انطلقت اليوم أول فاعليات أسبوع الصمود في ميدان التحرير في القاهرة، فتوافد مئات الآلاف من المواطنين في تظاهرة احتجاجية غاضبة مطالبة بتنحي الرئيس المصلاي حسني مبارك. كما أقيم قداس يوم الأحد في الميدان، وتلاه إقامة صلاة الغائب عن أرواح ضحايا التظاهرات.


القاهرة: بعد التظاهرة المليونية في جمعة الرحيل، بدأ اليوم مئات الآلاف من المواطنين في التوافد إلى ميدان التحرير للمشاركة في أول فاعليات أسبوع الصمود التي دعا إليها المعتصمون في الميدان منذ يوم 28 كانون الثاني يناير الماضي.

في المقابل، عادت الحياة إلى شوارع القاهرة اليوم بشكل لافت، فخرج المواطنون إلى أعمالهم وفتحت المحلات التجارية والمصارف أبوابها، وشهدت الطرقات إزدحاماً شديداً كما هي عادت القاهرة في مثل هذا اليوم من أيام الأسبوع.

وقامت إدارة مرور القاهرة بتحويل مسار السيارات كافة إلى الطرق البديلة المحيطة بمنطقة ميدان التحرير، نظرا لإغلاق مداخله ومخارجه من قبل المتظاهرين المعتصمين، بينما قام المحتجون بتنظيم دخول الموظفين إلى مقار عملهم في الميدان وردد المتظاهرون معهم هتافات quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot; وquot;يسقط يسقط يسقط حسني مباركquot;.

وشهد ميدان التحرير إجراءات أمنية مكثفة من قبل رجال الشرطة العسكرية الذين قاموا بتكثيف إجراءات التفتيش على المواطنين الوافدين إلى الميدان من ناحيتي عبد المنعم رياض وطلعت حرب، بينما سيطر المحتجون على المداخل الأخرى حيث استقبلوا منها الأطعمة والأدوية التي رفضت قوات الجيش السماح بدخولها.

واختفى أنصار الرئيس مبارك الذين نشبت بينهم وبين المعارضين المحتجين مصادمات عنيفة خلال الأيام الماضية أوقعت نحو 13 قتيلاً وعشرات الجرحى، واستمرت قوات الجيش في التزام الهدوء في التعامل مع التظاهرات الإحتجاجية في الميدان.

وقام الشباب باستخدام دورات المياه الموجودة في المحلات التجارية التي تم تدميرها، مع تخصيص أماكن للرجال وأخرى للسيدات، كما تم توزيع مئات العلب من الكشري والعصائر على الموجودين في الميدان من قبل لجنة الإعاشة.

وبسبب اتساع مساحة الميدان قام المتظاهرون بإنشاء إذاعتين أخريتين للقيام بتغطية جوانب الميدان كافة، كما قاموا بنشر عدد من صور القتلى الذين سقطوا في المصادمات مع الشرطة وتحدث ذووهم عنهم مؤكدين على أن أبناءهمم لم يخرجوا إلا في تظاهرات سلمية.

توافد منذ الصباح الباكر الآلاف من المواطنين لينظموا المسيرة المليونية ليوم quot;أحد الشهداءquot;، حيث شارك المتظاهرون في حضور قداس الأحد الذي أقيم في الساعة الحادية عشر صباحاً بالتوقيت المحلي وأعقبته صلاة الغائب على روح القتلى الذين سقطوا في التظاهرات الإحتجاجية المطالبة برحيل النظام.

وقال القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير جورج إسحاق لـquot;إيلافquot; أن تجمع هذا العدد الكبير دليل على مدى كراهية الشعب المصري للنظام، مؤكدا على أن الرئيس مبارك يجب أن يفهم أن شرعيته أصبحت معدومة لأن من يقول أنهم منحوه الشرعية خرجوا إلى الشارع ليقولوا له quot;أنت كاذبquot;.

وأكد إسحاق على أن المواطنين مستمرون في التمسك بمطلبهم الرئيسي وهو تنحي الرئيس مبارك وتنازله عن السلطة بل ومحاكمته أيضا على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب المصري.

من جهته قال الدكتور أيمن نور لـquot;إيلافquot; أن لجنة العشرة التي تم تشكيلها من قبل الشباب لتمثيلهم تجتمع الآن لتقرر ما إذا كانوا سيوافقون على الحوار مع نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان، موضحا أن القرار سيتم إعلانه في وقت لاحق اليوم.

ورفض نور التعليق على المفاوضات التي تجريها لجنة الحكماء في محاولة منها لإنهاء الأزمة على الرغم من عدم تفويضها، مكتفيا بالقول quot;لا نريد الحديث عن أشياء يساء فهمها في الوقت الحالي، مصر الآن في مرحلة حرجةquot;.

وقد أعلنت لجنة الحكماء التي تضم عدداً من كبار الساسة والمفكرين المصريين في مقدمتهم عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية والدكتور أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق والناشر إبراهيم المعلم ورجل الأعمال نجيب ساويرس عن اختيار أبو المجد منسقا عاما والباحث عمرو حمزاوي متحدثا باسمها، وذلك في إطار اجتماعتها لتنسيق الجهود خلال الفترة القادمة للوصول إلى حل للأزمة السياسية.