طهران: شددت كل من إيران والولايات المتحدة اللهجة في اليومين الماضيين، بعد تهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي بالنسبة إلى حركة النقل النفطية العالمي، في الوقت الذي تعرض فيه سفن البلدين قوتها في المنطقة.

إيران تهدد بمنع صادرات النفط عبر مضيق laquo;هرمزraquo; إذا فُرضت عقوبات أميركية بحقها

ورفض نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي الخميس التحذيرات الأميركية من إغلاق المضيق، مشددًا على أن إيران ستتحرك بحزم quot;للدفاع عن مصالحها الحيويةquot;.

يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي أكدت فيه طهران أن حاملة طائرات أميركية عبرت مضيق هرمز quot;من الخليج الفارسي للوصول إلى بحر عمانquot; في المنطقة، التي بدأت فيها طهران مناورات بحرية السبت. ويعدّ المضيق، الذي يشكل ما بين ثلث و40% من حركة النقل البحري للنفط العالمي، منطقة هشّة، حيث لا يتجاوز عرضه 50 كلم وعمقه 60 مترًا.

وقال الأميرال محمود موسوي إن quot;طائرة مراقبة إيرانية تعرّفت إلى حاملة طائرات أميركية في منطقة المناورات، حيث تنتشر سفن إيرانية، والتقطت صورًا، وصورت أشرطةquot; لها.

وعرض التلفزيون الإيراني هذه اللقطات، التي تظهر عن قرب حاملة طائرات أميركية تدخل من دون مواكبة quot;بحر عمانquot; من الخليج، بعد عبورها مضيق هرمز. ويبدو أنها حاملة الطائرات الأميركية جون سي ستينس، التي تعدّ من أكبر القطع الحربية الأميركية.

وأضاف الأميرال موسوي إن quot;هذا يثبت أن البحرية الإيرانية تراقب كل تحركات القوات (الأجنبية) .. في المنطقةquot;. وقال quot;ننصح القوات الأجنبية غير الإقليمية بأن تاخذ بجدية تحذيراتناquot; من دخول منطقة المناورات وفقًا للقواعد الدولية.

وتابع quot;إذا لاحظنا أن سفن دول أجنبية عن المنطقة لا تحترم المربع الأمني للمناورات فإننا سنتحرك ضدها بموجب القواعد الدوليةquot;. وبدأت إيران السبت مناورات بحرية في منطقة مضيق هرمز، تمتد على مساحة ألفي كلم مربع، ما يجعلها الأوسع نطاقًا التي تنظمها طهران. وللولايات المتحدة في الخليج قوة بحرية كبرى، أبرزها الأسطول الخامس المتمركز في البحرين. وكانت إيران هددت بإغلاق المضيق في حال فرض عقوبات غربية عليها لمنعها من تصدير النفط.

وقال قائد البحرية الإيرانية الاميرال حبيب الله سياري الأربعاء إن quot;إغلاقquot; المضيق سهل جدًا بالنسبة إلى القوات المسلحة الإيرانية، غير أنه ليس ضروريًا في الوقت الحاضر.

من جانبه، قال نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي هذا الأسبوع quot;لن تمرّ قطرة نفط واحدة عبر مضيق هرمزquot; إذا قام الغرب بتشديد عقوباته على إيران بسبب برنامجها النووي. على الاثر حذرت الولايات المتحدة طهران من أنه quot;لن يتم التسامح مع أي عرقلة لحركة الملاحة البحرية في مضيق هرمزquot;.

وردًا على التحذير الأميركي، قال الجنرال حسين سلامي quot;ليس لدينا شك في قدرتنا على تنفيذ استراتيجيات دفاعية لحماية مصالحنا الحيوية - سنتصرف بحزم وبشكل قاطع أكثر من أي وقت مضىquot;.

وتدرس الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، التي تفرض عقوبات على قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات الإيرانية، فرض عقوبات جديدة، تستهدف تصدير النفط الإيراني، بسبب برنامج طهران النووي المثير للجدل.

إضافة إلى إيران، ثاني دولة منتجة للنفط في منظمة أوبك، تصدر الدول الخليجية الأخرى، خصوصًا السعودية والكويت والعراق وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، قسمًا من نفطها عبر هذا المضيق. وتتابع الأسواق النفطية عن كثب التوترات حول مضيق هرمز، الذي يمكن أن يؤثر إغلاقه بشدة على أسعار النفط.