إختلف اثنان من أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي على فرع شركة كوكا كولا عندما بدأت نشاطها في ليبيا عام 2005، في محاولة كل منهما السيطرة على الشركة.

كشفت برقيات دبلوماسية أميركية مسربة ان اثنين من انجال الزعيم الليبي معمر القذافي اختصما من أجل السيطرة على فرع شركة كوكا كولا عندما بدأت نشاطها في ليبيا عام 2005.

وبحسب البرقيات التي نُشرت على موقع ويكيليكس فإن نزاعهما تحول إلى مواجهة مسلحة حسمتها ميليشيا أحد الإبنين. وقالت البرقيات ان الأخوين توصلا إلى تسوية عندما تدخلت ابنة القذافي، لكن بعد إصابة عامل واحد على الأقل وحبس أحد ابناء عمومة القذافي في صندوق سيارة وغلق معمل التعبئة التابع لشركة كوكا كولا أشهر عدة.

وقال مراقبون ان الواقعة تفتح كوة من وراء الكواليس لإلقاء نظرة على سلوك أفراد عائلة القذافي وإعطاء فكرة أوسع تبين كيف ان نزوات الأسر الحاكمة تسمم الأجواء المطلوبة لتحقيق التنمية الاقتصادية في بعض الدول العربية.
وكانت كوكا كولا وغيرها من الشركات الأميركية عادت إلى الاستثمار في ليبيا بعد تخلي القذافي عن برنامجه النووي ومكافأته على ذلك بتخفيف العقوبات. وفي عام 2005 فتحت كوكا كولا شركة تعبئة من خلال فرع محلي باسم شركة المشروبات العالمية.

لكن ما ان فُتح المعمل حتى بدأ نجلا القذافي معتصم ومحمد التنافس للسيطرة على شركة المشروبات. وخرج النزاع إلى العلن في أواخر 2005 بعد اسبوعين على تشغيل المعمل عندما قامت قوات موالية لمعتصم بإحتلال المعمل في طرابلس، كما أفادت برقية اميركية أُرسلت عام 2006. وتروي البرقية كيف ان عربتين عسكريتين محملتين بمسلحين اقتحمتا المعمل، وقيل للعاملين ان يغادروا المنشأة التي أُغلقت بعد ذلك. وسرعان ما سيطرت قوات معتصم على المعمل بعد اصابة عامل اجنبي وتدمير بعض المعدات.

وقالت البرقية ان السلطات الليبية لم تقدم أي مبرر قانوني لغلق المعمل رغم شكاوى مسؤولين اقتصاديين وتجاريين من الخسائر المترتبة على غلقه.

وبلغت المعركة ذروتها في شباط ـ فبراير عندما توجه ازلام معتصم إلى منزل اخيه محمد حيث اعتدوا على أحد ابناء عمومته وقاموا بخطفه quot;لتوجيه رسالة إلى المهندس محمدquot;، كما تقول البرقية.

وتلقى عضو في مجلس ادارة الشركة تحذيرا عاجلا بأن يغادر طرابلس قبل ان يعثر عليه أزلام معتصم.

وفي النهاية يبدو ان عائشة ابنة القذافي ضاقت ذرعا بولدنة الأخوين ونزاعاتهما فتوسطت بينهما للتوصل إلى تسوية. وبحسب البرقية فان التسوية كانت تقتضي من محمد ان يبيع حصته في معمل التعبئة مقابل إيعاز معتصم لرجاله بالكف عن مضايقة الشركة.

وقالت احدى البرقيات ان شخصا طالته تداعيات النزاع قال لمسؤول في السفارة الاميركية في طرابلس ان الواقعة أشبه بفيلم العراب الشهير عن احد زعماء المافيا. وقال هذا الشخص quot;نحن عشنا مشاهد الفيلم خلال الأشهر القليلة الماضيةquot;.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن كيري تريسلر الناطقة باسم كوكا كولا ان quot;فترة غموض اكتنفت ملكية معمل التعبئةquot; في ليبيا عام 2006 ولكن تم حل المشكلة في نهاية المطاف. واضافت ان المعمل توقف عن الانتاج والتوزيع بسبب الاوضاع المضطربة في ليبيا حاليا.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان الوزارة لن تعلق على ما كشفته البرقيات.