سودانيان فاران من ليبيا بعد عبورهما راس جدير

قال مسؤول في الإدارة الأميركية إن اجتماعا عقده الرئيس باراك أوباما مع كبار مسؤولي الأمن القومي شهد قدرا ضئيلا من التأييد لفرض حظر جوي فوري فوق ليبيا، في وقت زادت فيه حدة الانتقادات لأوباما بسبب طريقة تعاطيه مع الأوضاع.


قال مستشارون للرئيس الأميركي، باراك أوباما، إنه راض ومقتنع بالسماح لدول أخرى أن تقود بصورة علنية البحث عن حلول للصراع الذي تشهده ليبيا في تلك الأثناء، وهو الموقف الذي يعكس اللهجة الأكثر تواضعاً التي سعى إلى صبغ سياسة بلاده الخارجية بها، والذي يفتح الباب كذلك أمام الانتقادات التي تحدثت عن كونه قائداً ضعيفاً.

وفي هذا السياق، رأت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية في عددها الصادر اليوم أن هذا التكتيك يعتبر لعنة لكثير من المحافظين ومبعث قلق لبعض المعترضين الليبراليين، الذين يعتقدون أن السلطة الأميركية المعلنة وحدها يمكنها أن تحشد معارضة فعالة للحكومات الاستبدادية الوحشية مثل حكومة الزعيم الليبي، معمر القذافي.

وفي وقت يرى فيه أوباما أن هناك مزايا في إبعاد واشنطن، خصوصاً في منطقة تحظى فيها الولايات المتحدة بمثل هذا القدر المتدني من الاحترام، إلا أنه قد جعل نفسه عرضة للاتهام من جانب الجمهوريين بسبب غيابه في وقت الأزمة. وقال محافظون إن النهج الذي يتبعه من الممكن أن يشير إلى حدوث تراجع في موقف أميركا الصارم بعد ما يقرب من عشرة أعوام من الحرب. وبينما اتسم موقف أوباما تجاه الوضع في ليبيا بالتراجع، كان للدول الأوروبية السبق في اتخاذ زمام المبادرة في صياغة القرار المتعلق بفرض منطقة حظر طيران، ولم يتحدث أوباما بعد عما إن كان يؤيد ذلك أم لا. وحذا أوباما في هذا الشأن حذو فرنسا، واكتفى بالدعوة إلى طرد القذافي.

وفي اجتماع جرى يوم أمس الأربعاء بين كبار مسؤولي الأمن القومي للرئيس باراك أوباما، برز قدر ضئيل من التأييد لفرض منطقة حظر طيران على الفور، وفقاً لما نقلته الصحيفة عن أحد مسؤولي الإدارة الأميركية الذي رفض الكشف عن هويته.

وأضاف هذا المسؤول أن التشويش على اتصالات الحكومة الليبية ونشر أصول البحرية الأميركية للمساعدة في توصيل المساعدات الإنسانية كانت من بين الخيارات الأكثر تفضيلاً على المدى القريب. هذا ولا تعرف الإدارة الأميركية الكثير عن متمردي ليبيا المسلحين تسلحاً جيداً، ولا يمكنها تنبؤ النظام السياسي الذي قد يحل محل نظام حكم القذافي الغريب، فضلاً عن أنها تواجه مجموعة من الخيارات العسكرية لوقف القتال.

وأشار هنا مستشارو الرئيس أوباما إلى أن تواريه عن الأنظار في المشهد السياسي العام يغلف الدبلوماسية الخاصة النشطة للإدارة الأميركية، التي ساعدت في فرض عقوبات مالية قوية ضد دائرة القذافي الداخلية، وكذلك الدور المحوري للولايات المتحدة في التخطيط العسكري الجاري الآن في حلف شمال الأطلسي، الذي يجتمع وزراء دفاعه اليوم الخميس من أجل دراسة الخطوات التي يمكن القيام بها مستقبلاً.

ومضت الصحيفة الأميركية تنقل في هذا الصدد عن بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الإستراتيجية، قوله :quot; هذا هو تصور الرئيس باراك أوباما لدور الولايات المتحدة في العالم ndash; بأن تعمل من خلال منظمات متعددة الأطراف وعلاقات ثنائية للتأكد من أن الخطوات التي نتخذها يتم تضخيمها. قد يكون هذا تصوراً مختلفاً للدور القيادي الذي تلعبه الولايات المتحدة. لكننا نعتقد أن القيادة يجب أن تقوم بتحفيز استجابة دولية، وألا تعتمد على استجابة أميركية من جانب واحدquot;.

ولطالما تعرض رؤساء الولايات المتحدة على مدار عقود لموجة من الضغوط للاختيار ما بين التدخل في الأزمات الخارجية أو تجاهلها. وقد أدى كلا الخيارين إلى تعريض الرؤساء الذين تولوا مقاليد الحكم مؤخراً في البلاد لمخاطر سياسية، وهو ما يقدم تفسيراً للطريقة التي يتعامل من خلالها أوباما مع أعمال العنف التي تشهد ليبيا الآن. وقال هنا المفكر الإستراتيجي الشهير أنطوني كوردسمان في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية :quot; دائماً ما سيكون هناك طلب بأن تقوم الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات فورية، لكن هذا ليس دائماً الشيء الصحيح الذي ينبغي فعلهquot;.