سعى الرئيس اليمني الى استيعاب تحركات المطالبين باسقاط نظامه، فامر بحماية المتظاهرين وبتخفيف القيود على الحركة الاحتجاجية، التي اكتسبت زخما اضافيا مع انضمام مجموعات جديدة اليها.


صنعاء: طلب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح quot;توفير الحماية الامنيةquot; للاعتصامات في البلاد quot;بما يكفل عدم حدوث اي مواجهات او صدامات بين الطرفين والتعبير عن الرأي من قبل كل منهما سلميا في الاطار الديموقراطي وبعيدا عن اي اعمال عنف او فوضى او اساءات للآخرينquot;.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية اليمنية ان quot;توجيهات رئاسية قد صدرت الى الاجهزة الامنية بمنع حدوث اي احتكاك بين المشاركين في الاعتصامات المؤيدة والمعارضةquot;. وكان مؤيدو ومعارضو الرئيس اليمني المتظاهرون في صنعاء وفي مدن يمنية اخرى، اشتبكوا بشكل شبه يومي، وخصوصا في العاصمة حيث ينظم المطالبون باسقاط النظام اعتصاما مفتوحا امام جامعة صنعاء.

وارتفع الخميس عدد المشاركين في الاعتصام في quot;ساحة الحريةquot; امام جامعة صنعاء وازداد عدد الخيم المنصوبة في المكان، بعدما انضمت مجموعات جديدة الى المعتصمين بينها عشرات النساء من اتحاد نساء اليمن، وقياديون حزبيون ومعارضون، ووفد من نقابة الاساتذة الجامعيين.

وادى المعتصمون صلاتي الظهر والعصر، ورفعوا صور quot;الشهداءquot; واستبدلوا هتافات quot;الشعب يريد اسقاط النظامquot; بهتافات quot;الشعب يريد اسقاط الرئيسquot;، فيما كانت القوى الامنية المنتشرة حول المكان تخضع الداخلين والخارجين للتفتيش.

وقال احد المعتصمين ويدعى هاشم الابارة quot;ننتظر بفارغ الصبر ان يسقط القذافي حتى التركيز الى اليمن ويزول صالحquot;، في اشارة الى تركيز الاعلام العربي والغربي على الانتفاضة الليبية في وجه العقيد معمر القذافي.

وتعتبر موجة الاحتجاجات الحالية التي قتل فيها 15 شخصا حتى الآن، بينهم اثنان في هجوم على المعتصمين يوم الاثنين، الاكبر في وجه نظام الرئيس صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما. وقد دعت منظمة العفو الدولية الرئيس اليمني الى وقف قمع التظاهرات والسماح للمعارضين بالتظاهر السلمي.

واعتبرت ان الهجوم على المعتصمين يؤكد ان quot;التكتيك الاخرق الذي تعتمده قوات المن في جنوب البلاد يوم نفسه الذي تعتمده في باقي مناطقها. وشهدت محافظة عدن الجنوبية التي قتل فيها 12 شخصا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 16 شباط/فبراير، تظاهرات يومي الاربعاء والخميس شارك فيها المئات، من دون ان تتعرض لاي قمع، بحسب ما افاد مسؤول محلي.

وتوفي شاب يمني عاطل عن العمل في مستشفى في عدن متاثرا بجروح اصيب بها عندما اشعل النيران في جسده في بداية الاسبوع، بحسب ما افادت مصادر طبية. واكد افراد من الاسرة ان عبد الله محمد قاسم (27 عاما) quot;صب قرابة خمسة ليترات من مادة البنزين على جسده في بلدة جحاف بمحافظة الضالع (جنوب) يوم الاثنين (...) وذلك نتيجة ظروفه المعيشية الصعبةquot;.

وذكر صهره ويدعى خالد النقيب انه quot;منذ الانتفاضة التونسية، كان يتابع محمد الاحداث بشغف وربما تاثر بحادثة محمد بوعزيزيquot;، الشاب التونسي الذي اطلق شرارة الانتفاضة في بلاده بعدما احرق نفسه.

وقدم صالح خلال الايام القليلة الماضية لفتات اضافية تجاه معارضيه، ودعا الى اجراء حوار وطني ثلاث مرات منذ بداية الاسبوع، فيما عمد الى التراجع عن اعلانه الاثنين انه لن يتنازل عن الحكم الى في صناديق الاقتراع، مؤكدا انه يترشح لولاية جديدة في العام 2013.

وبعدما اعلن نواب من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم استقالتهم احتجاجا على quot;الاعمال القمعيةquot;، وجه 28 نائبا من الحزب رسالة مفتوحة الى صالح طالبوه فيها بتنفيذ اصلاحات quot;للخروج من الازمةquot;. واشار النواب في الرسالة التي تلقت فرانس برس نسخة منها الى السماح بالتظاهر السلمي، ومحاكمة مهاجمي المعارضين، واجراء حوار وطني شامل واعادة تشكيل القوات العسكرية على اسس نزيهة وغير منحازة.

وفي موازاة التحركات المطالبة باسقاط النظام، طالب انصار الحرك الحنوبي بالانفصال عن شمال اليمن. وتظاهر المئات في ابين والضالع ولحج ورددوا هتافات بينها quot;الشعب يريد تحرير الجنوبquot;، وquot;ثورة ثورة يا جنوبquot;، بعدما طغت الدعوة الى اسقاط النظام على التحركات الشعبية في الجنوب كما في باقي انحاء البلاد في الفترة الاخيرة.

وفي حادث منفصل، شن عناصر من تنظيم القاعدة ليل الاربعاء الخميس هجوما على مقر حكومي في ابين جنوب البلاد مما ادى الى اصابة خمسة اشخاص بينهم جنديان بجروح، بحسب ما افاد مسؤول محلي.