نيويورك: ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان الولايات المتحدة صعدت غاراتها الجوية في اليمن خلال الاسابيع الماضية بواسطة طائرات بدون طيار ومقاتلات ضد ناشطين مفترضين من القاعدة. وجاء تصعيد الضربات خلال الاسابيع الماضية في وقت يتعرض نظام الرئيس علي عبد الله للاطاحة من قبل تمرد شعبي.

وحسب نيويورك تايمز، فان الهدف من الضربات الاميركية هو منع انصار القاعدة في جنوب البلاد من الاستيلاء على السلطة مستفيدين من الفراغ السياسي الحالي. وكان رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية مايكل مولن اكد في مؤتمر صحافي في القاهرة الاربعاء ان الفوضى في اليمن تزيد من خطورة تنظيم القاعدة.

وقال مولن ان القاعدة في اليمن quot;خطيرة للغاية وتزداد خطورة مع الفوضى الراهنةquot;. واعتبر ان quot;ازدياد الفوضى والعنف في اليمن ليس سيئا لليمن فقط ولكن للمنطقة وللعالمquot;. واتخذت الاربعاء في عدن، كبرى مدن الجنوب، اجراءات امنية مشددة تحسبا لتسلل مسلحي القاعدة اليها.

وتشير الصحيفة الى ان العمليات الاخيرة جاءت بعد توقف استمر نحو عام، عقب تسبب المعلومات الاستخبارية الضعيفة في افشال مهمات قصف وتسببها في مقتل مدنيين، مما ابعد العمليات عن طابعها السري.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم ان عناصر الاستخبارات الأميركيين كانوا يحصلون على معلومات من خلال التنصت الالكتروني وتسريبات المخبرين، الا انه مع اتساع نطاق الصراع في اليمن ظهر خطر جديد تمثل في تسريب طرف لمعلومات حول وجود مسلحين خطيرين لتوجيه الطائرات الأميركي لضرب خصومه.

وقال مسؤول آخر ان ما جعل الامر اكثر صعوبة هو اندماج مسلحي القاعدة مع جهات او اطراف يمنية محتجة، ما يجعل مهمات القصف اصعب من دون ان تتهم الولايات المتحدة بالتحيز لطرف على طرف آخر.

وتقول نيويورك تايمز ان الحملة العسكرية الأميركية في اليمن تشرف عليها قيادة قوة العمليات الخاصة في وزارة الدفاع، بتعاون وثيق مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وان فرق التنصت والتجسس تعمل من صنعاء لتحديد الاهداف.

وتضيف ان القلق من احتمال اخفاق الحملة الأميركية، مع ضعف موقف حكومة الرئيس صالح، دفع السفير الأميركي في صنعاء الى الاجتماع بزعماء المعارضة لاقناعهم بضرورة استمرار العمليات العسكرية الأميركية، وان هؤلاء دعموا فكرة ضرب القاعدة بصرف النظر عن من يحكم صنعاء.

وتضيف الصحيفة ان حجم الحرب الأميركية في اليمن يعتبر واحدة من اكثر الاسرار كتمانا في ادارة الرئيس اوباما، مع قلق المسؤولين فيها من ان تؤدي الى اضعاف قبضة صالح على السلطة.

من جهته دعا الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري اليمنيين الى مواصلة انتفاضتهم ضد الرئيس علي عبد الله صالح، منتقدا بشدة مبادرة مجلس التعاون الخليجي الذي حاول ابرام اتفاق لانتقال السلطة بين الرئيس والمعارضة، ومتهما الخليجيين بانهم quot;اعوان اميركاquot;.

وتسيطر القاعدة في اليمن على مدينة زنجبار الواقعة جنوب شرق عدن، في محافظة ابين المجاورة. والثلاثاء، اعلنت وزارة الدفاع اليمنية ان ثلاثين عنصرا من القاعدة قتلوا خلال هجوم شنه الجيش على زنجبار.