تراجعت شعبية المعارض المصري محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال الإحتجاجات التي كانت تجري في مصر قبل تنحي الرئيس المصري حسني مبارك.


خصصت صحيفة لوس أنجلس تايمز الأميركية اليوم، تقريراً مطولاً للحديث عن حقيقة تراجع شعبية المعارض المصري محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عقب نجاح جموع الشعب المصري في إجبار الرئيس مبارك على التنحي.

وقالت في مستهل تقريرها إن الحماسة التي كان يكنها البعض تجاه الرجل قد تقلَّصت، بعد أن بات يُنظر إليه على أنه ثوري متردد يمكنه أن يلهم ولا يقود.
ومضت تدلل على ذلك بنقلها عن حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة والمنسق السابق لجمعية البرادعي التي أسسها من أجل التغيير، قوله:quot; لقد انتهى دوره كقائد للتغيير في مصر.
كانت أمامه فرصة تاريخية لتقديم الإصلاحات الحقيقية، لكن سفره المتكرر إلى الخارج أفقده المصداقية. كما أنه لم يغتنم تلك اللحظة، وقامت الآن حركة تمرد شبابية بإحداث التغيير الذي كان يفترض أن يحققه هوquot;.

في استطلاع للرأي بشأن مستقبل الرئاسة أجراه الأسبوع الماضي معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تبين أن 3 % فقط من المصريين يدعمون البرادعي.
وهي النسبة التي تزيد بنقطتين مئويتين عن النسبة التي حصل عليها زعيم المعارضة، أيمن نور، وتقل بكثير عن نسبة الـ 26% التي حصل عليها عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، الذي جاء على رأس القائمة التي أعدها المعهد للمرشحين لمنصب الرئيس، لا سيما بعد إعلانه عن عدم اعتزامه الترشح مجدداً لرئاسة جامعة الدول العربية.

ومضت الصحيفة تنقل في الإطار نفسه عن أحد زعماء المعارضة، الذي رفض الكشف عن هويته، قوله :quot; لا أعتقد أن البرادعي كان مقتنعاً بصورة تامة بينه وبين نفسه أنه الرجل الأصلح لقيادة عملية التغيير. وأنا أرى أن الأمر أصبح كالزواج القسري بينه وبين الشعب وبين المعارضةquot;.

وبدأت رحلة البرادعي إلى القاهرة عام 2009، بعد 12 عاماً قضاها في رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يوجد مقرها في فيينا، بعد أن استنجد به قادة المعارضة المصرية من أجل مساعدتهم.

ورغم أن البرادعي سبق له أن تعامل مع أنظمة حكم صارمة مثل نظام صدام حسين في العراق، وأحمدي نجاد في إيران، وكيم يونغ إيل في كوريا الشمالية، إلا أن براعته الدبلوماسية وحججه الأخلاقية لم تفعل سوى القليل لزحزحة حكومة مصرية، لطالما اُنتُقِدت بسبب قمعها للتعبير السياسي من خلال التعذيب والاعتقالات الجماعية.

وبغض النظر عن الجهود التي استطاع أن يبذلها خلال الفترة الماضية، أكدت الصحيفة أن عادة سفره ذهاباً وإياباً بين مقري إقامته في فيينا والقاهرة لطالما تسببت في إثارة غضب الناشطين، الذين اعتبروه منفصلاً عنهم للغاية.
وبعد إدراكه أن الحركة التي انطلقت في 25 كانون الثاني - يناير الماضي تبدو عازمة على الإطاحة بالحكومة، سارع بالعودة إلى مصر، وبدأ يشارك في الأجواء، لكن ذلك لم يحظ بالقبول من جانب كثيرين. ونقلت الصحيفة عن رجل أعمال يدعى أحمد حنا، قوله quot;لقد قَدِمَ من الخارج للتو. فما الذي يعرفه عن مصر؟quot;.