الأميرال حبيب الله سياري |
تلعب إيران اليوم ورقتها الرابحة في مواجهتها مع الغرب على خلفية برنامجها النووي، وهي التهديد بإغلاق مضيق هرمز الذي تتدفق من خلاله شحنات النفط من تلك المنطقة كي توفر الإمداد اللازم لكثير من الاقتصاديات العالمية.
القاهرة: في ظل المواجهة الحامية الوطيس التي تخوضها إيران مع الغرب على خلفية برنامجها النووي، قالت اليوم مجلة التايم الأميركية إنه في الوقت الذي لم تمتلك فيه الجمهورية الإسلامية أي أسلحة نووية بعد، فإنها تلعب بالورقة الرابحة الوحيدة الموجودة في يدها: وهي التهديد بإغلاق مضيق هرمز الذي تتدفق من خلاله شحنات النفط من تلك المنطقة كي توفر الإمداد اللازم لكثير من الاقتصاديات العالمية.
وفي حديث له يوم أمس مع إحدى محطات التلفزيون الحكومي في بلاده، قال قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري إنه سيكون من السهل للغاية على قواته أن تغلق ذلك الممر، مضيفاً quot;تحظى إيران بسيطرة شاملة على الممر المائيquot;، وذلك في وقت تواصل فيه سفنه تدريبات مستمرة منذ 10 أيام قرب المضيق.
وحول هذا الأمر، قال جوناثان سكرودن، في تقرير حديث تم إعداده لصالح مركز التحليلات البحرية الذي تموله وزارة الدفاع الأميركية :quot;لقد أنشأت إيران سلاح بحرية بقدر كبير من اللاتماثل وغيرها من الإمكانات التي صممت خصيصاً لاستخدامها بطريقة متكاملة في القيام بعمليات في الخليج ومضيق هرمز، ويمارس السلاح تلك القدرات بصورة روتينية ويصدر بيانات يبدي فيها اعتزامه استخدامهاquot;.
وأضاف سكرودن quot;وتشكل تركيبة الإمكانات والنية المعلن عنها باستخدامها تهديداً موثوقاً على حركة الملاحة الدولية في المضيقquot;. وفي كلمة له أمام الكونغرس العام الماضي، قال جنرال البحرية جيمس كارترايت، نائب الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة quot; نعتقد أننا سنتمكن من الحفاظ على المضيق. لكنها ستكون مسألة وقت، أما التأثيرات والتداعيات من وجهة نظر عالمية بشأن تدفق الطاقة، إلخ، فستحظى بانعكاسات ربما وراء العمليات العسكرية التي من شأنها أن تستمرquot;.
هذا وتنص قوانين البحرية الدولية على العبور عبر المضائق دون عوائق، وأن أي تعطيل عسكري متعمد يعتبر عملاً من أعمال الحرب. وقال الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية في بيان من مقره في مملكة البحرين :quot;أي شخص يهدد بتعطيل حرية الملاحة في مضيق دولي لا ينتمي تماماً إلى مجتمع الأمم. ولن يتم التسامح مع أي اضطرابquot;.
غير أن المجلة أوضحت أن التلويح بالتهديد شيء وتنفيذه شيء آخر. ونقلت هنا عن ايوغين غولز، أستاذ في جامعة تكساس، في مقال سبق له أن كتبه في مجلة فورين بوليسي عام 2009، قوله :quot; بافتراض أن بمقدور إيران إغلاق المضيق بسهولة، فإن الدبلوماسيين الغربيين يعترفون بالنفوذ، والعادة الأميركية الحالية المتعلقة بالتعامل الفوري والعدائي مع الاستفزازات الإيرانية تهدد بنشوب تصعيد لا داعي له. وستدرك إيران أنه من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، أن تقوم بإغلاق المضيقquot;.
وهو ما يبدو أن معظم المفكرين العسكريين الأميركيين يتفقون عليه. وقالت المجلة إنه في الوقت الذي قد تواجه فيه البحرية الإيرانية تحديات في ما يتعلق بوقف حركة التجارة عبر المضيق، فإن التحركات الإيرانية لتنفيذ ذلك التهديد قد تحظى بالتأثيرات نفسها .
ومن بين النقاط الأخرى الجديرة بالاهتمام، وفقاً لما ذكرته التايم، هي أن إيران تتحصل على نصف قيمة ميزانيتها الوطنية تقريباً من صادرات النفط التي تمر عبر المضيق. لكن إذا أقرت الجولة المقبلة من العقوبات استمرار فرض حظر على النفط الإيراني، فلن تكون هناك إمكانية لوقف إقدام إيران على العمل العسكري على هذا الصعيد.
وفي دراسة نشرت عام 2010 في كلية الدراسات العليا البحرية، قالت برينا سكنارز : quot;في وقت قد يكون فيه إغلاق المضيق أمراً ممكناً بالنسبة لإيران لفترة وجيزة من الوقت، فإن الجيش الأميركي سيدخل في نزاع مع إيران من أجل إعادة فتح المضيق بتكلفة كبيرة قد تتكبدها القوات المسلحة الإيرانيةquot;. ومع هذا، أكدت المجلة أن التصدي لإيران في ما يتعلق بمحاولاتها لإغلاق المضيق لن يكون بالأمر السهل.
وهو ما أكد عليه القائد في البحرية الأميركية، دانيال دولان، في تقرير أعده العام الماضي في كلية الحرب البحرية، بقوله : quot;نجحت إيران خلال السنوات الأخيرة في امتلاك آلاف من الألغام البحرية والطوربيدات ومئات من صواريخ كروز المتطورة وربما أكثر من ألف طائرة هجومية صغيرة سريعة وطائرة هجومية شاطئية سريعةquot;.
وفي السياق ذاته، حث دولان الولايات المتحدة وحلفائها أن يتصدوا لأي محاولات تقوم بها إيران لإغلاق المضيق. ولفتت المجلة في ختام حديثها إلى التصريحات التي أدلى بها نائب الأميرال مارك فوكس، قائد القوات الأميركية في المنطقة، مطلع العام الجاري، وقال فيها :quot;من الواضح أن الإيرانيين قد اتخذوا نهجاً سيحاولون أن يستعينوا فيه بقوارب صغيرة وأسراب وصواريخ كروز وألغام وربما زوارق انتحارية وغواصات صغيرة. ونحن نراقبهم بعناية شديدة، ونعلم أماكنهم وتحركاتهمquot;.
التعليقات