باريس: ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان فريق مراقبي الجامعة العربية دخل اليوم الاربعاء حي بابا عمرو في حمص (وسط سوريا) معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان quot;بعض المراقبين دخلوا الى بابا عمرو في نهاية المطافquot;.
واوضح ان اهالي الحي رفضوا في البداية السماح للمراقبين بدخول الحي لان مقدما في الجيش السوري يرافقهم.
وقال المصدر نفسه ان اهالي بابا عمرو quot;طلبوا من رئيس اللجنة ان يدخل لمقابلة اهالي الشهداء والجرحى وليس فقط لمقابلة البعثيينquot;.
وتابع انهم ناشدوا اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي quot;تأمين علاج آمن للجرحى الذين اصيبوا في الايام الماضية وعددهم حوالى مئتين في بابا عمرو لانه يخشى ان يصبحوا في عداد الشهداء في مستشفيات الدولةquot;.
وقال المرصد ان quot;اللجنة توجهت بعد ذلك الى حي باب السباع حيث ينظم النظام فيه مسيرة مؤيدة جانب حاجز الفارابيquot;، على حد قوله.
من جهته، ذكر التلفزيون الرسمي السوري ان quot;المراقبين قاموا بجولة في عدد من احياء المدينة بينها بابا عمرو وباب السباعquot;.
وبدأ مراقبو الجامعة العربية الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين الف شخص، جابهتها قوات الامن السورية بالرصاص ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل في المدينة.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان المراقبين العرب لم يمكثوا الا فترة قصيرة في حمص للتمكن quot;من التحقق من الوضعquot; على الارض ولم يحولوا دون مواصلة حملة القمع في هذه المدينة.
وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي ان quot;الزيارة القصيرة للمراقبين لم تسمح لهم بالتحقق من الوضع على الارض في حمص (...) ولم يحل وجودهم دون مواصلة حملة القمع الدامية في هذه المدينة حيث تم قمع تظاهرات حاشدة بالقوة ما اوقع حوالى عشرة قتلىquot;.
واضاف quot;على المراقبين العرب العودة دون تأخر الى هذه المدينة والتمكن من التنقل بحرية في كافة احيائها ومن اجراء الاتصالات اللازمة مع كافة السكانquot;.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان قتلت قوات الامن الثلاثاء 20 مدنيا بينهم ثمانية في حمص.
وذكر المتحدث مجددا ان على المجتمع الدولي ان يبقى quot;متيقظا لاي محاولات لاخفاء او التسترquot; عن الوقائع وquot;الذي اعتاد على مناورات نظام دمشقquot;.
وبدأ خمسون مراقبا من الجامعة العربية الثلاثاء مهمة في سوريا من خلال زيارة حمص حيث تظاهر 70 الف شخص غداة مقتل اكثر من 30 مدنيا في هذه المدينة على ايدي قوات الامن السورية بحسب ما افاد ناشطون.
وسينتشر المراقبون اعتبارا من مساء الاربعاء في درعا (جنوب) وادلب وحماه (شمال) وفي ضواحي دمشق حسب ما اعلن رئيس البعثة الفريق محمد تحمد مصطفى الدابي لفرانس برس.
ووصف الدابي مهمة المراقبين الثلاثاء في حمص بquot;الجيدةquot; موضحا انه في طريقه لزيارة هذه المدينة مجددا. واعلن عن وصول 16 مراقبا عربيا اضافيا.
واوضح ان quot;مراقبين اخرين سيصلون تدريجيا حتى يتم تغطية كافة الاراضي السوريةquot;.
وخرج عشرات آلاف السوريين من الظل ومن بين الانقاض للتظاهر مطالبين العالم بانقاذهم من بطش نظام الرئيس بشار الأسد. وحين زار فريق المراقبين العرب مدينة حمص يوم الثلاثاء كان هدفهم رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد احمد مصطفى الدابي ، المستشار الأمني السابق للرئيس السوداني عمر حسن البشير.
ونطق الفريق الدابي بالكلمات الباهتة التي يتفوه بها امثاله في مهمات كهذه حين قال ان زيارته الى مدينة حمص كانت quot;جيدةquot; وانه سيعود لعقد مزيد من اللقاءات واجراء مزيد من الزيارات وجمع مزيد من المعلومات.
