راهنت اوروبا بشكل واضح على الثورة الليبية في بداياتها، إلا انها باتت تخشى ان تجد نفسها في موقع حرج في حال نفذ الزعيم الليبي معمر القذافي وعيده بسحق الثوار.


بروكسل: بعدما راهنت اوروبا بشكل واضح على الثورة الليبية، باتت تخشى ان تجد نفسها في موقع حرج في حال نفذ الزعيم الليبي معمر القذافي وعيده بسحق الثوار، ما سيشكل نكسة لها ويضعها امام ازمة انسانية خطيرة عند ابوابها.

وحذر الفارو دي فاسكونثيلوس رئيس المعهد الاوروبي للدراسات الامنية من ان quot;بنغازي قد تتحول الى دوبروفنيك جديدة لاوروباquot;، في اشارة الى عمليات القصف التي شنها الجيش اليوغوسلافي السابق على هذا المرفا الكرواتي عام 1991 والتي وقف الاوروبيين عاجزين امامها.

وقال ان quot;كل هذا يذكرني ايضا بالبوسنة والبلقان. كان من الواضح للجميع آنذاك ان ثمة جرائم بحق الانسانية ترتكب هناك لكننا لم نتخذ التدابير الضروريةquot;.

وتجد الدول الاوروبية نفسها هذه المرة ايضا في الخطوط الامامية اذ يجري النزاع امامها على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط.

وقد سارعت الى قطع الجسور مع الزعيم الليبي وتشجيع الحركات الديموقراطية في شمال افريقيا.

وان تمكن القذافي من هزم المتمردين، فسيكون هذا quot;فشلquot; لاوروبا وللمجتمع الدولي باسره وكذلك quot;صفعة رهيبةquot; للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تصدر المنددين بنظام طرابلس وسبقهم باعترافه رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة الليبية في بنغازي، في موقف وصفه جان دومينيك جولياني رئيس معهد روبرت شومان بانه quot;متهورquot;.

وتواصل فرنسا وبريطانيا الدعوة الى عملية عسكرية ضد ليبيا حيث تواصل القوات الموالية للقذافي تقدمها في اتجاه بنغازي معقل الثوار، فتنشطان لاستصدار قرار من مجلس الامن الدولي يتضمن تفويضا باقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا.

وما زال المسؤول الثاني في الدبلوماسية الاوروبية بيار فيمون يؤمن بامكانية القيام بمثل هذا التدخل في اللحظة الاخيرة.

وقال الاربعاء في بروكسل في مقابلة اجرتها معه الشبكات البرلمانية الفرنسية وتبث الخميس ان quot;هذا ليس مستحيلاquot; لان quot;الجميع يدرك انه ينبغي القيام بامر ما وانه لا يمكن ان نترك سكان بنغازي لمصيرهم على هذا النحوquot; مع مخاطر حصول quot;مجازرquot;.

واعتبر انه quot;يمكن لاوروبا ان تتدخل كاتحاد اوروبي بشكل اجمالي، او ان تقرر بعض دولها الاعضاء بصفة فردية وبالتعاون فيما بينها اتخاذ تدابيرquot;، في اشارة الى فرنسا وبريطانيا.

غير ان الاتحاد الاوروبي يشهد انقسامات عميقة بهذا الصدد على غرار الاسرة الدولية بشكل اجمالي.

وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الاربعاء ان quot;الاسرة الدولية لا تريد ولا يجدر بها شن حربquot; على ليبيا.

وتدعو روما ومعها المانيا وعواصم اخرى الى استراتيجية تقضي بعزل القذافي على الساحة الدولية وفرض عقوبات مشددة على نظامه.

ورات مجموعة الازمات الدولية ان quot;الطريق الواجب اتباعه لتسوية الازمة الليبية يقضي بوقف اطلاق نار واجراء مفاوضاتquot;.

غير ان سقوط بنغازي قد يؤدي بالنسبة لاوروبا الى تدفق اعداد من الليبيين الفارين من بلادهم الى مصر وتونس، مع ضرورة اقامة مناطق تقدم فيها المساعدات الانسانية لهم.

كما ان سحق الثوار في ليبيا قد يوقف الحركات المطالبة بالديموقراطية في العالم العربي وقد يهدد الوضع في تونس ومصر المجاورتين.

وحذر الفارو دي فاسكونثيلوس quot;ان لم نوقف القذافي في هجومه المضاد، فسوف نجعل الحكام المتسلطين اكثر تصميما على مقاومة الاحتجاجات. نرى ذلك منذ الان في البحرين واليمنquot;.