السليمانية:تظاهر نحو ثلاثة الاف من طلاب جامعة السليمانية، ثاني مدن اقليم كردستان العراق، السبت مطالبين رئيس الاقليم مسعود بارزاني بالاعتذار عن قيام حراس مقر لحزبه في المدينة باطلاق نار على متظاهرين الخميس ما ادى الى مقتل شخصين وجرح 57 اخرين.
ورفع المتظاهرون الذين لم تسمح لهم قوات الامن بمغادرة حرم الجامعة، لافتات كتب عليها quot;نطالب مسعود بارزاني بصفته رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني بتقديم اعتذار لمواطني السليمانية لما قام به حراس مقر حزبهquot;.
كما طالبوا باحالة المسؤولين والاشخاص الذين قاموا باطلاق النار على المتظاهرين الى المحاكم، فيما طالبت لافتة اخرى quot;باخراج القوات الكثيرة الموجودة داخل المدينةquot;.
وقال سردار حسن (19 عاما) احد المتظاهرين quot;اصبحت السليمانية الان عبارة عن ثكنة عسكرية (....) المواطنون ليس بامكانهم العيش بشكل طبيعي، لذا نطالب باخراج القوات خارج السليمانية فوراquot;.
وافاد مراسل فرانس برس ان عددا كبيرا من القوات الامنية انتشروا بشكل كبير فوق سطوح المباني العالية، اضافة لنشر عدد كبير من المدرعات العسكرية في الشوارع.
بدورها، قالت الطالبة فريشتة كريم (21 عاما) لفرانس برس quot;نحن كطلاب نرفض رفضا قاطعا استخدام السلاح ضد المتظاهرينquot;.
واضافت ان quot;استخدام العنف دليل على عدم استيعاب الديموقراطية من قبل سلطات اقليمquot;.
كما تظاهر نحو الف شخص في ميدان الحرية وسط السليمانية مطالبين باطلاق سراح المعتقلين خلال التظاهرات.
الى ذلك، تحولت جلسة مجلس النواب العراقي في بغداد الى جدل بين نواب التحالف الكردستاني وحركة التغيير الكردية المعارضة، بعد ان وجهت الاخيرة اتهاما للحزب الديموقراطي الكردستاني بفتح النار على متظاهرين عزل.
واتهم النائب حاجي شورش رئيس كتلة التغيير في البرلمان، في بيان تلاه خلال الجلسة حراس مقر الحزب باطلاق النار، قائلا ان quot;تظاهرة سلمية انطلقت الخميس تجاه الحزب الديموقراطي الكردستاني في السليمانية مطالبين بتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد والمفسدين وقاموا برمي الحجارة لكن مع الاسف قام الحراس باطلاق النار على المتظاهرين العزل ما ادى الى استشهاد فتى في الرابعة عشرة واصابة العشراتquot;.
واكدت مصادر طبية مقتل شخصين واصابة 57 اخرين بجروح جراء اطلاق نار خلال التظاهرة.
واضاف ان quot;قوات كبيرة مدججة بالاسلحة جلبت من خارج السليمانية قامت بالانتقام من تلك المظاهرة البطلة واعتقال عدد من المشاركين فيهاquot;.
لكن النائبة اشواق الجاف عن الحزب الديموقراطي الكردستاني احتجت بشدة وبصوت مرتفع لتقاطع شورش وتمنعه من مواصلة اكمال البيان لثلاثة مرات، قبل ان يرد على مقاطعتها قائلا quot;هذا هو اسلوب الاحزاب الحاكمة في اقليم كردستان الذين يواجهون الحجارة بالنارquot;.
بدوره، طلب رئيس البرلمان اسامة النجيفي من الجاف مغادرة القاعة اذا لم تلتزم بدورها بالكلام ما دفعها لترك الجلسة ومغادرة القاعة.
وقالت في اتصال هاتفي مع فرانس برس quot;ادين بشدة البيانات التي تثير الشارع الكردستاني وتؤدي الى سفك دم ابناء السليمانيةquot;.
واضاف البيان المقدم من كتلة التغيير انه quot;يدين حراس مقر الحزب الديموقراطي وانا اعترض لانه يثير الاوضاع ويعرض الابرياء للقتلquot;.
واشارت الى ان quot;المسيرة كانت سلمية ولكن لدى وصولها الى مقر الحزب تم انتهاك المواطنيين واستغلالهم لصالح جهات معينة وتسيس التظاهرةquot;.
وطالبت من اهالي السليمانية بquot;ضبط النفس وعدم السماح لاي جهة باستغلالهم لصالحهاquot;.
بدوره، اعتبر النائب محسن السعدون عن التحالف الكردستاني في بيان كون quot;التظاهرة مسيسة واقدموا على رمي الحجارة وكسر الابواب والشبابيك مما دفع بالحراس الى الدفاع عن انفسهمquot;.
وتسائل السعدون الذي لم يوجه اتهاما الى جهة معينة quot;هل مقر الحزب دائرة كهرباء او دائرة حكومية، انها تظاهرة مسيسة ولها اهداف خارجية، (...) المهم تم تصوير هؤلاء الذين قاموا بالتخريب وان اللجنة سوف تتوصل الى الفاعلين بكل سهولة لمعرفة انتمائاتهمquot;.
بدوره، اعتبر النائب فؤاد معصوم عن التحالف الكردستاني quot;الاعلام الخشن هو الذي خلق كل هذه الاجواء لهذه المعارضة في السليمانيةquot;.
واضاف quot;لم يكن هناك هجوم على التغيير ولم يكن اقتحاما بالتاكيد هناك طلق (ناري) من الذين دافعوا عن حياتهم، ونحن نشك ان هناك مدسوسين للنيل من الامن في كردستانquot;.
واضاف quot;نحن في التحالف الكردستاني وبالذات الرئيس مسعود بارزاني، وجه دعوة لعقد جلسات حول كل المسائل العالقة حول كل ما يريدون لكن قسما من هؤلاء يقاطعون الجلساتquot;.
وطالب بمعالجة الازمة عبر الحوار، قائلا quot;ليس امامنا الا الدخول في الحوار، ربما تكون هناك مشاكل كثيرة (...) بالتاكيد ما حصل على مقرات ردود فعل الاعلام الخشنquot;.
وتعرضت مقرات حركة التغيير خصوصا في محافظة اربيل، الى اعمال سرقة ونهب عقب التظاهرات.
واندلعت التظاهرة الخميس في السليمانية (270 كلم شمال بغداد) للمطالبة بتحسين الاوضاع عبر معالجة البطالة والقضاء على الفساد وبسقوط حكومة الاقليم، تخللتها اعمال عنف ادت الى وقوع قتيلين وعشرات الجرحى.
التعليقات