عانت وزارة المالية الفرنسية ضربة موجعة بعدما تعرضت أجهزة الكمبيوتر فيها إلى هجوم يُعتقد أن له علاقة بالصين.


لندن: الهجوم، الذي وصف بأنه laquo;أكبر غزوة الكترونية في تاريخ الدولة الفرنسيةraquo;، هدف في ما يبدو للحصول على معلومات تتعلق بكيفية التعامل الفرنسي مع مجموعة العشرين، التي يترأسها العام الحالي الرئيس نيكولا ساركوزي.

وقد سارع المسؤولون في وزارة المالية إلى إيقاف حوالي 10 آلاف كمبيوتر عن العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي فور اكتشافهم عملية الاختراق الإلكتروني، التي طالت أكثر من 100 جهاز، وقيل إنها ظلت مستمرة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى حين اكتشافها قبل ثلاثة أيام.

وكانت الأجهزة المتأثرة تقوم بإرسال نسخ من ملفاتها إلى عناوين بريدية الكترونية صينية، رغم أن هذا بحد ذاته لا يعني أن أصحابها صينيون بالضرورة. ونقلت صحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية عن فرنسوا باروان، وزير الموازنة في الوزارة الفرنسية وأيضًا الناطق باسم الحكومة، قوله إن المستهدف الرئيس من غزوة القراصنة هو مجموعة العشرين في ما يبدو.

من جهته قال باتريك بيلو، رئيس الوكالة القومية الفرنسية لأمن تكنولوجيا المعلومات، إن القراصنة كانوا يسعون إلى معلومات تتعلق برئاسة فرنسا مجموعة العشرين. وأضاف إن الواقفين وراء الهجوم laquo;يتمتعون بمهارة وتنظيم على مستوى جد عال. فقد ظلوا يتحكمون في أجهزة رؤساء الإدارات في وزارة المالية طوال تلك الفترة من دون أن يثيروا انتباه أحدraquo;.

يذكر أن للرئيس ساركوزي طموحات كبيرة تتصل بإقناع الصين المترددة، وعدد من الدول الأخرى، بقبول إصلاحات مقترحة للنظام النقدي العالمي، ومن ضمنها الموافقة على برنامج عمل يرمي لإعادة التوازن الذي أحدثه إما الفائض التجاري الهائل وسط عدد من دول العالم أو العجز الكبير في ميزانيات العديد من الحكومات، خاصة الغربية. ويأمل ساركوزي أن يطرح خطته للإصلاح مكتملة على طاولة قمة العشرين في مدينة كان في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وكانت فرنسا قد لمحت في يناير/كانون الثاني الماضي إلى أن للصين يدًا في في عملية تجسس اقتصادي كشف عنها النقاب بعدما وجّهت هذه التهمة إلى ثلاثة مدراء عاملين في جناح إنتاج السيارات الكهربائية في مصنع laquo;رينوraquo;. وفصلت الشركة هؤلاء المدراء عن مناصبهم حتى قبل تدخل الشرطة.

لكن هذه الأخيرة قالت لاحقًا إن تحقيقاتها مع المدراء المفصولين لم تسفر عن أي دليل على أنهم انتهكوا أي قوانين أو لوائح. واعترفت laquo;رينوraquo; الأسبوع الماضي بأنها ربما كانت ضحية لخدعة ذات غرض. وسادت تكهنات مفادها أن الصين تقف وراء الأمر برمته، وأن هدفها النهائي هو عرقلة مسار الشركة الفرنسية في مجال إنتاج السيارات الكهربائية.

سوابق صينية
* في 2009 أعلنت laquo;غوغلraquo; انسحابها من العمل على الأراضي الصينية بعدما تعرضت شبكة كلمات مرورها إلى النهب.
* بعيد هذا، تعرض بنك الاستثمار الأميركي laquo;موغان ستانليraquo; إلى هجمات متواصلة على مدى ستة أشهر من قراصنة إلكترونيين صينيين.
* تعرض عدد من الوزارات والإدارات الكندية إلى هجوم إلكتروني في يناير/كانون الثاني الماضي، استهدف وثائق حساسة تتعلق بالشؤون المالية وبالأسلحة، وقيل إن الصين وقفت وراءه.
* في الشهر الماضي قالت شركة مكافحة الفيروسات الإلكترونية laquo;مكافيraquo; إن خمس شركات نفطية رئيسة تعرضت إلى هجوم مئات القراصنة من داخل الصين في عملية سُمّيت laquo;تنين الليلraquo;.
* يُعتقد أن الصين توظف أو تدرب آلاف الأشخاص كقراصنة عسكريين لمهاجمة أجهزة كمبيوتر العدو في حال نشوب حرب في المستقبل.