عبّود الزمر

عبود الزمر هو أحد السجناء المصريين، أدين بتدبير عملية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات. يؤيد الزمر quot;المقاومةquot; ضد quot;المحتلينquot; في الشرق الأوسط.


بيروت:أراد الشباب الثوار الذين أطاحوا بالرئيس السابق حسني مبارك أن يفوزوا بالحرية، لكن بدلاً من ذلك يبدو أنهم يحصلون على المتطرفين الاسلاميين الذين يريدون تطبيق نظام أخلاقي صارم جديد.

عبود الزمر هو أحد السجناء المصريين، أدين بتدبير عملية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وكان صديقاً مقرباً من أيمن الظواهري، الرجل الذي يقود تنظيم القاعدة اليوم. وعلى الرغم من خروجه من السجن، إلا أن الزمر لا يزال يتحدث بإعجاب عن زميله السابق في الزنزانة، والذي يصفه بـ quot;الرجل اللطيف جداًquot;.

يؤيد الزمر quot;المقاومةquot; ضد quot;المحتلينquot; في الشرق الأوسط، أي الأميركيين والإسرائيليين. ويتخيل في ذهنه quot;مصر المثاليةquot; حيث سيحظر بيع الكحول، ويفصل الشواطئ (شواطئ مخصصة فقط للنساء)، ويعاقب اللصوص بقطع أيديهم، مع أنه يقول quot;لن يحدث ذلك، لأن اللصوص لن يجرؤوا على السرقة خوفاً من هذا العقابquot;.

حتى الأسبوع الماضي كان الإسلاميون مثله على هامش الراديكالية، لكن النتائج الاولى من الانتخابات التي جرت الاسبوع الماضي أظهرت نجاحاً مذهلاً للأحزاب الإسلامية.

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;تليغرافquot; إلى أن المرشحين الليبراليين يشعرون بالقلق من المتشددين، ويطلقون نداءات يائسة للمصريين لتقديم الدعم لهم في الجولتين المقبلتين من التصويت، مضيفة أن ثمانية مليون مصري أدلوا بأصواتهم حتى اليوم، وأن النتيجة النهائية ستظهر بعد عدة أسابيع.

وتظهر النتائج الأولية إلى أن الثوار من الطبقة المتوسطة، من المسيحيين والمسلمين، تلقوا ضربة موجعة، لأنهم لم يحصلوا على التأييد اللازم الذي يعبر عن قناعاتهم، بعد أن ملأوا ساحة التحرير في شهري يناير وفبراير لإجبار الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي.

انهم يريدون مزيداً من الحرية، ومع ذلك يواجهون الآن احتمال أن يفوز العدد الأكبر من البرلمانيين الاسلاميين المصممين على تطبيق الشريعة، وحظر الكحول، ومصادرة العديد من الحقوق التي تعتبرها النساء في مصر مضمونة.

يخاف الليبراليون من الرجال أمثال الزمر، الذي لم يعد مجرد ناشط، بل أصبح واحداً من سلسلة من الأحزاب المتشددة ذات الجذور الإسلامية، والتي كانت ممنوعة في مصر.

واشارت الصحيفة إلى أن المتطرفين لن يكونوا شخصيات هامشية، بل من المؤكد الآن أن يلعبوا دوراً كبيراً في مصر (سلبياً أم ايجابياً)، مشيرة إلى أن هذه الشخصيات مثيرة للانقسام، على الرغم من أن الزمر يصر على انه مستعد لتقاسم السلطة.

وقال الزمر في حديث مع الـ quot;تليغرافquot;: quot;نريد الإنضمام الى التحالف. يجب أن يتعلم الناس كيف يثقوا ويرتاحوا مع رؤيتنا الإسلامية، يجب أن يعلموا أننا نقدر قيم السلام والرحمة والعدالة والتنميةquot;.

أمضى الزمر 30 عاماً في السجن بتهمة قتل السادات قبل أن يطلق سراحه بعد الثورة التي أطاحت بخليفة أنور السادات، حسني مبارك، وهو اليوم أحد قادة مجلس الجماعة الاسلامية، التي يقدِّر أنها ستفوز بسبعة في المائة من المقاعد في البرلمان.

وفازت الجماعة الاسلامية المتحالفة مع حزب النور، أكثر من 20 في المائة من الأصوات، ولم يكن واضحاً كم من الأصوات فازت بها الجماعة الليلة الماضية، لكن يبدو انها في طريقها للفوز بمقاعد عدة.

ورأت الـ quot;تلغرافquot; أنه إذا تكررت هذه النتائج في الجولتين المقبلتينndash; كما يتوقع العدد الأكبر من المراقبين ndash; فإن حزب الحرية والعدالة من الناحية النظرية يمكن أن يشكل حكومة ائتلافية واسعة مع منافسيه الإسلاميين، وهو الأمر الذي سوف يرسل رعشات الخوف عبر العواصم الغربية.

ونقلت الصحيفة عن إيمان عبد الحميد شومان، محاضرة جامعية صوتت للكتلة الليبرالية المصرية هذا الاسبوع، قولها: quot;بالطبع نحن خائفون من الاخوة. بصفتي امرأة، أنا لا أثق بهم، وأنا لن ارتدي الحجاب على الرغم من أنني مسلمة ومن المفترض أن أكون حرةquot;.

في سياق آخر، يقول الزمر إنه لن يكسر معاهدة السلام مع اسرائيل التي وقعها أنور السادات عام 1979، مشيراً إلى أنه سيسعى الى اعادة التفاوض حول شروطها.

ويشدد على أن المسيحيين سيحظون بحماية أفضل خلال الحقوق الممنوحة لهم من قبل الشريعة الإسلامية، quot;وهذه الحقوق أفضل من الديمقراطية التي يمكن نظريا التصويت لإلغائها، فالإسلام يقول بحفظ الأقليات كحق وليس كمنحة. في فرنسا حظرت الديمقراطية النقاب، لكن نحن لا يمكن أبداً أن نحظر الكهنة أو الراهباتquot;.