بعد توقيع معاهدة السلام المصرية ndash;الإسرائيلية عام 1979، وإقامة علاقات دبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب، وتوقيع اتفاقية وادي عربة للسلام بين الحكومة الإسرائيلية وحكومة المملكة الأردنية الهاشمية، فتح العالم العربي أبوابه أمام أبناء الأقلية الفلسطينية العربية في إسرائيل أو ما درج على تسميتهم quot;عرب إسرائيلquot;.


شهدت سنوات التسعين وبداية سنوات الألفية الثالثة حالة من انفتاح العالم العربي على عرب اسرائيل، حيث شهدنا خلال سنوات خلت زيارات قيادات عربية إلى الكثير من الدول العربية كان آخرها زيارة وفد لجنة المتابعة العربية إلى ليبيا في شهر نيسان/ابريل الماضي.

واليوم وفي ظل الأحداث الحاصلة في العالم العربي والتغييرات التي طرأت على المنطقة، ثمة جدل يدور بين quot;عرب اسرائيلquot; حول جدوى القيام بالتواصل مع العالم العربي، فقد تناولت الصحف الإسرائيلية بصورة تهكمية زيارة أعضاء الكنيست العرب إلى ليبيا واجتماعهم الى معمر القذافي وذلك بعد اندلاع التظاهرات في ليبيا والطريقة الدموية التي استخدمها القذافي لقمع المتظاهرين. وتسألت أين هم الآن أعضاء الكنيست العرب؟، ولماذا يصمتون؟ وما هو موقفهم بعد هذا القمع من الرئيس الليبي للمتظاهرين؟ مذكرة بموقف المديح الذي صدر عنهم بعد زيارتهم ليبيا.

مخوَل: لسنا مشاريع لتبييض أنظمة الاستبداد العربية وعمالتها لأميركا

عضو الكنيست السابق عصام مخوَل أكد في حديث لـإيلاف: أن هذا الانفجار الثوري العارم هو الشكل الجديد الذي ابتدعته الشعوب العربية للرد على نتائج الأزمة الرأسمالية العالمية، محذرا من المحاولات لطمس الطابع الاجتماعي الطبقي من وراء هذه الثورات وحصرها في المطالب الديمقراطية السياسية وحرية التعبير وإن كانت هذه مهمة بحد ذاتها.

وأضاف: quot;الطابع الاستبدادي للنظام المصري ليس مسألة أشخاص، أو سوء طالع، وإنما هو التعبير السياسي عن شكل سيطرة الرأسمالية المصرية، ويجب الإشارة والتحذير من وهم حياد الجيش المصري، إذ أن النخب العسكرية المصرية حمت نظام الاستبداد والاستغلال والفساد لثلاثة عقود، وشكلت مركبا مركزيا من الرأسمالية المصرية وتسيطر على مواقع مركزية في اقتصاد النظام.

وحول الدروس التي يجب التوقف عندها في ظل هذه الثورة الشعبية العارمة، قالquot; انه علينا طرح أسئلة صعبة حول سياسات quot;التواصلquot; مع العالم العربي وان نحدد تواصلنا مع الشعوب العربية وليس مع أنظمة قمعها. فنحن لسنا مشاريع لتبييض أنظمة الاستبداد العربية، ولا مشاريع لتطويع خصوصيتنا كأقلية قومية مناضلة في داخل اسرائيل، من أجل تطبيع العلاقة مع رموز أجهزة القمع المخابراتية في الدول العربية. واليوم نحن مطالبون بأن نكون صادقين مع أنفسنا، ومع جمهورنا. وعلينا أن ندين النهج الذي قاد بعض السياسيين، تحت ستار quot;التواصلquot; مع العالم العربي إلى التواصل مع أنظمة الاستبداد ورموز أجهزتها القمعية بدلا من التواصل مع ضحاياها، ووصل حد إجراء لقاءات رسمية مع عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية وأحمد الذهبي رئيس المخابرات الأردنية، في وقت شكل كلاهما ركنا هاما في المشروع الأميركي لعولمة أجهزة المخابرات ضد الشعوب، في إطار quot;الحرب على الإرهابquot;.

وتوقف مخول عند المجزرة المرعبة التي يرتكبها القذافي بحق أبناء وبنات الشعب الليبي البطل، (وهي ليست الأولى من نوعها)، وتسال بأي عين وبأي ضمير وطني وإنساني يمكن تبرير زيارة quot;التواصلquot; المهينة إلى خباء العقيد، الذي منع وفد السياسيين العرب من إسرائيل، من أي تواصل مع أية شريحة من شرائح الشعب الليبي ومثقفيه وسياسييه؟ ولا نستطيع أن نصفق بين يدي القذافي بالأمس، ثم نصفق لبطولة الشعب الليبي الذي يسفك العقيد دمه اليوم، من دون أن نلخص موقف نهج زيارة ليبيا، ونهج quot;التواصلquot; البائس مع أنظمة القمع والاستبداد الدموي من الخليج إلى المحيط.

