للمرة الأولى يزيد عدد البريطانيين الآسيويين الداعين لوقف الهجرة إلى بريطانيا عن عدد البيض، وذلك بحسب استطلاع حديث.


لندن: خرج استطلاع للرأي بمفاجأة تتمثل في أن نسبة الذين يعارضون فتح الأبواب أمام المهاجرين تزيد في أوساط البريطانيين من أصول آسيوية عنها في أوساط البيض.

وجاءت النتيجة - التي توضح أن مسألة القلق إزاء الهجرة صارت تتجاوز التقسيمات العرقية - في استطلاع أجرته مؤسسة laquo;سيرتش لايتraquo; التعليمية وأظهرت أن 39 في المائة من البريطانيين الآسيويين يرفضون فتح أبوابها - على الأقل في وقت الشدة الاقتصادية هذا - مقابل 34 في المائة وسط البيض و21 في المائة وسط السود.

وقالت بعض صحف التابلويد التي سلطت الكثير من الضوء على هذا الاستطلاع إن النتيجة تأتي laquo;بمثابة صفعة على وجه حزب العمالraquo; الذي فتحت حكومته السابقة باب الهجرة على مصراعيه ووصفت معارضي ذلك بأنهم laquo;متعصبونraquo;.

وقالت دراسة بعنوان laquo;الخوف والأمل - سياسات الهوية الجديدةraquo;، أجرتها laquo;سيرتش لايتraquo; مستندة إلى الاستطلاع، إن فشل الأحزاب الرئيسية في التعامل مع هموم الشارع ومخاوفه إزاء أثر المهاجرين على مستوى الخدمات العامة في البلاد laquo;يهدد بنشوء الأحزاب اليمينية المتطرفةraquo;.

فقد قال قرابة نصف المستطلعة آراؤهم (48 في المائة) إنهم لا يمانعون في مناصرة حزب يميني متطرف شريطة ألا يستخدم صورا وشعارات فاشية وألا يلجأ إلى العنف.

وقال أكثر من النصف (52 في المائة) إن المسلمين laquo;يخلقون مشاكل في بريطانياraquo;.

ونقلت الصحف عن كاتب الدراسة، نِك لولز، قوله: laquo;الشباب عموما أكثر قبولا للتعدد العرقي في البلاد. لكن الظروف الاقتصادية مزعجة الآن وبالنسبة لنا نحن الذين نحاول وقف مد التطرف، فإن نتائج هذا الاستطلاع لا تترك لنا مكانا للاختباء. الخطر الحقيقي الآن هو القبول العام لنشوء اليمين المتطرفraquo;.

وأجرت الاستطلاع مؤسسة laquo;بوبيولاسraquo; بتكليف من laquo;سيرتش لايتraquo; بطرحها 91 سؤلا على أكثر من 5 آلاف مشارك، ولهذا فهو يعتبر الأكبر من نوعه.

وقد وجد أن تناول الناس لقضية الهجرة يعتمد الى حد كبير على مستوى تفاؤلهم أو تشاؤمهم إزاء حالة الاقتصاد.

وكما هو متوقع فإن اولئك الذين يخشون على وظائفهم ورفاههم المعيشي الآن وفي المستقبل يرون في الهجرة خطرا ماحقا عليهم.

ويذكر أن نسبة المهاجرين الى بريطانيا ارتفت بـ36 نقطة مئوية العام الماضي تبعا لتقارير laquo;مكتب الإحصاء القوميraquo;.

فقد دخل البلاد 572 ألف شخص وغادرها 364 ألفا في فترة الأشهر ألاثني عشر المنتهية في يونيو / حزيران 2010.

وتقول حكومة المحافظين والديمقراطيين الليبراليين الائتلافية إنها ستسعى لخفض عدد المهاجرين الصافي (الفرق بين الوافدين والراحلين) إلى عشرات (بدلا عن مئات) الآلاف بحلول العام 2015.

وقالت إن هذا ممكن بوضع سقف لعدد المهاجرين من خارج دول الاتحاد الأوروبي.