لقطة من شريط فيديو سرّب للمعارضة عن اقتحام الجيش لمدينة القورية في دير الزور

قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن الشعب السوري هو من يقرر إذا ما كان على الرئيس السوري بشار الأسد التنحّي أم لا، فيما كشفت مصادر مطلعة في الجامعة العربية عن وجود ضغوط تمارسها دول عربية عدة على رأسها العراق لتأجيل اتخاذ إجراءات حاسمة ضد نظام الأسد.


كشف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عن توافر معلومات من سوريا تفيد بأن نظام الرئيس بشار الأسد سيوقّع على المبادرة العربية الصادرة من الجامعة العربية لوقف آلة القتل المستمرة في سوريا منذ أشهر.

وقال ابن جاسم لصحيفة quot;الحياةquot;: quot;وصلتنا معلومات عن موافقة النظام السوري على توقيع البروتوكول العربي، وسننظر إن كان هناك توقيع من عدمهquot;.

وبخصوص إن كانت الجامعة العربية فقدت الحل بشأن الأزمة السورية، وإن كانت ستدعو نظام بشار الأسد إلى laquo;التنحّيraquo;، قال رئيس الوزراء القطري laquo;هذا الموضوع يخصّ الشعب السوري، ونحن سنحترم إرادته، ولكن ما نطلبه نحن هو وقف القتل والعنف، وسحب القوات، وإدخال الإعلاميين ليروا الحقيقة، وإخراج الأسرى من جانب النظام السوري، وهذا بالنسبة إلينا هو الأهمّ، ومن المهم أيضاً أن يتصالح الأسد مع شعبه، وقرار تغيير النظام يعود إلى الشعب السوري فقطraquo;.

وأضاف: laquo;الجامعة لا تزال صابرة على الوضع السوري، ونعرف أن هذا ممل للشعب، ولكن هناك تصعيداً مدروساً للضغط على الحكومة السورية لوقف القتل، يتم العمل عليه حالياًraquo;.

من جهة ثانية، كشفت مصادر مطلعة في الجامعة العربية، عن وجود ضغوط تمارسها دول عربية عدة، على رأسها العراق، لتأجيل اتخاذ إجراءات حاسمة من الجامعة العربية والمجتمع الدولي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت هذه المصادر لصحيفة الشرق الأوسط إن العراقيين يضغطون من أجل مزيد من الوقت، وكذا الابتعاد عن فكرة تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن.

وقالت المصادر إن laquo;مواقف غير حاسمة لبعض الدول تعرقل الحل، وتعقد الموقفraquo;، مضيفًا أن دخول العراق على الخط يأتي في محاولة أخيرة من جانب النظام السوري وحليفته إيران للإفلات من العقوبات العربية والدولية، وللحيلولة دون تدويل ملف الأزمة السورية، أو تحويله إلى مجلس الأمن، خاصة بعدما التقت أطراف من المعارضة السورية مع مسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا في الأسبوعين الأخيرين، تمهيدًا لعرض الملف السوري على الأمم المتحدة.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي التقى أمس وفدًا عراقيًا برئاسة فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي، حيث أطلعه الوفد على نتائج الوساطة التي يقوم بها، عبر المبادرة العراقية، مع الحكومة السورية وأطراف من المعارضة لحل الأزمة السورية.

وأوضح الفياض لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; بشأن نتائج مباحثاته في دمشق والجامعة العربية، أن سوريا أبدت موافقتها على الحل العربي والتوقيع على البروتوكول، وتوقع أن يقوم بتوقيعه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقر جامعة الدول العربية اليوم (الاثنين).

وقال: laquo;لقد ناقشت مع الدكتور العربي تفاصيل المبادرة العراقية، وهو ما طرحته على الإخوة في دمشقraquo;. وأضاف أن laquo;العراق قدم المبادرة إلى الجامعة، كي يقوم بتبنيها كجزء من الحل العربيraquo;. وتابع إن laquo;مبادرة الجامعة تتحدث أكثر عن حماية المدنيين. أما المبادرة العراقية فهي تتضمن تفاصيل للحل الدائم، والذي يؤدي إلى تجنب سوريا التدخل الخارجي والاقتتال الطائفيraquo;.

وحول مضمون المبادرة العراقية، قال الفياض إنها تتحدث عن حوار بين الحكومة والمعارضة، والدخول في مرحلة انتقالية، تؤدي إلى الإصلاحات المطلوبة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن تكون كل الحلول من خلال الاحتكام لصناديق الاقتراع، ومن ثم شراكة حقيقية بين كل القوى السورية.

وأضاف: laquo;لقد اتفقنا على زيارة سيقوم بها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى سوريا، ثم الجامعة العربية، لنقل تفاصيل المبادرة العراقية التي تستهدف الحل الدائم للأزمة السورية وتحقيق الاستقرارraquo;.

وردًا على سؤال عمّا إذا كان الوزير هوشيار سوف يعرض الطرح العراقي خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر الأربعاء المقبل، قال: laquo;إذا قامت سوريا بالتوقيع الاثنين (اليوم) فسوف يتم تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب، ويحلّ مكانه انتقال وفد الجامعة إلى سوريا تمهيدًا لتنفيذ إجراءات البروتوكول، وبعد ذلك ننتقل إلى تنفيذ تفاصيل المبادرة العراقية، التي ستكون جزءًا من الحلّ العربي، ومبادرة عربية كذلك، لأن العراق يقدمه إلى الجامعة العربية، لأننا نرغب في ألا يكون الحل خارج الخيمة العربيةraquo;.

وردًا على سؤال حول موافقة المعارضة على الطرح العراقي، قال الفياض laquo;لقد وافقت مجموعة من المعارضة السورية، التي التقينا معهاأخيرًا، ويمكن القول إن غالبية المعارضة السورية توافق على الحلّ في إطار عربي ورفض التدخل الخارجيraquo;.