القاهرة: لا يزال مطار القاهرة الثلاثاء غارقا تحت طوفان الاجانب الذين يغادرون منذ ايام مصر هربا من الاوضاع المضطربة التي تعيشها البلاد منذ بدء الانتفاضة الشعبية غير المسبوقة المطالبة برحيل الرئيس مبارك قبل ثمانية ايام.
وبسبب التظاهرات المستمرة في مصر، شهدت حركة الطيران الجوي انخفاضا شديدا كما اعلن مدير مصر للطيران ايمن نصر.

واعلنت شركة مصر للطيران الغاء كامل رحلاتها الداخلية والخارجية المقررة بين الساعة 15,00 و08,00 اعتبارا من الاثنين حتى اشعار اخر موضحة ان هذا التوقيت سيتغير حسب ساعات حظر التجول.

كما علقت عدة وكالات سياحة رحلاتها في عز الموسم السياحي الذي يعتبر من اهم موارد البلاد التي زارها 14,7 مليون سائح خلال 2010.

وفي الوقت نفسه تعلن دول عزمها على اجلاء رعاياها من مصر.
فقد زادت كوريا الجنوبية اعتبارا من اليوم رحلاتها الجوية رحلة واحدة لتصبح اربع اسبوعيا بينما قامت تايوان باجلاء اكثر من مئة من مواطنيها.

واعلنت وزارة الخارجية النمساوية انها بدأت اجلاء مئات من رعاياها من مصر.

وامام صالة السفر الاولى ينتظر مئات الاشخاص تحت خيمة بيضاء كبيرة نصبت لايواء الذين لا يتمكنون من دخول صالة السفر المكدسة.
وقد وصلت المعلمة الانكليزية الشابة ناتاشا الى المطار في الساعة الثامنة على امل ان تتمكن من السفر في الساعة 19,00.

وقالت quot;في الحي الذي اقطنه سمعنا اعيرة نارية كثيرة والناس تقول ان الجيش قتل سبعة لصوصquot;.
من جهتها، تقول ناغولا (21 عاما) الطالبة الكورية الجنوبية التي جاءت الى القاهرة لتعلم اللغة العربية quot;كان من المفترض ان ابقى اسبوعا اضافيا لكن سفارتي نصحتني بالرحيلquot;.

وبين الذين ينتظرون طائرات ايضا عدد كبير من مواطني دول خليجية.
الا ان حالة الفوضى التي سادت المطار السبت والاحد تحسنت قليلا على ما يبدو خصوصا بفضل تدخل موظفي السفارات الذين ارتدى بعضهم سترات عليها اسم دولهم ويقومون بتسهيل اجراءات سفر رعاياهم.

وامتلأت ساحة الانتظار امام الصالة بالسيارات التي تتبع بعضها البعثات الدبلوماسية.
والوضع في هذه القاعة يبدو افضل من اقسام اخرى للمطار مثل الصالة رقم 3.

ويقول فرنسي مغادر quot;يوجد بالطبع ازدحام كبير لكنه ليس اكبر مما يشهده مطار شارل ديغول الباريسي في بداية العطلات الطويلةquot;.

وكان المطار نفسه شهد امس ازدحاما شديدا مع اضطراب الوضع في مصر بسبب التظاهرات الحاشدة المطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك.
وتزاحمت مجموعات كبيرة من السياح والاجانب المقيمين في مصر وكذلك من المصريين القلقين، الاحد على مكاتب حجز تذاكر السفر في المطار في محاولة لمغادرة البلاد باي ثمن.

وتواجه مصر انعكاسات الانتفاضة الشعبية التي تعصف بالبلاد منذ اسبوع من قطاع سياحي مترد واغلاق المصارف والبورصة ونقص في الوقود.
وتأثرت السياحة التي تعتبر من اهم موارد مصر، بشكل كبير منذ اندلاع حركة الاحتجاج التي اسفرت عن سقوط حوالى 300 قتيل حسب ارقام غير مؤكدة اعلنتها الامم المتحدة.