واشنطن: ردت وزارة الخارجية الأميركية على تصريحات مصر الرافضة لانتقادات وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، التي دانت فيها معاملة السلطات المصرية للمتظاهرين، تحديداً النساء، أثناء موجة العنف الأخيرة بوسط القاهرة، بالتأكيد على أنها تصريحات ضرورية وليس تدخلاً في شؤون الدول أخرى.

وشددت المتحدثة باسم الوزارة، فيكتوريا نولاند، بأن أميركا ستواصل التعبير عن رأيها علانية فيما يتعلق وحقوق الإنسان حول العالم، مضيفة: quot;ولا نعتبر ذلك تدخلاً.quot;

وقالت إن كلينتون أجرت، الثلاثاء، محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء المصري، كمال الجنزوري، وكانت الاحتجاجات ضمن المسائل التي تحادث فيها الطرفان.

وجاءت تصريحات نولاند رداً على أسئلة متكررة وجهت إليها خلال الموجز الصحفي اليومي، الذي عقد بوزارة الخارجية، حيال تصريحات مصر، الأربعاء، الرافضة لانتقادات كلينتون.

وكان وزير الخارجية المصري، محمد عمرو، قد رد على تصريحات نظيرته الأميركية قائلاً إن القاهرة quot;لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية.quot;

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن عمرو قوله إن وزارة الخارجية quot;تقوم بإجراء الاتصالات والتوضيحات التي تتعلق بأي تصريحات من أي مسؤول أجنبي تتعلق بالشأن الداخلي المصري.quot;

وانتقدت الولايات المتحدة بشدة الحملة التي تشنها قوات الجيش المصري ضد المتظاهرين وخصوصا النساء بعد أن اعتدى جنود على فتاة مصرية بالضرب الشديد ما أفضى إلى تعريتها أمام الملأ.

وقالت كلينتون إن بعض الأحداث التي رافقت الاشتباكات quot;صادمة،quot; مضيفة quot;إن الحط المنتظم من مكانة النساء هو إهانة للثورة ومعيب للدولة ورموزها، ولا يليق بشعب عظيم.quot;

وأضافت خلال كلمة ألقتها بجامعة quot;جورجتاونquot; الاثنين بأن العنف جزء من quot;نمط بالغ الإزعاجquot;، متمثل في منع النساء من المشاركة في بناء نظام سياسي واجتماعي جديد وهو ما طالب به المتظاهرون في وقت سابق من هذا العام.

واستطردت: quot;المحتجات تم إلقاء القبض عليهن وتعرضن لانتهاك مرعب.. والصحفيات تعرضن لاعتداءات جنسية.. والآن النساء تتعرضن للهجوم والتجريد من الملابس والضرب في الشوارع.quot;

وكانت أعمال تفجرت بوسط القاهرة بعد مصادمات بين قوات الأمن المصري ومحتجين، الجمعة، أسفرت عن مقتل 11 شخصاً وإصابة المئات في المواجهات التي استمرت عدة أيام.

والأحد الماضي، عبرت كلينتون، عن quot;قلقها العميقquot; حيال أعمال العنف في مصر، وقالت في بيان quot;أدعو قوات الأمن المصرية إلى احترام وحماية الحقوق العالمية لكل المصريين بما في ذلك حقي التعبير السلمي عن الرأي والتجمع.quot;

ودعت السلطات المصرية إلى محاسبة من ينتهك حقوق المتظاهرين بما في ذلك قوات الأمن.

كما طالبت كلينتون المحتجين كذلك بالإحجام عن أعمال العنف، مضيفة: quot;على هؤلاء الذين يحتجون أن يفعلوا ذلك سلمياً وأن يمتنعوا عن القيام بأعمال عنفquot;.

وبدوره، أبدى البنتاغون انزعاجه من موجة العنف بمصر دون انتقاد الجيش المصري الذي تربطه به علاقات عسكرية وثيقة، وتقدم الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات كمساعدات عسكرية للدولة التي شهدت انتفاضة شعبية مطلع العام أطاحت بالرئيس السابق، حسني مبارك.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، النقيب جون كيربي، إن وزير الدفاع، ليون بانيتا أعرب عن قلقه البالغ حيال تجدد العنف بمصر.

وأضاف: quot;شاهدنا قيادات الجيش المصري تعتذر وهو أمر مشجع، ونأمل أن يحققوا في الأمر والتعامل معه بالوسائل المناسبة، هذه توقعات وزير الدفاع.quot;