضة الحوثيين من اعظم الواجبات ومن اعظم المقربات الى ربنا لانهم بغاة علينا وزنادقةquot;، ما اثار مخاوف من نزاع طائفي على مستوى اوسع في البلاد.

وكان الخالد المداني المسؤول عن الشباب الحوثيين المشاركين في الحركة الاحتجاجية في اليمن اعلن لوكالة فرانس برس السبت ان quot;هؤلاء مجموعة قاموا بتكفيرنا ودعوا الى الجهاد ضدناquot;، مشيرا الى ان الجماعة نفسها اصدرت فتوى خلال الحركة الاحتجاجية حرمت التظاهر ضد الرئيس علي عبدالله صالح اذ اعتبرت ذلك quot;خروجا عن طاعة ولي الامرquot;.

مقتل خمسة جنود يمنيين في هجوم جديد للقاعدة

وقتل خمسة جنود يمنيين في هجوم شنه عناصر تنظيم القاعدة على ثكنة عسكرية في احدى الضواحي الشرقية لمدينة زنجبار، حسبما اعلنت مصادر عسكرية وطبية لوكالة فرانس برس الاحد.

وذكرت مصادر عسكرية ان quot;عناصر من تنظيم القاعدة شنت امس (السبت) هجوما بقذائف ار بي جي واسلحة رشاشة على الكتيبة العسكرية التابعة للواء 201 والمرابطة في ضاحية سواحل شرق زنجبار مما ادى الى مقتل خمسة جنودquot;.

وأكد مصدر طبي في مستشفى باصهيب العسكري في عدن وصول خمس جثث مساء السبت الى المستشفى.

وياتي هذا الهجوم في اعقاب سلسلة من الهجمات التي تشهدها محافظة ابين.

يذكر ان القاعدة عززت تواجدها بشكل كبير في جنوب اليمن خلال الاشهر الاخيرة لا سيما في محافظة ابين حيث تسيطر على عدة مدن وفي محافظة شبوة كذلك، مغتنمة ضعف وتفكك الدولة المركزية اليمنية.

وفي نهاية ايار/مايو، سيطر مئات المسلحين المرتبطين بالقاعدة ويطلقون على انفسهم اسم quot;انصار الشريعةquot;، على زنجبار، وتحاول القوات الحكومية منذ بداية ايلول/سبتمبر استعادة السيطرة على هذه المدينة لكن دون تحقيق نتيجة حاسمة حتى الآن.