وسط حديث لم يقطع بصحته عن تغييرات أخرى وشيكة لمناصب مهمة في الدولة الأردنية، جاء قرار إعفاء رئيس الديوان الملكي وتعيين خلف له ليشكل حلقة مهمة أملتها مستجدات داخلية.


عاهل الأردن والى جواره ناصر اللوزي

عمّان: علمت quot;إيلافquot; من مصادر مقربة من القصر الملكي بأن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد التقى قبل ظهر اليوم رئيس الديوان الملكي ناصر أحمد اللوزي، وأبلغه أنه أدى قسطه الوطني بعد نحو ثلاث سنوات قضاها في المنصب، وأن إفرازات تأليف الوزارة الجديدة بقيادة معروف البخيت تتطلب تعيين قيادة جديدة للديوان الملكي.

وتؤكد المصادر أن الرجل الثاني في وزارة سمير الرفاعي المستقيلة الشهر الماضي، الدكتور خالد الكركي قد فوتح بأمر توليه الموقع الذي يعتبر في الداخل الأردني بأنه حلقة وصل بين الملك والحكومة ، بيد أن الدستور الأردني لا يرتب لشاغله أي صلاحيات، إذ علمت quot;إيلافquot; بأن ناصر اللوزي سيعين لاحقا عضوا في مجلس الأعيان الأردني ضمن توجّه لتعبئة مقاعد شغرت فيه مع تأليف الوزارة الجديدة الشهر الماضي.

الدكتور خالد الكركي

ورغم أن رئيس الديوان الملكي الجديد الكركي الذي شغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء السابق سمير الرفاعي، ووزيرا للتربية والتعليم قد شغل هذا المنصب قبل نحو عقدين في عهد الملك الأردني الراحل حسين بن طلال، قد خرج من حكومة أسقطها الشارع السياسي في الأردن على مدى أسابيع عدة قبل أكثر من شهر، إلا أن النقمة الشعبية على وزارة الرفاعي الثانية لم تطل الكركي الذي بقي بعيدا عن عاصفة الغضب الشعبي التي استهدفت الى جانب الرفاعي نائبه الثاني أيمن الصفدي الذي غادر القصر الملكي مستشارا للعاهل الأردني ليدخل وزارة الرفاعي الثانية، إذ أتهم بأنه عراب قرارات غير شعبية بقي الكركي بعيدا عنها، بل ولوحظ بأن الكركي لم يكن راضيا عن توجهات وسياسات حكومة الرفاعي الثانية.

ويثير موقع رئيس الديوان الملكي عادة في الداخل الأردني حساسية إستثنائية لدى الحكومة الأردنية كونها صاحبة الولاية العامة دستوريا، لكن لوحظ بأن رؤساء الديوان الملكي في العقدين الأخيرين قد مارسوا أدوارا سياسية هي في صميم إختصاصات وواجبات رئيس وزراء الحكومة الأردنية، إذ تشير الأعراف السياسية الأردنية إلى أن رئيس الديوان الملكي دوره الأساس تنظيم العمل داخل الديوان الملكي على مقربة من الملف، وتحضير الأجواء أمام البرنامج اليومي للعاهل الأردني، وهو حلقة الوصل بين الملك وحكومته، كذلك هو حلقة الوصل بين الملك والمواطنين، إذ أن رئيس الديوان هو الذي يتلقى الرسائل والعرائض التي تعرض على الملك.

ولا تُعرف بعد دواعي إعفاء رئيس الديوان الملكي السابق، ففي حين تقول تقديرات إن إخراجه من موقعه ليس إلا إستحقاقا سياسيا أملته حلقة التغييرات الأخيرة في الأردن، تقول إنطباعات بأن رسالة معارض أردني هو ليث الشبيلات أرسلت للملك، وتسلمها اللوزي، وإستهدفت الإصلاح في الداخل الأردني لكن بلغة قاسية جدا، هي التي عجلت برحيل اللوزي، خصوصا وأن اللوزي ذاته قد قام بزيارة لمنزل المعارض الأردني شبيلات، لم تتسرب وقائعها الى وسائل الإعلام، وبقيت سرا بين اللوزي وشبيلات الذي يحظى الآن بحماية أمنية رسمية طالب بها في ذيل رسالته للملك.