يؤكد مواطنون مصريون يعيشون في قطاع غزة، أن الرئيس المصري حسني مبارك يتحمل وحده مسؤولية ما يحدث في مصر.


علامات الحزن والاستياء بدت بارزة على وجوه أفراد العائلات المصرية المقيمة في غزة إزاء أحداث في بلدهم، بعض العائلات رفضت التصريح برأيها تخوفاً من استمرار نظام الرئيس حسني مبارك في الحكم ، فتعود تصريحاتهم عليهم سلبا، فيما كانت هناك عائلات أخرى مقيمة في جنوب قطاع غزة قبلت التعبير عن آرائها في أحداث مصر.

لا نصدق الذي يحدث!
فاتن (30 عاماً) مصرية تعيش في قطاع غزة بدأت حديثها بتعجب وذهول من الأحداث الدائرة في مصر بقولها:quot; لم أتوقع أن يحدث هذا في في مصر التي يذهب الكل لها للراحة والاستمتاع quot; ، وتابعت :quot; بذهول وخوف نتابع أنا وزوجي الأحداث على مدار الساعة عبر التلفاز وحين تنقطع الكهرباء لا نصدق الذي حدث ومازال يحدث لمصر الحبيبة quot; .

فيما عبرت فاتن عن حزنها وقلقها في ظل انقطاع خدمة الاتصال مع عائلتها التي تستقر في مدينة القناطر التي تعتبر بعيدة عن مكان التظاهرات، وقالت:quot; مبارك ليس وحشاً !،و فعل الكثير لمصر ولا أحد ينكر ذلك ،ولكن الشعب المصري بعد سنوات الصمت انفجر وأصبح يريد الإصلاح quot;

تمنيات بهدأة الأوضاع
أما زوج فاتن، مؤمن سلامة الفلسطيني الجنسية 37 عاماً فقد أبدي استيائه من شكل التظاهرات التي فتحت الباب لنهب وسلب الممتلكات الخاصة والعامة قائلاً :quot; عشت في مصر 21 عاماً ولم أشعر خلالها قط بعدم الأمان ، أمّا الآن فيحرس أخوين لي مع عدد من أبناء المنطقة الممتلكات الخاصة والعامة للحي منذ الساعة السابعة ليلاً وحتى السابعة صباحاً في نقطة الكيراتين محافظة 6 أكتوبرquot; . كما تمنى مؤمن أن تهدأ وتعود الناس لعقلها مشيراً أنهم لن يجدوا أفضل من حسني مبارك، وقال لو ترك حسني مبارك الحكم سيتولد فراغ أمني يسمح بتدخل خارجي يزيد الطين بلّةquot;.

مبارك يتحمل المسؤولية كونه سلبي
فيما انقطعت أم أحمد (55 عاماً) عن متابعة قناة الجزيرة مرجعةً السبب أنها أججت توترها وقلقها على عائلتها المقيمة في مدينة القاهرة ، وقالت :quot; أنا الآن في غزة ، لا أريد أن أذهب لمصر ، المهم أن تهدأ الأمور فيها quot; ، واستدركت أم أحمد قائلة : quot; لم أزور مصر منذ سنوات طويلة ، وحينما زرتها قبل شهرين صعقت من أحوال الشعب من بطالة إلى فقر إلى ضياع شباب في الطرقات quot; .

وتابعت :quot; الإصلاح واجب والتظاهرات يجب أن تخرج، ويجب أن يعيش الناس حياة جيدة ، الشعب المصري لا يستحق الإهانةquot; ، فيما ألفتت الانتباه إلى أن التغيير لا يأتي في ساعة ، وقالت : نعم..يتحمل مبارك كونه سلبي لأنه لم يشعر بشكوى الشعب من الفقر والبطالة والفساد ، ولكن الشعب المتظاهر بعد أن قدّم مطالبه يجب أن ينتظر حتى تنفذ مطالبه ، ولا يسمح بالدمار والنهب أن يأكل الأخضر واليابس مثل ما حدث في العراق وتونس.

مصر بلد مبارك
فيما رفضت فاطمة 33 عاماً المظاهرات الدائرة في مصر وقالت :quot; لو كنت موجودة في مصر لشاركت في مظاهرات سلمية ، وقدمت مطالبي دون أن أسمح بالذي حدث quot; وتابعت quot; الآن التظاهرات قدمت رسالة لمبارك بضرورة الإصلاح خلال هذه الفترة quot; .

