مشهد إنتخابي من الجولة الأولى

بدأت جولة إعادة الانتخابات البرلمانية المصرية اليوم في 5 ديسمبر، وسط إقبال ضعيف على صناديق الاقتراع. ولوحظت عودة أعمال العنف والبلطجة التي غابت عن المرحلة الأولى، حيث سجلت عمليات تزوير، كما سقط قتيل في مدينة تلا محافظة المنوفية.


القاهرة:بدأت جولة الإعادة من الإنتخابات البرلمانية المصرية اليوم الإثنين 5 ديسمبر الجاري، وتستمر لمدة يومين، وبدا واضحاً أن الإقبال ضعيف جداً من جانب الناخبين للإدلاء بأصواتهم، مقارنة بالجولة الأولى، التي شهدت إقبالاً كثيفاً، حيث إصطف فيها المصريون في طوابير طويلة أمام لجان الإقتراع. وشهدت جولة الإعادة عودة ظاهرة البلطجة والعنف وسقوط قتيل في الإنتخابات، الحالة التي كانت قد إختفت تماماً من المشهد السياسي في مصر في الجولة الأولى التي أجريت يومي 28 و29 نوفمبر الماضي، فيما استمرت ظاهرة الرشاوى الإنتخابية والدعاية أمام اللجان.

إقبال ضعيف جداً

غاب مشهد اصطفاف المصريين في طوابير طويلة أمام لجان الإقتراع في جولة الإعادة من المرحلة الأولى من الإنتخابات البرلمانية بعد الثورة، لكن من المتوقع زيادة الإقبال من الناخبين بعد الثالثة عصراً، لاسيما أنه موعد انتهاء العمل في المؤسسات الرسمية، و كان الإقبال الضعيف ظاهراً في العاصمة المصرية القاهرة، والإسكندرية، وكفر الشيخ، فيما كان الإقبال متوسطاً في محافظات الفيوم وأسيوط والأٌقصر. وتأخر فتح 25 لجنة إنتخابية في محافظة البحر الأحمر لعدم وجود مندوبين للمرشحين، وكذلك الحال في عدد من اللجان في الإسكندرية، ولكن لسبب آخر هو عدم وجود ناخبين.

47 مرشحاً للإخوان

ووفقاً لتقرير صادر عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين فإن 47 مرشحاً تابعين له يخوضون معركة الإعادة اليوم وغداً، للمنافسة على 52 مقعداً في مجلس الشعب.

مشيراً إلى أنأحد ضباط القوات المسلحة رفض دخول كل المندوبين في لجان مقر مديرية الشؤون الصحية في ميدان العتبة في الدائرة السادسة قصر النيل، مبرراً ذلك بعدم وجود اعتماد من القوات المسلحة على التوكيلات وهو ما يخالف قرارات اللجنة العليا للانتخابات وقانون مباشرة الحقوق السياسية.

واتهم حزب الإخوان من وصفها بـquot;وسائل الاعلام المملوكة لعدد من رجال الأعمال بممارسة دور خطير لإفشال العملية الإنتخابية وتضليل الناخبين والرأي العام من خلال نشر أخبار كاذبة عن وقف الانتخابات في دائرة الساحل بشبرا ودائرة محرم بك في الاسكندرية، رغم أن اللجنة العليا للانتخابات أكدت عدم صحة هذا الخبر وان الانتخابات مستمرة في موعدها في كل الدوائر المقرر الإعادة فيها، وأشارت اللجنة إلى أن قرارات المحكمة الإدارية غير ملزمة لها بعد صدور النتائج وأن محكمة النقض هي الجهة المنوط بها الفصل في قرارات اللجنة بعد اعلان النتيجة. كما أكدت اللجنة العليا للانتخابات أنه في كل الأحوال لم يصلها أي قرار من محكمة القضاء الإداري لوقف أية انتخاباتquot;.

أبرز الوجوه

يتنافس في جولة الإعادة في الإنتخابات مجموعة من رموز الثورة والفلول أيضاً، إلى جانب مرشحي الإخوان، وعلى رأسهم المستشار محمود الخضيري أحد شيوخ القضاة وثورة 25 يناير، الذي ينافس رجل الأعمال طارق طلعت مصطفى شقيق هشام طلعت مصطفي قاتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، وذلك في الإسكندرية، ويعتبر مصطفى أحد رموز الحزب الوطني المنحل، فيما يتنافس حيدر بغدادي وهو من رموز الحزب الوطني المنحل في جولة الإعادة في القاهرة مع مرشح إخواني.

