دمشق: اطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التابعة للامم المتحدة في دمشق اليوم مشروع (دعم الشباب) الذي يهدف الى خلق افكار ومهارات ووظائف جديدة للاجئين الفلسطينيين بحضور عقيلة الرئيس السوري اسماء الاسد.
ويقدم المشروع الذي اطلق خلال الاحتفال بنجاح مشاريع تطوير وتوظيف الشباب تحت عنوان (مهارات جديدة وظائف جديدة ومستقبل جديد) خدمات في الارشاد والتوجيه للاجئين الفلسطينيين ممن تترواح اعمارهم بين 13 و 35 عاما عبر توفير الاماكن اللازمة لابداء ارائهم وتطوير مبادراتهم والعمل مع الاخرين اضافة الى التدريب على المهارات المهنية والحياتية.

وقال المفوض العام للاونروا فيليبو غراندي في كلمة له ان الاونروا ستبقى ملتزمة بالمسؤوليات المسندة اليها لتوفير الخدمات الرئيسية للاجئين الفلسطينيين في التعليم والصحة والاغاثة والخدمات الاجتماعية لتلبية احتياجاتهم والحفاظ على مشاريعها الاساسية واستدامة برامج تطوير الشباب فى سوريا.
واشار غراندي الى توسع عمل القطاع الخاص في سوريا وحاجته الى القوى العاملة الماهرة والواثقة وانفتاح الاقتصاد وبروز دور الشباب ووجود حاجة ملحة لاغتنام الفرص الجديدة والاستجابة لها من خلال برامج تلبي احتياجات سوق العمل.
واكد ضرورة وضع سياسات خلاقة في مجالي التعليم والتنمية وخلق الفرص الاقتصادية التي يمكن للشباب الوصول اليها اضافة الى الحاجة لدعم طاقة الشباب وافكارهم.

وبين ان مشاريع الاونروا تشكل جزءا من هذه الاستراتيجية بفضل دعم الحكومة السورية لها لافتا الى انها تسعى الى تطوير الطريقة التى تقدم فيها برامجها لضمان حصول اللاجئين على اكبر قدر من الفرص التي تلبي طموحهم لحياة افضل وايجاد حل عادل لمحنة مضى عليها 62 عاما.
وقال غراندي ان التعاون بين الحكومة السورية والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين والاتحاد الاوروبي يسهم في مشاريع مركز التدريب في دمشق ويوفر الكفاءات الاكاديمية والمناهج الحديثة.

من جهته اكد رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في دمشق السفير فاسيليس بونتوسوغلو أهمية تحسين ظروف الشباب من اللاجئين الفلسطينيين من خلال تحسين رؤيتهم المستقبلية لمستوى التوظيف عبر التعليم المهني.
واشار بونتوسوغلو الى مساندة الاونروا والاتحاد الاوروبي لجيل الشباب في المرحلة الانتقالية من المدرسة الى العمل حيث تم تقديم المساعدة لالاف الشباب وتحديد احتياجات سوق العمل وتوفير المشورة المهنية والتعليم المهني ونصائح التوظيف الذاتي وامكانية الاستمرار في تقديم المساعدة فى هذا المجال.
بدوره اكد مدير عام الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب علي مصطفى اهمية دعم الانشطة والمشاريع الهادفة الى تمكين الشباب الفلسطيني من تطوير أنفسهم ومخيماتهم تعليميا وثقافيا وصحيا وبيئيا واجتماعيا وذلك بالتعاون بين الهيئة والاونروا وجهات اخرى من خلال انجاز العديد من المبادرات وورشات العمل والانشطة والمخيمات الصيفية لترسيخ مبدأ التشاركية والعمل.
واشار مصطفى الى نتائج هذا التعاون كتشغيل العديد من الشباب ومساهمتهم ومشاركتهم في تحديد الاولويات وتسليط الضوء عليها اضافة الى حملات تشجير المخيمات ونظافتها والحملات الطرقية الهادفة الى التوعية من مضار التدخين والمخدرات وتنظيم الندوات حول قضايا الصحة والمشاركة في لجان التنمية والخدمات.
ومن ناحيتها قالت مديرة مشروع دعم الشباب كلود ايزاكوف ان فريق عمل المشروع يتكون من 75 شابا يتميزون بمهارات عالية ويعملون في كل ارجاء سوريا كمستشارين مهنيين ومسؤولي تدريب مهني وميسرين للاعمال الصغيرة وموظفين مع الشباب.

واشارت ايزاكوف الى انه تم الوصول الى اكثر من ثلاثة الاف باحث عن العمل قدم لهم المستشارون الاساسيون الستة الدعم وانضم أكثر من 1300 شاب الى ورشات الاعداد الوظيفي لتحديد وممارسة مهارات مختلفة كحل النزاعات والمبادرة وحل المشكلات والتواصل.
واوضحت ان المشروع ومن خلال شبكة استشارية مكونة من 500 شخص من اصحاب الاعمال استطاع تحديد مناطق سوق العمل التي تحتاج الى كادر جديد ودعم الباحثين عن عمل بشكل مباشر.
واوضحت انه خلال السنوات الاربع من العمل كمشروع توظيف صغير تلقى 60 في المئة من الذين راجعوا المشروع دعوات لحضور المقابلات وتم توظيف نصفهم.

واشارت الى دعم الاتحاد الاوروبي وتبرعاته للمشروع التي وصلت الى 7ر4 مليون يورو والتي ستسهم في الوصول الى 35 الف شاب واهاليهم ومجتمعاتهم المحلية في المخيمات وارباب العمل ودوائر الاعمال اضافة الى دعم هيئة اللاجئين الفلسطينيين العرب لتأسيس 12 مركزا لدعم الشباب بهدف تطوير مهاراتهم ودعم افكارهم لتأسيس اعمالهم الذاتية الصغيرة.
وتخلل اطلاق المشروع عرض فيلم قصير يوضح اثر عمل الاونروا الايجابي من خلال قصة الشاب علاء بسيوني الذي غير عمله وحياته بفضل المشورة المهنية التي قدمتها الاونروا له والدورة التدريبية في مهنة اللحام التي نظمتها الاونروا لمدة اربعة أشهر.

بعد ذلك اطلعت عقيلة الرئيس السوري على محتويات المعارض التي تضمنت الانشطة التي نفذها الشباب الفلسطينيون من خلال مركز تدريب دمشق في السنوات الاربع الاخيرة التي ضمت تقنية صناعة الملابس والتصميم الاعلاني والمهارات الطبية المساعدة ومهارات الحاسوب وانظمة المعلوماتية.
وحضر الحفل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا حاج عارف ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي عامر لطفي ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد اضافة الى عدد من معاوني الوزراء وممثلي الجامعات الخاصة والفعاليات الاقتصادية ووكالات الامم المتحدة العاملة فى سوريا.
يذكر ان الاونروا اسست مركز تدريب دمشق عام 1961 على قطعة أرض تبرعت بها الحكومة السورية لتوفير التعليم التقني والمهني للاجئين الفلسطينيين وتخرج من المركز حتى الان أكثر من 15430 فلسطينيا حصل الكثيرون منهم على فرص عمل داخل سوريا بينما عثر الاخرون على فرص اخرى خارجها.