باريس:أعربت مصادر رئاسية فرنسية عن مخاوفها من تحول اليمن إلى laquo;صومال جديدraquo; في حال استمر الوضع في التدهور ولم تنجح الوساطة الخليجية في وضع حد لحالة النزاع القائمة حاليا بين السلطة والمعارضة، التي تعتبر باريس أنها laquo;وصلت إلى حالة الحرب الأهليةraquo;.

وقالت هذه المصادر، في لقاء مغلق مع عدد من الاختصاصيين والصحافيين، إن laquo;صوملة اليمن ستشكل تحولا خطيرا في المنطقة وستوفر قاعدة جديدة لإرهاب (القاعدة) وستهدد المسالك البحرية الاستراتيجية، فضلا عن أنها ستشكل عنصر اختلال للاستقرار على مداخل السعودية ولأكبر منابع واحتياط النفط في العالمraquo;. وترى فرنسا أن laquo;كل عوامل الصوملة متوافرةraquo; في اليمن الذي يشكل laquo;الوضع الأصعبraquo; من بين كل الدول العربية التي تعيش ما يوصف بـlaquo;الربيع العربيraquo; بما فيها ليبيا وسوريا.

وتتخوف فرنسا من laquo;تفتتraquo; اليمن بسبب laquo;استقواءraquo; المطالب الانفصالية جنوبا وشمالا، معطوفة على تفكك بنى الدولة وتراجع دورها المركزي وعودة العامل القبلي بقوة إلى الساحة.

وحسب صحيفة الشرق الأوسط التي أرودت النبأ فأن المصادر الفرنسية تعتبر أن التطورات الأخيرة التي جرت في اليمن وخروج الرئيس علي عبد الله صالح الذي كانت باريس تقيم علاقات قوية وتعاون عسكري وسياسي واقتصادي متينة - يجب أن يستخدم من أجل laquo;تحويله إلى عامل لإيجاد مخرج للطريق المسدودraquo; الذي وصلت إليه البلاد. وعلى الرغم من أن المصادر الفرنسية تتحاشى laquo;الخوضraquo; في ما تقصده بهذا القول، فإنه من الواضح أنها تدعو للاستفادة من وجود الرئيس اليمني في السعودية لتسريع تطبيق مضمون المبادرة الخليجية التي تنص في أحد بنودها على تخلي الرئيس اليمني عن السلطة.

وتعتبر باريس، في إطار نظرتها للتحولات الأساسية التي يعرفها العالم العربي أن الوصول إلى الديمقراطية لا يمر بالضرورة عبر الثورات كما حصل في تونس ومصر أو عن طريق الحرب كما في حالة ليبيا واليمن، بل إن هناك laquo;مسارا آخرraquo; يتمثل بشكل خاص بما يعرفه المغرب الذي اختار الإصلاحات الدستورية والحوار مع القوى الحية وترك باب التظاهر مفتوحا لمن أراد ضمن إطار القانون. وأكدت المصادر الفرنسية أن ملك المغرب محمد السادس laquo;يريد الذهاب بعيدا في الإصلاحاتraquo;، كما أن المغرب يمكن أن يتحول raquo;نموذجاraquo; للآخرين في المنطقة مشيدة في الوقت عينه بما يشهده الأردن من عملية إصلاحية.