النائب محمد الصهيود

اتهم النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الصهيود رئيس البرلمان أسامة النجيفي بالوقوف وراء دعوات المحافظات المطالبة بالتحوّل إلى أقاليم وبالسعي إلى تزعم السنّة في العراق. وأشار إلى أن دولاً في المنطقة تتخوف من الديمقراطية في العراق وتسعى إلى تفتيته.


بغداد: اتهم نائب عراقي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، رئيس البرلمان أسامة النجيبفي بالوقوف وراء دعوات محافظات بالتحول إلى أقاليم، وبالسعي إلى تزعم سنّة البلاد، واعتبر أن واشنطن ولندن قد دفعتا النجيفي إلى ذلك.

وقال النائب محمد الصيهود في مقابلة مع quot;إيلافquot; إن القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي بدأت بالتشتت نظرًا إلى أن لكل واحدة من فصائلها أجنداتها الخاصة. وأشار إلى أن دولاً في المنطقة تتخوف من الديمقراطية في العراق، وتسعى إلى تفتيته حتى تبين لشعوبها أن هذه هي مساوئ الديمقراطية. وهذا ما جاء في المقابلة:

هل تعتقد أن رئيس البرلمان القيادي في القائمة العراقية أسامة النجيفي يسعى إلى زعامة السنة وتوظيف ما يُسمّى بالإحباط السنِّي؟

نعم هو يحاول أن يكون زعيمًا سنِّيًا، من خلال طرح مشروع إقامة الأقاليم، لكن الشارع السنِّي يرفص هذا المشروع، وعبّر عن هذا في كثير من المناسبات،خصوصًا في محافظة صلاح الدين، وكذلك في المحافظات الأخرى، وفي النتيجة يصبح هذا المشروع سياسيًا، وليس طائفيًا.

المشروع بدأ به أسامة النجيفي، بعد زيارتين إلى الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وكرّسه في العراق، من خلال اجتماعه مع مسؤولي المحافظات المطالبة بالتحول إلى أقاليم، لذا فهو مشروع سياسي مبني على أسس طائفية، متناغم مع مشروع بايدن (جو بادين نائب الرئيس الأميركي) الذي طرحه لتقسيم البلاد وفق ثلاث مناطق: شيعية وسنية وكردية. وقد تم طرح المشروع في هذا الوقت تحديدًا، ليكون متزامنًا مع استلام العراق للملف الأمني بالكامل. ولذلك فإن النجيفي لا يريد أن يتزعم الطائفة السنية فحسب، وإنما يريد أن يكون أيضًا شخصية سياسية بارزة.

هل تعتقد أن القائمة العراقية تريد أن تجعل النجيفي زعيمًا سنيًا في المستقبل؟

القائمة العراقية لم تعد قائمة برأس واحد، وإنما هي برؤوس متعددة، ولكل من هذه الرؤوس مشروعه. السيد إياد علاويلهتوجّه، وأسامة النجيفيله توجّه كذلك، إضافة إلى الشخصيات الأخرى في القائمة، فلكل منهم توجهاته السياسية، والحقيقة أن القائمة العراقية تريد أن تجعل من النجيفي شخصية سنية، وهذا ليس المهم، ولكن المهم هو: هل أن السنّة في العراق يريدون أن يجعلون منه زعيمًا سنيًا؟ بتقديري: لا.

هل ترى أن مكوناتالقائمة العراقية صار كل منها يتحدث باسمه، وليس باسم القائمة؟ وهل تعتقد أن هذا بداية لتشتتها؟

نعم هذا هو واقع حال القائمة العراقية، فهي بالأساس مكوّنة من كتل سياسية، ولكل كتلة توجهات خاصة بها، وبعد انتهاء ما اجتمعت عليه، وهو التقدم للانتخابات العامة السابقة في مطلع العام الماضي بقائمة واحدة، صار كل منها يتصرف وحده بمعزل عن الآخر، لأن لكل منها مشروعه.

هل تعتقد أن الدول الإقليمية تريد أن تجعل من النجيفي زعيمًا سنِّياً؟

من الواضح أن مشروع إقامة الأقاليم مشروع دولي إقليمي، كي لا يكون العراق قوة في المنطقة، وهو إذا ما كان موحدًا ومعافى... فهو بالتأكيد قوة لا يستهان بها. لكن العراق لا يريد أن يهدد الآخرين بقدر ما يرفض سلب حقوقه، الدول الإقليمية، وتحديدًا المتطرفة منها طائفيًا، تحاول أن تقسّم البلاد على هذا الأساس الطائفي، وهي تملك أجندات خاصة بها في المنطقة، وتحاول أن تدعم هذه الشخصية أو تلك بما يتناسب مع توجهاتها.

