يصب الكثيرون جام غضبهم على المعارضة السورية بسبب أنّ تشرذمها يطيل مدة الأزمة في سوريا ويطيل عمر النظام، ويعيبون عليها أن لو كانت هناك معارضة واحدة لخلقت جبهة قوية وتناغمت مطالبها مع المجتمع الدولي، وشكّلت لوبي ضاغطا على جامعة الدول العربية لحل الملف السوري ووقف نزيف الدماء.

ويتساءل مراقبون من اللاعب الرئيسي في المعارضة ومن وراءه ومن يحركه؟ وسط ما يتردد عن فشل اجتماعات المجلس الوطني السوري، وهيئة التنسيق الوطنية في القاهرة للوصول إلى قواسم مشتركة رغم أن هذه الاجتماعات كانت بطلب من دول عربية وبرعاية الجامعة العربية.

وكالأغلبية الصامتة على نظام بشار الأسد تقف أغلبية صامتة لم ترفع صوتها ضد أداء المعارضة السورية إلى أن تعالت الأصوات مؤخرًا ترفض سياسة الأمر الواقع التي يمارسها بعض المعارضين وممارستهم الاقصائية، مستهجنة منطق تصريحاتهم ورؤيتهم للحل.

وحمّل الناشط السياسي السوري محمد موسى، في تصريحات خاصة لـquot;إيلافquot; المعارضة السورية ما آلت إليه الأمور في سوريا عبر تسعة شهور، وقال إنه جلس مع معظم المعارضين في القاهرة إلا أن البعض يبحث عن الكراسي، وهمه المصلحة على حساب الدم السوري.

ورغم أنه أمل في وحدة المعارضة إلا أنه اعتبر هذا الأمر وهما وذلك لخلافات في الايدولوجيا وفهم الأمور السياسية، وطبيعتها وليس لانقسام المعارضة، كما يقال، بين الداخل والخارج.

الناشط السياسي السوري طارق شرابي، قال لـquot;إيلافquot; إنه لا بد من وحدة المعارضة السورية ونبذ الخلافات جانبًا، واعتبر أن مشكلة المعارضة السورية تتلخص في الأنا والأمراض التي ورثتها من نظام قمعي quot;قائد للدولة والمجتمعquot;، ورأى أن المعارضة السورية نهلت الإقصاء والاجتثاث، لافتًا إلى أن النظام quot;استفرد بالشعب في ظل معارضة تقطعت أوصالهاquot;.

من جانبه، قال المعارض السوري الكردي صلاح بدر الدين أن الجدل quot;لم يتوقف بعد حول ضرورات وآليات توحيد المعارضة السورية فالموضوع يتصدر طموحات السوريين وخاصة من هم في الداخل الذين يعانون تبعات الثورة على الاستبداد، ويقدمون الشهداء على مدار الساعة ويواجهون التحديات من كل نوع أمام الآلة العسكرية القمعية الإجرامية والحملات الإعلامية الظالمة الفاقدة للصدقية وأساليب المماطلة والتلفيقات الممنهجة التي يتبعها النظام مع الخارج الإقليمي والدولي بما في ذلك جامعة الدول العربية مما تضاعف كل هذه المخاطر من اهتمامات الشارع الوطني السوري الثائر بمسألة تكاتف واتحاد أطياف وتيارات المعارضة الوطنية في الداخل والخارج للتمكن من مواجهة نظام الاستبداد وتقليص المدة الزمنية لإسقاطه بتحقيق الانتصار وبالتالي وقف النزيف والتحضير لإعادة بناء الدولة الديمقراطية التعددية في ظل دستور جديد يضمن حقوق جميع المكونات الوطنية ويعزز التآخي والعيش المشتركquot;.

ولفت في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; إلى أمر آخرquot; يستدعي الإسراع في إعادة اللحمة بين تنسيقيات الثورة التي تعمل بصورة لامركزية متعددة المواقع ومراكز وكتل وتيارات المعارضة الوطنية وخاصة داخل الوطن الذين يتوزعون في كافة المناطق والمدن والبلدات التي بدورها تتميز بالتنوع القومي والديني والمذهبي وتحاول سلطة الاستبداد إثارة الفتنة في صفوفها على مبدأ ndash; فرق تسد ndash; والتلويح بالحروب الأهلية والطائفية، وغير ذلك معتمدة على الشروخ القائمة والمتفاقمة جراء إصرار المجلس الوطني السوري على وحدانية التمثيل الشرعي ورفض كل المقترحات والمشاريع الوحدوية خصوصا مشروع quot; المبادرة الوطنية لتوحيد المعارضة السورية quot; المقدم من كتلة الشخصيات الوطنية والديموقراطية والليبرالية التي تنادت في القاهرة منذ نحو أسبوعين وأودع نصه لدى الأمين العام للجامعة العربيةquot;.