ورأى أن مواصلة السكوت على هذا النهج يدمغنا جميعا، وقد جاء الوقت للاعتذار والتراجع عن هذه السياسات بشجاعة وتحمل المسؤولية عنها، على مستوى الأحزاب والقوى السياسية أولا وعلى مستوى لجنة المتابعة ثانيا، حتى يكون واضحا أننا مع الشعوب العربية ضد الامبريالية وعكاكيزها المتهرئة من أنظمة الاستبداد والقمع وأنه لا حياد في هذه المعادلة.

زعبي: رسالتنا سياسية واضحة

بدورها، قالت النائب حنين زعبي (التجمع الوطني الديمقراطي) لـquot;إيلافquot; :quot; أولا نحن جزء من الأمة العربية والعالم العربي، وكثيرا ما نشكو من صد أبوابه وعدم اهتمام بنا من قبل الأمة العربية، ونحن في علاقتنا ولقاءاتنا القليلة حتى الآن أتحدث عن quot;التجمعquot; نحاول إيصال رسالة سياسية للعالم العربي انه لا يمكن التعامل مع القضية الفلسطينية دون التعامل مع الجزء الذي بقي في وطنه، ورسالتنا الثانية لإسرائيل أيضا هي أننا جزء لا يتجزأ من العالم العربي، وإنها لا تحدد لنا من هو العدو من الصديق، فمثلا زيارتنا إلى سوريا تمخض عنها زيارات للأهل والتواصل بين العائلات، ولم يكن لأخ أن يرى شقيقه ولم يكن لهذه العائلات التواصل لولا طلب التجمع رسميا من الرئيس حافظ الأسد ومن بعده الرئيس بشار الأسد، هذا بالإضافة إلى آلاف الطلاب الجامعيين العرب الذين يدرسون في الجامعات الأردنية، ونحن نرى كحزب سياسي في إيصال هذه الرسالة السياسة، وقد تمخض عنها علاقات ثقافية وتجارية وتعليمية بين الأقلية الفلسطينية والعالم العربي.

وأضافت زعبي:quot; نحن نقول انه نريد من العالم العربي فتح أبوابه، ولكن هل يمكن القفز عن الأنظمة العربية، ففي الكثير من الأحيان نطلب تعامل خاص مع الفلسطينيين والتمييز بين التواصل والتطبيع، دون المرور عن الأنظمة. ونوهت إلى أننا نعرف انه قد ندفع ثمن ذلك أن نعطي شرعية للنظام العربي، ولكن أنا لا أرى أننا نعطي الشرعية، وارى أن المقولة السياسية تتعلق بمكانتنا كسكان فلسطين مع العالم العربي، ولا تتعلق بديمقراطية هذا النظام أو ذاك.

وعندما أقول إننا جزء من العالم العربي فهذا يعني أننا جزء من حسناته وسيئاته وأنا ارفض أن نكون بين سيناريوهين الأول إما أن تكون علاقات رسمية مع أنظمة وانه يبدو أننا ندعم استبداد النظام ونتملق له، وأما أن نكون أمام سيناريو ثاني قطع علاقتنا مع هذه الأنظمة كاملة كونها لا تمثل إرادة شعوبها. وهناك سيناريو ثالث وهو أن تكون علاقات مع الدول العربية دون التملق للنظام ومع طرح واضح يتعلق بحق الشعب العربي في نظام ديمقراطي يمثل إرادة شعوبه على كافة المستويات.

وأضافت زعبي: quot; صحيح أن البعض يقول لا تتواصلوا مع الأنظمة العربية بل تواصلوا مع الشعوب العربية، إلا أن ذلك لا يتم إلا من خلال النظام. ومع ذلك اعترف أن هناك إشكالية في الموضوع وعلينا عدم التهرب من طرحها، وان نكون صادقين مع أنفسنا وان نقر أن مطلب التواصل من الطبيعي أن يمر عبر الأنظمة وهو مطلب أساسي، بغض النظر عن طبيعة النظام وهذا لا يعني أننا نؤيد طبيعة النظام نفسه، وبالتالي يبدو أننا نؤيد طبيعة النظام. وأم أن مطلب التواصل مع العالم العربي منوط بشرعية النظام. وطبعا هذا سؤال شرعي وعلينا أن نطرحه دون الهروب من هذه الإشكالية ونفس الوقت أن لا نضحك على أنفسنا قبل الآخرين وان نربط تواصلنا فقط مع أنظمة ديمقراطيةquot;.