ولكن مراقبين يرون ان لا شيء من هذا يعني الكثير الآن لأن الحقائق كانت معروفة قبل الزيارة. والسؤال هو ما ستفعله الأطراف المختلفة في هذا الوضع الشائك ، وما إذا كان المحتجون سيبقون في الشوارع. فإذا لم يبقوا سيكون هذا انتصارا كبيرا للنظام السوري ولكنهم إذا واصلوا التظاهر فانهم سيؤكدون مخاوف الرئيس الأسد من ان يكون وفد الجامعة العربية حصان طروادة ليس من شأنه إلا تشجيع المعارضين على تحدي سلطته.
وسيتعين على الرئيس السوري حينذاك ان يواجه مأزقه المتمثل بالتمادي في استخدام القوة لإعادة المحتجين الى الأزقة التي خرجوا منها أو السماح لحركتهم بالتنامي والانتشار في انحاء البلاد الى ان يتضح حجم المعارضة الحقيقي ضد نظامه.
وكلا الخيارين سيكونان كارثة على النظام. فان استخدام العنف سيقضي الآن على ما تبقى له من مصداقية في الجامعة العربية. والأهم من ذلك ان الضغط سيتعاظم على روسيا التي يراهن الأسد على دعمها في الأمم المتحدة ولكن بوادر تفكك بدت تظهر في هذا الدعم ، للقبول بشكل من اشكال التحرك الدولي ضد النظام السوري. واشارت صحيفة الديلي تلغراف في هذا الشأن الى تزايد الحديث في اروقة مجلس الأمن الدولي عن quot;منطقة عازلةquot; لتمكين quot;المساعدات الانسانيةquot; من الوصول الى مدن مثل حمص.
ويلاحظ مراقبون ان رقعة المواجهة بين المحتجين والنظام تتسع ببطء وان من الصعب إيجاد منعطف فيها يعادل سقوط بنغازي بيد الثوار في ليبيا أو قرار ادارة اوباما بوقف الدعم للرئيس المصري السابق حسني مبارك. وقد يكون ما حدث يوم الثلاثاء في حمص بخروج الآلاف لإسماع المراقبين العرب صوتهم هو اللحظة التي ينتظرها العالم.
وكان العديد من المنتقدين وغالبية فصائل المعارضة نظروا بارتياب الى جهود الجامعة العربية متوقعين ان تمضي الجامعة وقتا طويلا قبل ان تخرج بخلاصات مبهمة. وقد يكون هؤلاء محقين في تحفظهم ولكن الانتفاضة السورية اكتسبت زخمها الخاص بها ، وحين تقدم بعثة المراقبين تقريرها النهائي قد يكون الزمن تجاوزه.
واشنطن تدعو إلى تمكين المراقبين من زيارة أي مكان يريدونه
من جهتها، دعت وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء السلطات السورية الى تمكين المراقبين التابعين للجامعة العربية من الوصول الى كل المناطق السورية، الا انها رفضت التعليق على حصيلة عمل هؤلاء المراقبين حتى الآن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر quot;انه ليس سوى اليوم الأول، ولم يشمل سوى حي صغير في حمصquot;. وجاء كلامه ردًا على التعليقات الأولية التي صدرت من رئيس بعثة المراقبين محمد أحمد مصطفى الدابي، واعتبر فيها ان زيارته الاولى الى حمص كانت quot;جيدةquot;.
وتابع المتحدث الاميركي quot;لا بد من السماح للمراقبين بالانتشار، ولنتركهم يقومون بعملهم وإعطاء حكمهمquot;، مضيفًا quot;من المهم ان يتمكنوا من الوصول الى كل المناطق للقيام بتحقيق كاملquot;، مطالبا بأن يتمكن المراقبون من الالتقاء بـquot;اكبر عدد ممكن من المعارضينquot;.
تأتي هذه المهمة للمراقبين العرب في إطار خطة وضعتها الجامعة العربية تقضي أيضًا بوقف أعمال العنف وإطلاق سراح المعتقلين وانسحاب الجيش السوري من المدن.