وقال بدر الدين إن quot;الحل الوحيد لمواجهة هذا المخطط الرهيب هو إعادة الاتحاد والتفاهم بين صفوف الثائرين في الداخل وامتداداتهم بالخارج ونزول المهيمنين على قرار - المجلس ndash; عند رغبة الشارع الوطني السوري الثائر وقبولهم إعادة هيكلته من جديد برنامجا سياسيا ومواقفا وهيئات ولجان وخطط عمل فهم يتحملون المسؤولية التاريخية أمام الشعب السوري في أي تلكؤ أو تجاهل لنداء المخلصين من أجل التفاهم والاتحاد والعمل المشتركquot;.

وأكد أن quot;السوريين غير معنيين بمحاولات بعض الحكومات العربية والإقليمية في تفضيل وتمويل هذا الطرف أو ذاك من المعارضة أو تشخيصها بهذه المجموعة أو تلك أو تهميش أطراف أخرى عبر منابرها الإعلامية المعروفة بل أن الواقع على الأرض و البرنامج السياسي والموقف السليم بمجملها يشكل الأرضية التي تحدد قوى وأطياف وجماعات المعارضة الوطنية السورية فالثورة السورية لم تندلع بقرارات خارجية وستبقى وطنية تتعزز بدعم الجوار والإقليم والرأي العام والمجتمع الدولي والمقياس الرئيسي في فرز ndash; المعارضات ndash; هو الموقف من مسألتي: إسقاط نظام الاستبداد بنى ومؤسسات ورئيسا وخطابا عبر استمرارية الثورة وتوفير الحماية الدولية والحظر الجوي والمناطق الآمنة وكذلك إعادة بناء الدولة الديموقراطية التعدديةquot;.

واعتبر بدر الدين أنه quot;ليس مقبولا ولن يكون مقبولا أبدا طريقة وأساليب وخلفيات تشكيل المجلس الوطني السوري أو محاولات قبوله كأمر واقع ولن يقبل السوريون إطارا عنوانه الإخوان المسلمون وما يجري في مصر وليبيا وتونس يؤكد خطورة الموضوع فلسنا بصدد إعادة تشكيل مؤسسة وطنية تكون صورة ناصعة لثورتنا المجيدة فحسب، بل نحن في قلب معركة شرسة من أجل تحقيق طموحات شعبنا في التمهيد لإيجاد بديل أمثل من النظام الشمولي المستبد وليس الإتيان بنوع آخر من الشمولية المقيتة علمانية كانت أم دينية لا فرق ولذلك فالقضية التي نحن بصددها الآن أعمق من تعيين أشخاص في هذه اللجنة أو تلك بل هي ضرورات وطنية مصيرية تتعلق بإعادة بناء جسم سليم للمعارضة الوطنية في الخارج يكون انعكاسا مطابقا لثورة الداخل بتكويناتها وشعاراتها وطموحاتها وبقدر تضحياتهاquot;.

الى ذلك قال شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; انه لايمكن توحيد المعارضة السورية في المدى المنظور على الاقل، وبرر بأن ذلك سببه quot;التباين في الآراء في عدد من المسائل المهمة والشائكة حيث هنالك من يطالب بالتدخل الدولي وآخرون ينادون بعسكرة الثورة وتسليحها فيما لا تستطيع غاليية الاطر المعارضة تفهم حقوق الكرد المشروعة وكذلك حقوق الاقليات مع العلم ان الكرد يعدون القومية الرئيسية الثانية في البلاد ويبغ تعداد سكانها زهاء اربعة ملايين نسمةquot;.

وأكد أن quot;على المعارضة أن لا تتعامل مع مكونات سوريا بتفكير النظام ومنطأه الاقصائي والشوفيني، بل عليها ان تتفهم ان سوريا ملك لكافة مكوناتها دون تفضيل قومية على اخرى او طائفة على اخرىquot;.