عودة البلطجة

وعادت ظاهرة البلطجية للمشهد الإنتخابي من جديد في جولة الإعادة، وكان أبرزها تحطيم مجموعة من البلطجية سيارة المستشار رئيس مركز اقتراع مدرسة أبو بكر الصديق التي تضم لجنتي 793 و 794، و سرقة بطاقات التصويت، وتم إعداد بطاقات بديلة وبدأت عمليات الاقتراع. فيما تجمهر عدد من موظفي اللجان الانتخابية في دائرة السيدة زينب، وتحديداً في مركز اقتراع مدرسة مصطفى كامل، وقطعوا الطريق، إحتجاجاً على استبدالهم بموظفين، بسبب مطالبتهم بمكافأة الجولة الأولى.

أول قتيل

غير أن الأخطر هو ما أعلنته الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي، التي تراقب الإنتخابات، حيث أوردت في تقريرها الأول عن جولة الإعادة سقوط قتيل في مدينة تلا محافظة المنوفية، وقالت quot;راح ضحية عنف متبادل بين أنصار مرشح الكتلة المصرية أحمد شوقي نصار ومرشح حزب الوسط حامد مصطفى العزب على مقعد الفئات في الدائرةquot;. وأضافت الجمعية في تقريرها quot;تأمل الجمعية ان يتم اولاً محاسبة المتسبب في الحادث، في محاكمة سريعة تشكل رادعا لوقف العنف والبلطجة في الانتخابات، لا سيما بعد أن أثبتت المرحلة الاولى أن المصريين يمكنهم اجراء انتخابات دون عنف و دون تزوير و دون تجاوزات عانينا منها كثيرا. وقال حزب الحرية والعدالة إن مندوبيه يشكون محاصرة عدد كبير من البلطجية في مراكز الإقتراع في مدرستي الأقباط و الحرية التجريبية في الأزبكية في الدائرة السادسة قصر النيل في القاهرة.

اضطرت قوات الجيش إلى استخدام القوة لإنهاء الإشتباكات التي نشبت أمام لجنة مدرسة الشهيد أحمد حمدي في الزهراء دائرة مصر القديمة في محافظة القاهرة بين انصار خالد حنفي مرشح الحرية والعدالة وأنصار المرشحين محمد العقاد و محمد عفيفي، على خلفية طبع أنصار مرشح الإخوان بطاقات تصويت مزورة.

وفي الأقصر نشبت معركة بالأسلحة الآلية بين عائلتين هما التراكي والهلايل في قرية الزينيقة في مدينة إسنا جنوب الأقصر، وتسببت بإغلاق 6 لجان أمام الناخبين، وتعود أسباب المعركة إلى الثأر، حيث ترصد مجموعة من أفراد عائلة الهلايل شخصاً من عائلة التراكي أثناء توجهه للجنة الإقتراع، وأطلقوا عليه النار أثناء إستقلاله سيارة أجرة ما أدى إلى إصابته و ثلاثة أشخاص بجروح خطيرة.

إستمرار الرشاوى

وفي السياق ذاته، إستمرت أعمال الرشاوى الإنتخابية، وكانت واضحة جداً في الإسكندرية، واتهمت منظمات تراقب الإنتخابات رجل الأعمال طارق طلعت مصطفى، بتقديم رشاوى وحشد موظفيه للتصويت لصالحه. وفي تقرير لمركز الشهاب لحقوق الإنسان، فإن مراقبيه رصدوا حشد 28 ميكروباص وأتوبيسي رحلات تابعة لشركات مصطفى، تحمل أشخاصاً، ويتجمعون في شادر كبير خلف قرية عبد الوهاب، وأضاف المركز أنه تم حشد 700 ناخب من العاملين في شركاته، مشيراً إلى أن المراقبين رصدوا عودة بعض الناخبين إلى مكتب مصطفى في منطقة سوق الزنانيري لاستلام مبلغ 200 جنيه و كيلو لحمة. ولم تقف الرشاوى عند حد الفلول فقط، بل رصد المركز توزيع أنصار حزب النور السلفي مبالغ مالية على بعض الناخبين أيضاً. ولفت إلى أن الشرطة حررت محضراً ضد مندوب حزب النور في لجنتي 399 و 400 داخل مدرسة موسى بن نصير الدائرة الرابعة غرب الإسكندرية بسبب الدعاية الإنتخابية. واتهم المركز أنصار حزب النور بتمزيق لافتات حزب الحرية والعدالة وتعليق ملصقات مرشحيهم مكانها.