تشارك الفتيات الفلسطينيات بقوة في فعاليات انهاء الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.


غزة: اعتصم امس الشباب الغزّي في ساحة الجندي المجهول وسط أجواء تحضيرية لفعالية ثورة 15 آذار التي تنادي بانهاء الإنقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والمزمعة انطلاقها اليوم حسب ما روّجت له وسائل الإعلام، ومجموعات فايسبوك، وفي خضم ذلك، لفت تواجد الفتاة الفلسطينية الإنتباه، حيث إنها وقفت إلى جانب الرجال رافعة الشعارات الداعية لطي ملف الخلافات الداخلية وتوحيد الصف بين الفصائل الفلسطينية.

وامتزجت أجواء وسط غزة بالأغنيات الوطنية والهتافات المطالبة بإنهاء الإنقسام، ومنها، quot;الله وفلسطين والوحدة وبسquot;، quot;اعتصام اعتصام حتى ننهي الانقسامquot;، quot;مش حنروح ومش حنام حتى ننهي الانقسامquot;، quot;وحدتنا وحدة كفاح عامل وطالب وفلاحquot;، quot;الشعب يريد إنهاء الانقسامquot;.

وتشارك الكل في ترديد الأغنيات والهتافات فيما غطت الاعلام الفلسطينية رؤوس وأذرع الشبان والفتيات والأطفال والشيوخ، ووقفت أمل الزعانين 22 عاماً إحدى طالبات جامعة الأزهر تلّوح بالعلم الفلسطيني وسط عدد من الفتيات، وحين سألتها quot;إيلافquot; عن سر انضمامها للاعتصام التحضيري، أجابت: quot;تجمعنا كفتيات لكسر المعتقدات التي تفترض أن الرجل أكثر جراءة من الفتاة، وأنّ الأخيرة بعيدة عن أن يكون لها دورها الفاعل في المجتمعquot;، واستدركت قائلة: quot;اليوم لا نجتمع فقط بصفتنا فتيات، ولكن بصفتنا شريحة شبابية يجب أن يكون لها دورها الأساسي الفاعل في النشاطات الداعية لإنهاء الانقسامquot;.

الروّاغ تتمنى دعماً معنوياً وليس مادياً

من جانبها أكدت الإعلامية سمّاح الروّاغ إحدى منظمات الاعتصام أن أربعة أعوام من تدافع الاتفاقيات لإنهاء الإنقسام الفلسطين لم تجد نفعاً، وتابعت: quot;اليوم الشباب قرر أخذ زمام المبادرة بديلاً عن قياداته السياسية التي فقد الثقة بهاquot;.

وحول وجود جهة داعمة للاعتصام نفت الروّاغ أن يكون الاعتصام ينظم من قبل أي فصيل، مؤكدة أن الاعتصام الشبابي يعتمد على الجهود الشبابية الذاتية، مشيرة إلى أنّها تتمنى دعماً معنوياً من الجميع وذلك بالمشاركة المكثّفة في هذا الاعتصام. وحول التنسيقات بين جهة التنظيم وحكومة حماس، قالت الروّاع انهم قدّموا خطاباً للشرطة لحماية المعتصمين في الجندي المجهول.

إشاعة خطاب هنية ليس صحيحة

وبخصوص حديث يدور عن زيارة رئيس وزراء حكومة حماس اسماعيل هنية للتجمع أكدّت الروّاغ أنّها مجرد إشاعة ليست صحيحة، وقالت: quot;ربما تكون إشاعة رددها الشباب لدعم المعتصمين نفسياًquot;.

فيما انطلقت الروّاغ لتمارس دورها في التقاط الصور، وتجديد الهتاف بصوت قوي، لتقطع quot;إيلافquot; هتاف شابة أخرى في الثامنة عشر من عمرها، موجّهة لها تساؤلاً حول إسمها، فردّت بالقول: quot;إسمي فلسطينية، ولا أنتمي لأي أحزاب سياسيةquot;.

وأشارت لعلم فلسطين الذي تغطي به أحد ذراعيها، وقالت: quot;أنا فخورة بالمشاركة بهذا الاعتصامquot;، وفيما إذا كان هناك تخوف يشاطرها حيال مشاركتها في هذه الفعالية، ردّت قائلة:quot; لن أخاف من شيء، فهناك شباب كثر لن يسمحوا لأحد بإيذائنا، فكل شاب يخشى على شقيقته من الإيذاءquot;، فيما انطلقت للهتاف مع الشباب quot;نريد إنهاء الإنقسامquot;.

وبدورها عبّرت روان أبو شهلا 17 عاماً عن رغبتها في تحقيق هدف من هذا الاعتصام، وقالت: quot;جئت اليوم لأقول أنّي أصبحت فتاة واعية لحقوقي، وقد جاء اليوم الذي أطالب بهذه الحقوق وسط حراك شعبي لم نعرفه من قبلquot;.

وعلق الإعلامي أيمن العالول على مشاركة الفتيات في فعاليات انهاء الانقسام، بالقول: quot;هناك تجمع فعلا أكثر من المتوقع في كثير من الفعاليات السابقة، فيما تمنى أن تبقى هذه الروح موجودة لتضم كل أطياف الشعبquot;.

مشاركة الفتيات محاولة جريئة واعية

وشارك الأستاذ الجامعي لمادة القانون الإنساني، محمود السالمي، وعائلته، الشباب اعتصامهم ضد الانقسام، ولدى سؤاله حول موقفه مما يجري، قال: quot;إنه نوع من كسر الحاجز النفسي بين الشباب والعديد من المظاهر السلبية، وهي حالة الانقسام والخوف، مشددا على ضرورة وجود دور هام للشباب بشقيه شبان وفتيات في الضغط من اجل إنهاء الإنقسام.

وأوضح السالمي: quot;وجود عدد كبير من الفتيات في هذه التظاهرة التحضيرية للفعالية يعكس وعياً قوياً بضرورة التحرك الشعبي بكافة فئاتة ومحاولة جريئة لكسر الواقع وصنع قرار سياسي يمثل نوعية في تعاطي الشباب الفلسطيني مع قضاياهمquot;.

وأضاف: quot;إنّ الهم واحد والمشكلة واحدة، والحل لأزمتنا الفلسطينية يتطلب فعلاً دوراً مجتمعياً خاصة في ظل تقاعس السياسيين عن اتخاذ دور فاعل في إنهاء الأزمة. مجدداً الدعوة لضرورة مشاركة الجميع أفراداً وعائلات في هذه الهبّة الوطنية للدعم في اتجاه تحقيق الوحدة الوطنية.