غزة: رفض وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان اليوم تقديم اعتذار لدول الاتحاد الاوروبي التي هاجم مواقفها بعد ادانتها مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية ومدينة القدس قبل ايام اضافة الى هجمات المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين هناك.

وقال ليبرمان في اجتماع عقده اليوم مع عدد من السفراء الاسرائيليين في عدد من دول العالم quot;ان اسرائيل لن تعتذر لهذه الدول على السياسة التي تتبعها من خلال عمليات البناء في المستوطناتquot; مشيرا الى quot;ان ما يجب ان يحدث هو العكس تماماquot;.

وزعم quot;ان الديمقراطية الاسرائيلية ليس لديها ما تخجل منه حتى لو جرى مقارنتها مع الديمراطية العريقة في بريطانياquot; مشددا على quot;اننا لسنا بحاجة لنصائح بشأن كيفية التعامل مع مثيري الشغب وهؤلاء الذين ينتهكون القانون في الضفة الغربية او أي مكان من اسرائيلquot;.

وكان عدد من دول الاتحاد الاوروبي الاعضاء في مجلس الامن الدولي وهي المانيا وفرنسا وبريطانيا والبرتغال قد نشر ادانة شديدة لعمليات البناء التي تنفذها اسرائيل في الضفة الغربية وكذلك هجمات المستوطنين التي استهدفت الفلسطينيين في هذه المنطقة.

وردت وزارة الخارجية الاسرائيلية على هذه الادانة الاوروبية ببيان شديد اللهجة اتهمت فيه هذه الدول quot;بانها بدلا من مشاركتها في دعم الاستقرار بالمنطقة فانها تبذل جهودا غير لائقة في مهاترات تتعلق بدولة فيها نظام قانوني مستقل يعرف كيف يتعامل مع من ينتهك القانونquot;.

وقال البيان quot;انها وبسياستها هذه التي انتقدت الاستيطان تفقد مصداقيتها وتتحول الى دول غير ذات صلة بما يجريquot;.

وجدد ليبرمان اليوم الاحد مرة اخرى في تصريحات نقلتها الاذاعة الاسرائيلية العامة موقف وزارة الخارجية التي يقودها مشيرا الى quot;ان اسرائيل كانت تقوم بكل ما في وسعها من اجل الحد من الهجمات التي ينفذها نشطاء يمينيون اسرائيليون ضد الفلسطينيينquot;.

واضاف قائلا quot;ان تلك الدول الاوروبية التي اصدرت الادانة قبل ايام يجب ان تفهم ان عمليات البناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لا تشكل عقبة لتحقيق السلامquot; متهما الجانب الفلسطيني quot;بأنه هو من يضر بفرص السلام برفضه الدخول في مفاوضات مع اسرائيلquot;.

على الصعيد نفسه اتهم ليبرمان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس quot;بالكشف عن وجهه الحقيقي الاسبوع الماضي عندما سافر الى تركيا للقاء الاسيرة الفلسطينية المحررة امنة منى التي وصفها بأنها quot;ارهابية قتلت اسرائيلياquot;.

وقال quot;ان الرئيس عباس التقى خلال زيارته الاخيرة لتركيا مع عشرة quot;ارهابيينquot; اخرين من الاسرى الفلسطينيين الذين اطلق سراحهم في صفقة تبادل الاسرى الاخيرة التي اطلق فيها الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليطquot;.

ورأى ليبرمان quot;ان هذا هو الرئيس عباس في حقيقته وهذا هو المسار الذي يؤمن به وهذا هو سبب تجنبه المفاوضات مع اسرائيل وقد اثبت مرة ثانية انه ليس شريكا لاسرائيل في اي شيء وهو من يجب على دول الاتحاد الاوربي ادانة مواقفهquot;.

واتهم وزير الخارجية الاسرائيلي الفلسطينيين quot;بأنهم غير معنيين بتحقيق السلام مع اسرائيلquot; مشيرا الى انهم quot;يريدون تغيير الواقع القائم الان على الارض والعمل على تحويل الصراع الى قضية عالميةquot;.

ودعا ليبرمان الاسرائيليين الى quot;ضبط سياستهم وطريقة تفكيرهم نحو الواقع القائم وان يدركوا ان مفتاح علاقاتنا مع الفلسطينيين يجب ان يجري من خلال ادارة الصراع وليس من خلال العمل للتوصل الى حل معهمquot;.

وشدد على quot;ان هؤلاء الذين يدعون امكانية تحقيق السلام مع الفلسطينيين خلال السنوات القادمة مخطئون ومضللونquot; مشيرا الى quot;ان أي تنازلات اقليمية قد تقدمها اسرئيل لن تحل القضايا القائمة مع هؤلاءquot;.

ورأى ليبرمان quot;ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لا يمكن حله حتى تبرز طبقة وسطى مؤثرة ومزدهرة داخل السلطة الفلسطينيةquot;.

وفي حديثه عن التهديد الايراني شكك ليبرمان بجدية مواقف دول الاتحاد الاوروبي من البرنامج النووي الايراني ورغبتها الفعلية في وقفه.

وقال quot;للاسف فان انطباعي يؤكد ان بعض دول الاتحاد والمسؤولين الكبار فيها يتحدثون عن العقوبات على ايران فقط لتهدئة اسرائيل وليس من اجل وضع نهاية فعلية للبرنامج النووي الايراني.