في حين تعجبت فاطمة من المطالبات برحيل مبارك لدولة أخرى ، وقالت : quot; مصر بلد مبارك ولن نسمح بأن يفتش له عن مكان آخر للعيش فيه ،الآن الشعب فعل ما عليه ، وفي فترة الانتخاب القادمة سيكون الخيار متاحاً أمام الشعب لانتخاب من يريد، دون أن نترك أي مساحة فارغة لتدخل خارجي مغرضquot;

ثورة الإصلاح حق
فيما وصف سامي الغريب (55 عاماً) أحداث مصر بالمؤلمة وقال:quot; أنا فلسطيني عشت في مصر فترة طويلة ولم تمر عليّا أحداث كهذه في تاريخ مصر ، ولكني رغم ذلك أرى أنّ ثورة الإصلاح حق ، ويجب أن يثور أي شعب لصالح عملية الإصلاح ، مشيراً أن الثورة تدل على ارتفاع وعي الشعب quot; .

مشيراً لطبيعة الشعب المصري البسيط الذي يتميز بالطيبة والكرامة والإنسانية وآداب احترام الناس والفلسطينيين بشكل خاص المقيمين على أراضيه.

الحياد فلسطينياً هو الأفضل

من جهته أفاد المحلل السياسي الفلسطيني حسن عبده أن أيّ تأثير على مستقبل كيان مصر سيكون له التأثير الفوري ليس على قطاع غزة فقط، وإنما على مجمل المنطقة العربية.
فيما أشاد بمطلب الشعب المصري بالديمقراطية، وأفاد : المطالبة بالإصلاح السياسي والديمقراطي للنظام السياسي المصري هو مطلب إنساني وأخلاقي ، ويجمع كل العالم على أحقيته .

وتابع : هناك حدث فلسطيني كبير مفعم بالعاطفة والدلالات القوية ، وهناك تخوف على مستقبل بلد كبير مثل مصر ، ليست فقط أسر مصرية وانما أسر فلسطينية تضع اليوم يدها على قلبها تخوفاً من القادم .

بالنسبة لحجم تأثيرات أحداث مصر على غزة ، قال عبده : حجم التأثيرات تتوقف على طبيعة النظام القادم ومدى حجم التعبير وعمقه ، وتابع : لاشك أنّ التغيير بدأ بإغلاق المعبر لأحداث سياسية .

فيما لم يتوقّع أن تنجم أضرار كبير تأثراً بأحداث مصر وأفاد:أتوقع تغييراً إيجابياً ومفيداً نتيجة للتغييرات الجديدة.
وحول إغلاق معبر رفح وشائعات حول وجود أزمة في المحروقات نتيجة الأحداث ، أفاد عبده أنّه لا توجد أي أزمة في الغذاء أو المحروقات ، موضحاً : الحقيقة هي أنّ المواطن الفلسطيني في غزة أصبح يتعامل بعقلية تخزينية مع الأحداث ، ويتعامل بها بشكل فوري مع وجود أي مهدد بانقطاع التموينات الغذائية أو المحروقات وخلافه ، وبالنسب للمعبر فسيتم إعادة فتحه مع هدأة الأوضاع في مصر .

وفيما يتعلق بحياد المؤسسات الإعلامية والتصريحات السياسية فيما يخص بأحداث مصر، أوضح عبده حساسية الموقف وقال : من المعروف أنّ مصر حساسة لأي تدخل أجنبي تجاه التدخلات الأجنبية ، أو ربما تخوفاً أن يقال أن غزة تريد أن تناصر طرفاً على طرف ، وتابع : وبالطبع الحياد في هذه الحالة هو الأفضل تخوفاً أن تتهم أي مواقف وتصريحات فلسطينية بتشويه الحركة الشبابية الوطنية سواء بربطها بعلاقات إرهابية أو خارجية عموماً.

وعن توقعات دور الحركة الوطنية في مصر في إحداث تغيير في ملف المصالحة لاسيما مع تنصيب عمر سليمان نائب للرئيس أوضح عبده :الانقسام الفلسطيني حدث بأيدي فلسطينية ، واستدرك قائلاً : صحيح أنّ مصر لا زال لديها العديد من الملفات مثل ملف المصالحة وملف شاليط ، مشيراً إلى أنّ ملف المصالحة لا يمكن رهنه بالإرادة المصرية .

في حين أمل عبده أن يتم التحوّل الديمقراطي والإصلاح السياسي في مصر عبر الوسائل السلمية وليس من خلال العنف والخيار الدموي .