تجمع أمام المطار في طرابلس لاشخاص ينتظرون مغاردة ليبيا

رغم احتفاظ الزعيم الليبي معمر القذافي بالسيطرة على طرابلس حتى الآن فان العاصمة الليبية تبقى مدينة منقسمة تنذر الأجواء فيها بأنها مقبلة على تسوية حسابات.


إعداد عبدالاله مجيد: العاصمة الليبية طرابلس اليوم مدينة ذات أمزجة متناقضة بين عجالة الهاربين الذين يغص بهم المطار وقلق الباقين. ولكن عنف الأيام الماضية يتبدى في عيون الجميع.

تتوقف حركة السير بتوقف شاحنة تعقبها السيارات الأخرى كأنها تطيع اشارة مرور. ولكن ليست هناك اشارات مرور ضوئية. وفجأة يظهر وسط الشارع شاب مسلح برشاش ينتمي الى ميليشيا موالية للنظام. انهم انصار القذافي المتعصبون ، يؤكدون انهم مستعدون للموت من اجل القائد.

هناك ضباط شرطة بملابس رسمية ايضا ولكنهم يبدون مرتاعين إزاء تبختر افراد الميليشيا ويتركونهم يفعلون ما يشاؤون.

ويتوجه رجال الميليشيا صوب سبعة صحفيين ايطاليين دعتهم السفارة الليبية في روما لزيارة ليبيا ، بينهم فابريزيو كاسيا مراسل صحيفة كوريري ديلا سيرا. وتنقل الغارديان عن كاسيا ان فريق الصحفيين الايطاليين استأجروا سيارتين بشق الأنفس في المطار.

يقود السيارتين سائقان ليبيان من حقهما ألا يفكرا في تجاوز حاجز التفتيش. تتوقف السيارتان ويفتح رجال الميليشيا ابواب السيارتين بفظاظة دافعين الصحفيين الى الخارج.

يقول كاسيا انه ايطالي ويريهم جواز مروره مع تأشيرة الدخول وظل ابتسامة خفيفة لكسب ودهم. ولكن احد افراد الميليشيا يستشيط غضبا لدى سماعه كلمة quot;ايطاليquot; ويصرخ بعربية لا يفهمها المراسل الذي يتلقى منه لكمة في الوجه تطير نظاراته.

ولكن من حسن حظ مجموعة الصحفيين ان ينتهي الأمر بسلام. وتعاد نقود الصحفيين وهواتفهم الفضائية. ويقول كاسيا ان الشاب الذي ضربه مد له يده معتذرا فتصافح معه.

يشكل هذا الحادث مظهرا من مظاهر مدينة غاضبة اعصاب اهلها على وشك الانهيار ، مدينة تشعر بأنها محاصرة. فان المكان الذي أوقف فيه الصحفيون كان قريبا من مجمع العزيزية ، معقل الزعيم الليبي معمر القذافي ، الذي يشن منه هجومه المضاد على المنتفضين.

في هذه الأجواء قرر كثيرون الرحيل. ومنذ ايام تحول مطار طرابلس الدولي الى مخيم سكانه من المصريين والارتريين والتونسيين وغيرهم. وجه القذافي يطل على المسافرين من عشرات الملصقات في صالة المغادرة حيث يبدو ان نصف افريقيا تريد الرحيل.

نحو 10 آلاف شخص ينامون في العراء على بطانيات مهترئة ويحاولون بما لديهم من ملابس اتقاء زمهرير الشتاء. البعض يدفع رشوة للتقدم بضع خطوات في الطابور. ولكن المصارف خاوية والطريقة الوحيدة للحصول على دنانير ليبية هي في السوق السوداء.