أوباما يواجه شعبية يهودية متدنية

يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما حالياً أدنى درجات الشعبية لولايته الرئاسية بين اليهود، ويسعى الطامحون للرئاسة من الحزب الجمهوري للتودد إلى أنصار الدولة اليهودية.


القاهرة: لطالما دخل الرئيس باراك أوباما والجمهوريون في صدامات متكررة مع بعضهم البعض بشأن السياسة التي يتوجب إتباعها تجاه إسرائيل، وقد حُرِّضَ الجانبين مؤخراً عقب التعليقات التي أدلى بها السفير الأميركي لدى بلجيكا، وقال فيها إن قدراً من مشاعر معاداة السامية متجذر في التوترات الإقليمية بين إسرائيل وجيرانها.

وقد سعى الطامحون إلى الرئاسة من الحزب الجمهوري للتودد إلى أنصار الدولة اليهودية في منتدى أقيم يوم أمس الأربعاء من جانب الائتلاف اليهودي الجمهوري. وجاء هذا الصخب ليثير تساؤلاً هاماً: ما مدى أهمية إسرائيل من ناحية التصويت؟ وهو ما أجابت عليه مجلة فورين بوليسي الأميركية بقولها إن تلك الأهمية ليست كبيرة للغاية.

ثم مضت تشير إلى أن الاهتمامات الداخلية هي التي تحظى باليد الطولى عام 2012، في وقت يُشكِّل فيه الناخبون اليهود، الذين قد يكونوا أكثر اهتماماً بطبيعة الحال بدولة إسرائيل، نسبة صغيرة للغاية من جمهور الناخبين، حتى في الولايات الكبرى. بيد أن الموضوع الأقل اهتماماً قد يساعد على توضيح الخيارات بالنسبة للجمهوريين، الذين ينظرون إلى العلاقات مع إسرائيل على أنها من أبرز الأولويات الوطنية.

وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست بالتعاون مع محطة إيه بي سي نيوز، اتضح أن أكثر من ثمانية بين كل عشرة أميركيين يتحدثون عن القضايا الداخلية باعتبارها المسألة الأبرز لهم من ناحية التصويت عام 2012، بينما تحدثت نسبة تقل عن 2 % ضمن ذات السياق عن اهتمامها التصويتي بقضايا دولية، لم تستحوذ فيها حتى قضية الدولة الإسرائيلية سوى على حيز صغير من تفكيرهم.

إلى هنا، أوضحت المجلة أن الناخبين اليهود كانوا يشكلون نسبة قدرها 2% من الناخبين عام 2008. وقالت استطلاعات سابقة إن أوباما فاز في كافة أنحاء البلاد بفارق أصوات يقترب من 4 إلى ا على حساب منافسه المرشح الجمهوري جون ماكين. غير أن أوباما يواجه حالياً أدنى درجات الشعبية لولايته الرئاسية بين اليهود.

وأظهرت بيانات حديثة لمعهد غالوب، مُنِحَت لصحيفة واشنطن بوست، أن 51 % من اليهود موافقون على الطريقة التي يُسَيِّر من خلالها أوباما مهام وظيفته، مقابل نسبة تعترض عليها قدرها 42 %. ورغم محاولاته استمالة الجانب اليهودي، رأت المجلة أن فرص أوباما تقل، في ظل تزايد الحظوظ التي تنتظر الجمهوريين عام 2012.

وتابعت فورين بوليسي بقولها إنه رغم غياب الأشخاص الذين يتحدثون عن أن العلاقات مع إسرائيل باعتبارها عاملاً حاسماً في تصويتهم، إلا أن الموضوع قد يلعب دوراً أكثر أهمية في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عن الانتخابات العامة.

ولفتت المجلة في هذا الصدد إلى أن هناك جماعتين أساسيتين هما، الجمهوريين المحافظين والبروتستانت الإنجيليين البيض، تنظران إلى إسرائيل من منطلق أنها تحظى بأهمية خاصة. ويرى كثيرون في هاتين الجماعتين أن حماية إسرائيل هدف شديد الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة، فضلاً عن تعاطفهم الواضح مع الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين في النزاع القائم منذ سنوات طويلة بين الجانبين.

وختمت المجلة بتأكيدها أن إعلانات الدعم المتكررة من جانب أوباما ومنافسيه الجمهوريين المحتملين في انتخابات الرئاسة قد تعكس الطبيعة غير المتوازنة في وجهات النظر الأميركية بشأن النزاع الإسرائيلي ndash; الفلسطيني. وأشار استطلاع للرأي أجرته واشنطن بوست مع مركز بيو للأبحاث في أيلول/ سبتمبر الماضي إلى أن الأميركيين يقفون مع إسرائيل على حساب فلسطين بفارق أصوات تبلغ نسبته 4 إلى 1. وفي محاولة من جانبه لطمأنة المساهمين اليهود في الحملات الانتخابية، صرح أوباما الشهر الماضي قائلاً quot; نحن لا نساوم عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيلquot;.