لندن: قالت مجلة تايم إن الاستطلاع الذي أجرته على الانترنت لاختيار شخصية عام 2011 على غلافها، أظهر أن رئيس الوزراء اللتركي رجب طيب اردوغان هو الأكثر شعبية، والأقل شعبية في آن واحد.

فان اردوغان موضع ثناء بوصفه ربان الديمقراطية الإسلامية، وأسهم في تعزيز موقع تركيا بوصفها ثاني اقتصاد في العالم من حيث سرعة النمو. وهو الزعيم العالمي الأكبر نصيبا من الاعجاب بين العرب رغم انه ليس عربيا، كما أظهر استطلاع أجرته جامعة ماريلاند.

وتخرج حشود تثير حسد نجوم موسيقى الروك لاستقباله بالهتافات حين يضطلع بمهمات دبلوماسية.

ويبدو انه يتقن الفوز بمسابقات الشعبية على الانترنت أيضا، فان اردوغان كان أبرز المرشحين بلا منازع في استطلاع مجلة تايم على الانترنت لاختيار شخصية العام.

وحصل اردوغان على 122928 صوتا ليكون شخصية العام الأوسع نفوذا. وترك اردوغان الذي فاز بثلاث ولايات في منصب رئيس الوزراء منافسيه الآخرين يلهثون وراءه بفارق بعيد.

إذ جاء مهاجم نادي برشلونة ليونيل ميسي على سبيل المثال بالمركز الثاني حاصلا على 60 في المئة من الأصوات (74412 صوتا) مقابل 99 في المئة لرئيس الوزراء التركي.

ولكن طريق اردوغان لم يكن كله مفروشا بالورود، بل إن غالبية المشاركين في الاستطلاع صوتوا ضد اختياره شخصية العام على غلاف مجلة تايم.

وزاد عدد الأصوات المعارضة لاختياره على 180 الف صوت.

فكيف أفلح اردوغان في نيل لقب الشخصية الأوسع والأقل شعبية في آن واحد؟ يبدو ان حملة نشيطة على المواقع الالكترونية التركية وعن طريق البريد الالكتروني دفعت الجمهور العالمي إلى الاستمرار في التصويت.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال فان رسالة الكترونية متسلسلة تحذر الاتراك من النتائج المترتبة على اختيار اردوغان شخصية العام على غلاف مجلة تايم.

وتقول الرسالة quot;أرجو ان تتمكنوا من تصور النتائج المترتبة على الفوز في مثل هذا الاستطلاع بالنسبة لشخص يطمح في ان يكون سلطانا، وبالمشاركة في هذا التصويت ادعوكم الى عدم السماح بحدوث ذلكquot;.

والمعروف انه حتى اشد السياسيين حنكة لا بد ان يصنع بضعة اعداء خلال حياته السياسية. وتشير مجلة تايم الى ان اردوغان لم يخف استياءه من اسرائيل بعد غارتها على اسطول المساعدات الذي كان متوجها الى غزة عام 2010.

وانه حتى بين الأتراك أنفسهم يواجه معارضة عنيدة. فأكراد تركيا البالغ عددهم 14 مليونا يتركزون في جنوب شرق تركيا، ضاقوا ذرعا بوضعهم كمواطنين من الدرجة الثانية، على حد وصف مجلة تايم، مشيرة إلى أن الدستور التركي يسمح للحكومة التركية بمنع الأكراد من الاحتفال بمناسباتهم الثقافية والتحدث بلغتهم.

وجاء عنوان الموقع الالكتروني للتحالف من اجل الحقوق الكردية لاذعا يغني عن الشرح بقوله quot;مجلة تايم ترشح اردوغان وجرائمه شخصية العامquot;.

وتدعو المقالة التي تلي هذا العنون الى التصويت لاسقاط اردوغان في الاستطلاع وتوجيه رسائل الى مجلة تايم تعبر عن رفض ترشيحه.

وليس هذا الاستقطاب في الرأي مفاجئا. فعلى امتداد ثلاثة عقود تقريبا خاض حزب العمال الكردستاني حملة مسلحة ضد تركيا بأمل اقامة دولة كردية مستقلة.

وعملت تركيا منذ فترة طويلة لعقد صلح مع الأكراد، وامتدت محاولات اردوغان الأخيرة في هذا المجال من الحلول التوافقية الوسط الى القمع، كما ترى مجلة تايم، وشهدت الفترة الأخيرة تصعيدا في هجمات حزب العمال الكردستاني.

وتقول مجلة تايم ان مشاعر الحب والكراهية تضع اردوغان بالمركز الأول في الاستطلاع لاختيار أكثر الشخصيات شعبية والاستطلاع المعاكس على السواء.
ولكن ماذا عن الشخصيات الأخرى الأقل خلافية؟

جاء ستيف جوبز خامسا في استطلاع شخصية العام الأوسع شعبية بحصوله على 30047 صوتا، وجاء فريق القوة الخاصة الاميركية التي نفذت الغارة على منزل اسامة بن لادن في باكستان ثامنا وذهب المركز العاشر الى غابي غيفوردز عضو الكونغرس من ولاية اريزونا التي تماثلت الى الشفاء بعد إصابتها برصاصة في رأسها.

وفي استطلاع الشخصية الأكبر نصيبا من الكراهية جاء كيسي انتوني ثالثا ومن بين السياسيين الذين احتلوا المراكز العشرة الأولى على قائمة الشخصيات الأقل شعبية ميشيل باكمان (بالمركز الخامس) وسيلفيو برلسكوني (ثامنا) وباراك اوباما (عاشرا).

وفي حين أن المشاركين تكلموا بوصت عال لصالح اردوغان أو ضده فان رئيس تحرير مجلة تايم حسم قراره وستُعلن المجلة شخصية عام 2011 على غلافها خلال هذا الاسبوع.