تتسارع الأحداث في ليبيا على وقع المجازر وارتفاع أعداد القتلى والجرحى، وقد أعلنت مصادر المعارضة الليبية وتصريحات شهود عيان سيطرة المحتجين الليبيين الداعين لإسقاط نظام الزعيم معمر القذافي سيطرة تامة على مدينة مصراتة، ثالث أكبر المدن الليبية. في وقت تواصل الدول الأجنبية إجلاء رعاياها من ليبيا بكل الوسائل المتاحة.


تتوارد الأخبار من ليبيا بشكل مكثف، لكن تأكيدها يبقى رهن بالبراهين التي تحملها، في ظل استمرار منع الإعلاميين من دخول البلاد، ولعل الصور واللقطات التي ينقلها شهود العيان أبلغ دليل على ما يجري هناك من مجازر بحق الشعب.

وقد تقاطعت تقارير من قوى المعارضة الليبية وشهود عيان تشير إلى سيطرة المحتجين الليبيين الداعين لإسقاط نظام الزعيم معمر القذافي بالكامل على مدينة مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر من طرابلس، ثالث أكبر مدن البلاد بعد طرابلس العاصمة وبنغازي، وإحدى أكبر التجمعات السكانية غربي البلاد، وهي المنطقة التي كانت حتى الأيام الماضية ما تزال خاضعة لسيطرة القذافي.

وكانت مناطق غربي البلاد قد ظلت بشكل كبير في قبضة القذافي الذي فقد منذ الأيام الأولى للإحتجاجات الشعبية سيطرته على الأجزاء الشرقية.

إجلاء الأجانب

في سياق متصل، وبالتزامن مع هذه التطورات، واصلت دول العالم سعيها الحثيث لإجلاء مواطنيها من ليبيا، فأعلنت كندا أن طائرة مستأجرة من قبلها ستنقل رعاياها من طرابلس إلى العاصمة الإيطالية روما الخميس.

أما كوريا الجنوبية، فطالب رئيسها لي ميونج باك في اجتماع للطوارئ عقده اليوم الوزراء المعنيين بإتخاذ كل الوسائل لضمان أمن الرعايا الكوريين في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد حالة من عدم الإستقرار السياسي المتنامي نتيجة للإحتجاجات ضد الأنظمة. واستمع الرئيس لي ميونج باك الى تقرير من وزير الخارجية حول السبل الرامية إلى التأكد من سلامة المقيمين والعمال الكوريين في المنطقة اضافة الى تقرير من قبل وزراء الاقتصاد المعنيين بشأن النفط. ودعا لي الوزارات المختلفة الى تحليل آثار أسعار النفط على الاقتصاد الكوري على نحو تام وإيجاد السبل الفعالة للتعامل مع ارتفاع أسعار النفط، كما أكد على الحاجة إلى تنفيذ خطوات صارمة لتوفير الوقود. وتقوم الحكومة الكورية حاليا بتشغيل مركز للتعامل مع الطوارئ في سول ومركز محلي آخر في ليبيا لضمان سلامة الكوريين هناك، فقد أعلنت الحكومة أنها سترسل طائرة تابعة للخطوط الجوية المصرية لإجلاء 260 عاملاً من مواطنيها مع عائلاتهم من ليبيا، وذكرت الحكومة أنها تفكر في استئجار طائرات أخرى ونقل رعايا بالبر والبحر، خاصة وأن هناك 1400 كوري جنوبي في ليبيا، يعملون في 300 منشأة.

كذلك من المتوقع أن تنطلق رحلات تقل نيجيريين من ليبيا إلى لاغوس الخميس.

وفي إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء، بينامين نتنياهو، أنه وافق على طلب السلطة الفلسطينية لإدخال عدد من الفلسطينيين العالقين في ليبيا إلى أراضي السلطة، وسيشمل القرار 300 فلسطيني.

أما لندن، فقد وفرت طائرة في طرابلس للراغبين بالمغادرة من رعاياها، وذكرت السفارة البريطانية في طرابلس أنها على اتصال مع 300 بريطاني، في محاولة لإيصال التعليمات إليهم حول سبل مغادرة البلاد جواً. بينما أرسلت فرنسا ثلاث طائرات للغرض نفسه.

من جهتها، أرسلت الولايات المتحدة سفينة ركاب إلى ميناء طرابلس ومن المتوقع أن تغادر الخميس بسبب الطقس السيئ، ويمكن للسفينة حمل 575 شخصاً، وستتجه بهم إلى مالطا.

من جهة أخرى طالبت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان ألمانيا باستقبال لاجئين من ليبيا بسبب الاضطرابات الدموية التي تشهدها البلاد حاليا. وقالت رئيسة فرع المنظمة في ألمانيا مونيكا لوكه في تصريحات لصحيفة quot;نويه أوسنابروكر تسايتونجquot; الألمانية اليوم يتعين على ألمانيا التخلي عن موقفها المعرقل لإنتهاج قواعد لجوء تضامنية في الاتحاد الأوروبي. وذكرت لوكه أنه عندما لا تستطيع إيطاليا الوفاء بالتزاماتها بشأن تطبيق إجراءات لجوء عادلة بسبب التدفق الكبير للاجئين الأفارقة إليها فإنه يتعين نقل طالبي اللجوء إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.

وقالت لوكه quot;ألمانيا مطالبة بذلك على نحو خاص بصفتها أكبر وأقوى دولة اقتصاديا في أوروباquot;. كما طالبت المنظمة الاتحاد الأوروبي بوقف فوري لتصدير الأسلحة إلى الدول المضطربة في المنطقة بعد حظرها تصدير الأسلحة إلى ليبيا. وذكرت لوكه أنه لا ينبغي على دول الاتحاد الأوروبي تكرار أخطاء الماضي، مشيرة إلى أن ألمانيا وحدها صدرت إلى ليبيا أسلحة بقيمة 1.53 مليون يورو عام 2009 .