يقال إن النجيفي قد اتهم بالطائفية بسبب مطالبته بحقوق المحافظات... ما هو رأيك؟

النجيفي يفترض به على اعتبار أنه رئيس البرلمان العراقي أن يعمل لكل العراق ولكل العراقيين، لا أن يعمل لمحافظات بعينها، وإذا سار في هذاالتوجّه، فسوف يتهم بالطائفية حتمًا.

هل تعتقد أن رؤساء القائمة العراقية يتسابقون في ما بينهم لزعامة المكوّن السنِّي؟

القائمة العراقية لم تعد تلك القائمة، المفترض أن يقودها رأس واحد، فهي الآن برؤوس قيادية متعددة، ولكل واحد مشروعه الخاص، لتنفيذ أجندات وتوجهات دولية وإقليمية.

من هو الأقرب إلى الدول الإقليمية لتلبية طموحاتها في العراق ... أسامة النجيفي أم إياد علاوي؟

كلاهما معًا.

هناك من يرى أن المالكي يُراد له أن يكون زعيمًا للطائفة الشيعية .. ماهو رأيك؟

أعتقد أن الموضوع غير موجود، والسيد المالكي أثبت بالملموس أنه رئيس وزراء لكل العراقيين، وليس للطائفة الشيعية... نعم هو من الطائفة الشيعية، ولكنه لا يعمل لهذه الطائفة وحدها، كما لا يعمل للطائفة السنية وحدها، وإنما لكل العراق، وأثبت هذا عمليًا.فعندما دعت الضرورة إلى أن يضرب المليشيات في الجنوب، وهي شيعية، أقدم على ذلك، كما إنه وقف بوضوح، وقال نحن لسنا مع إقامة الأقاليم، لأنها مقدمة لتقسيم البلد، وهذا يعني أنه يعمل كرئيس وزراء لكل العراقيين، الشيعة والسنة والعرب والأكراد والتركمان.

بماذا تفسّرون مطالب المحافظات السنِّية بالتحول إلى أقاليم؟

لابد أن نميّز بين السياسيين وعامة الناس... طلب الأقاليم يأتي من السياسيين. أما عامة الناس فلا تريد إقامة الأقاليم. والتوجّه في المرحلة المقبلة هو نحو مرحلة اللامركزية، بمعنى إعطاء صلاحيات أوسعللمحافظات، بموجب قانون يقرّه مجلس النواب، ويحدد صلاحيات الحكومات المحلية، وكذلك الحكومة الاتحادية. وإنني أرى أن مبررات إقامة إقليم صلاح الدين، غالبيتها واهية وغير مقنعة، خاصة عندما يقال إن هناك تهميشًا وإقصاءً للمحافظة، وأنا لا أفهم أين التهميش، وأين الإقصاء، ومحافظة صلاح الدين تمارس صلاحياتها من قبل أهلها بدون أي تدخل من الحكومة المركزية، شأنها شأن المحافظات الأخرى.

هناك محاولات لتغيير التركيبة السكانية لمحافظة صلاح الدين، وتحديدًا في مدينة سامراء، ومسؤولية المراقد الدينية فيها أنيطت بالوقف الشيعي... ما هو ردكم؟

في ما يخصّ مدينة سامراء فهي قضاء من أقضية صلاح الدين، ولكن إذا ما استمر السياسيون في إصرارهمعلى إقامة إقليم في صلاح الدين، فأعتقد أنه سوف يحدث تغيير إداري كبير في المحافظة، على اعتبار أن الكثير من الأقضية والنواحي فيها، ومنها سامراء وبلد والدجيل، سوف ترفض الانضمام إلى إقليم صلاح الدين، وبالنتيجة سوف يحصل هذا التغيير الإداري.

هل ترى أن هناك مشروعًا إقليميًا يسعى إلى تجزئة العراق؟

نعم هناك مشروع دولي إقليمي في المنطقة، يُراد منه تقسيم البلد وإضعافه، وهذا المشروعله أجندة في الداخل، ومدعوممن قبل دول إقليمية ودولية. وهناك دول لا تريد للديمقراطية أن تسود، ليس في العراق وحده، وإنما في المنطقة، لأن تلك الدول أنظمتها دكتاتورية مستبدة، وهذه كلها لا تقبل بنجاح الديمقراطية في العراق، ولذلك هي تحاول بطريقة أو بأخرى إفشال النظام الديمقراطي فيه وإضعافه وتفتيته،لكي يقال إن هذه هي مساوئ النظام الديمقراطي.